خلال هذا الأسبوع، برز حدثان مهمّان يعكسان المكانة المرموقة لمملكة البحرين ودورها الرياديّ في تعزيز قيم السلام والتعايش السلميّ على المستويين الإقليميّ والدوليّ. يُظهر هذان الحدثان، اللّذان يجسّدان رؤية قياديّة حكيمة ومبادرات استراتيجيّة فريدة، التزام مملكة البحرين بنشر رسالة السلام والتسامح والحوار البناء، ويؤكّدان على النهج الدبلوماسيّ الحكيم والرؤية الثاقبة لقيادتها الحكيمة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعيّة للجميع.
الحدث الأوّل هو الحكمة والدبلوماسيّة الّتي تجلّت في مضامين الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، رئيس الدورة الحاليّة للقمّة العربيّة، حفظه اللّه ورعاه، الّتي ألقاها جلالته أمام الدورة غير العاديّة لمجلس جامعة الدول العربيّة على مستوى القمّة (قمّة فلسطين) المنعقدة في القاهرة بجمهوريّة مصر العربيّة الشقيقة، والّتي تؤكّد مملكة البحرين من خلال هذه المضامين السامية موقفها الثابت في دعم القضيّة الفلسطينيّة وترسيخ مبادئ السلام.
حيث أكّد جلالته على ضرورة التمسّك بمسار السلام الشامل والردّ الحازم على محاولات التهجير والاستيطان، معبّراً عن دعم المملكة للقضايا العربيّة والإسلاميّة بشكل جليّ ومباشر. كما جاءت الكلمة لتُبرز الدور الّذي اضطلعت به مملكة البحرين خلال ترؤّسها للقمة العربيّة العاديّة الثالثة والثلاثين في 16 مايو من العام الماضي، وما تضمّنه «إعلان البحرين» بشأن أهمّيّة العمل المشترك والتكاتف العربيّ في مواجهة التحدّيات الإقليميّة، وتأكيداً على المبادئ الّتي تحكم العلاقات بين الدول على أسس من الاحترام المتبادل والتعاون البناء.
الحدث الثاني لهذا الأسبوع هي مبادرة البحرين لتأسيس «اليوم الدوليّ للتعايش السلميّ»، حيث أقرّت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة قراراً تاريخيّاً باعتماد 28 يناير من كلّ عام يوماً عالميّاً يكرّم قيم التعايش والتسامح بين الشعوب.
وقد تمّ إطلاق هذه المبادرة ضمن إطار الجهود المتكاملة الّتي تبذلها مملكة البحرين لتعزيز العمل الإنسانيّ ودعم سيادة القيم النبيلة الّتي تقوم عليها العلاقات الدوليّة، فضلاً عن دورها في دعم الحوار والتعاون بين الدول. ويُعدّ هذا الإنجاز بمثابة تتويج للمساعي الدبلوماسيّة البحرينيّة ومبادراتها الرائدة في المجال الإنسانيّ والثقافيّ، ويبرز مدى تقدير المجتمع الدوليّ لجهود المملكة في تعزيز قيم التعايش والتسامح.
يشترك الحدثان في أنّ كلاهما يأتيان استجابة لرؤية قيادة حكيمة تُعنى بإرساء مبادئ السلام والتعايش كأساس للتنمية الشاملة. إذ إنّ الكلمة السامية حملت رسالة واضحة تبعث على الأمل والتفاؤل بأنّ التعاون العربيّ والدوليّ قادران على تجاوز العقبات وإيجاد حلّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة؛ مستندة إلى قرارات ومبادرات عربيّة ودوليّة.
وفي نفس السياق، يعكس اعتماد يوم التعايش السلميّ حرص مملكة البحرين على تفعيل دورها في المجتمع الدوليّ من خلال مساعيها المستمرّة لدعم كلّ ما من شأنه تعزيز قيم التسامح والوسطيّة والاعتدال، والنهوض بالتعايش السلميّ، والإخاء الإنسانيّ، لتسود المحبّة والسلام والوئام كافّة الدول والمجتمعات.في نهاية المطاف، يمثّل هذان الحدثان ذروةٌ لمسيرة طويلة ومستمرّة من العمل الدؤوب والجهود المبذولة في مجال السياسة الخارجيّة والعمل الإنسانيّ.
حيث استطاعت مملكة البحرين، من خلال النهج الحكيم والرؤى السديدة لجلالة الملك المعظم أيّده اللّه، أن تضع لنفسها بصمة واضحة في المحافل الدوليّة، وأن تعزّز مكانتها كأحد أبرز اللاعبين، على المستويين الإقليميّ والدوليّ، في رسم ملامح عالم أكثر أماناً وازدهاراً، حيث يتلاقى العمل الدبلوماسيّ والإنسانيّ في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعيّة للجميع.
0 تعليق