«بي بي سي»

كشفت دراسة حديثة عن طريقة جديدة لإزالة سموم الزرنيخ السام من التربة الملوثة، ما يمثل حلاً واعداً لمكافحة واحدة من أكثر مشاكل الصحة البيئية خطورة على مستوى العالم. يسلط البحث الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه البكتيريا المؤكسدة للزرنيخ بالاشتراك مع الجيوثيت، وهو معدن حديدي شائع، في تسريع تحويل الزرنيخ من حالته شديدة السمية، إلى الأقل ضرراً.
ويمثل هذا النهج المبتكر تقدماً كبيراً في مجال العلوم البيئية، ويقدم شعاعاً من الأمل في السعي إلى التخفيف من الآثار الضارة للتلوث بالزرنيخ على النظم البيئية والصحة البشرية.
وبرزت البكتيريا المؤكسدة للزرنيخ، المعروفة بقدرتها على استقلاب مركبات الزرنيخ، كلاعبين رئيسيين في عملية إزالة سموم الزرنيخ من التربة. وعندما تتفاعل هذه البكتيريا مع الجيوثيت، وهو معدن متوفر بكثرة في العديد من أنواع التربة، يُلاحظ تأثير تآزري، ما يؤدي إلى تسارع ملحوظ في تحويل الزرنيخ من شكله السام إلى شكل أقل ضرراً.
من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية المعقدة، تعمل البكتيريا المؤكسدة للزرنيخ على تسهيل أكسدة الزرنيخ إلى الزرنيخات، وهي خطوة حاسمة في الحد من سمية الزرنيخ بالتربة الملوثة. يعمل وجود الجيوثايت كمحفز، ما يعزز كفاءة عملية التحويل هذه ويعزز إزالة السموم من الزرنيخ بشكل عام في البيئة.
تحمل نتائج هذه الدراسة آثاراً مهمة على الصحة البيئية وجهود الإصلاح الرامية إلى معالجة تلوث التربة بالزرنيخ. ومن خلال تسخير القدرات الطبيعية للبكتيريا المؤكسدة للزرنيخ والاستفادة من الخصائص التحفيزية للمعادن مثل الجيوثيت، تمكن الباحثون من اكتشاف نهج جديد من الممكن أن يحدث ثورة في استراتيجيات الإصلاح الحالية.
ولا تقدم هذه الطريقة بديلاً أكثر استدامة وصديقاً للبيئة من تقنيات المعالجة التقليدية فحسب، بل إنها تعد أيضاً بتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض للزرنيخ في المناطق الملوثة بشكل فعال.
ومع استمرار المجتمع العلمي في استكشاف التطبيقات المحتملة لهذا النهج المبتكر، فإن المساعي البحثية المستقبلية على استعداد للتعمق أكثر في الآليات التي تقوم عليها التفاعلات بين البكتيريا المؤكسدة للزرنيخ والمعادن مثل الجيوثيت. ومن خلال كشف تعقيدات هذه العملية، يهدف الباحثون إلى تحسين كفاءة طرق إزالة السموم من الزرنيخ وتكييفها مع بيئات التربة المحددة.