عمان – القضية الفلسطينية هي إحدى القضايا الإنسانية والسياسية التي شكلت محورًا مهمًا في التاريخ المعاصر. ومنذ نكبة العام 1948، ما يزال الشعب الفلسطيني يعاني من التشريد والتهجير، ويكافح من أجل استعادة حقوقه المسلوبة وكرامته المنتهكة. في هذا السياق، تأتي مقالات الكاتبة الأردنية بديعة النعيمي في كتابها "الحرب على غزة الجزء الثاني"، لتكشف عن جوانب جديدة من معاناة الفلسطينيين، وخاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمرون بها، من حرب غزة إلى تأثيرات السياسات الإسرائيلية والعربية والدولية.اضافة اعلان
وتنوعت النعيمي في مقالاتها التي صدرت عن دار الفينيق للنشر والتوزيع، عمان، ما بين التاريخ والذاكرة السياسية، مقدمة تحليلًا عميقًا للأحداث والحروب التي أثرت بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني. تقدم الكاتبة رؤية جريئة للتاريخ والذاكرة السياسية، مقدمة تحليلًا عميقًا للأحداث والحروب التي أثرت بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني.
وقد كتب مقدمة الكتاب عقيل هاشم، حيث يقول: "إن هذه المقالات تشير إجمالًا إلى نظرة متنوعة عند تناول المأساة الفلسطينية، ابتداءً من نكبة 1948، حين تم تهجير الشعب الفلسطيني إلى الشتات. تتكئ الكاتبة في تدوين تلك المقالات على الحدث الفعلي بذاكرة فريدة تعتني بالتفاصيل الصغيرة والوقائع الحية عن تاريخ القضية الفلسطينية وآخر فصولها، الحرب على غزة. وتبرز وحشية هذه الحرب من خلال تحليل فريد للسياقين الاجتماعي والتقني، مع تعبيرات تتسم بالاتجاه الواقعي المنطقي، وطرح قضايا تتعلق بالحرية. تراوح الكاتبة بمهارة بين التاريخ والذاكرة السياسية، مما ينشئ نوعًا من الحوار مع القارئ، حيث الوعي بالكلمة ذاتها لا يرتبط بوطن مفقودة، بل هو حاضر في الوجدان. وقد انتهجت الكاتبة رسائل جريئة عن الكيان الغاصب، وتنبض بمستوى إنساني لا حدود له".
ويبين أن النعيمي في كتابها "الحرب على غزة الجزء الثاني" تكسر الصورة النمطية للكتابة. فقد ظهرت في هذا الكتاب بتحول واضح على مستوى البناء الفني والدلالي، وهو ما يفسر وعيها بأساليب الكتابة النقدية ومقومات الكتابة المعاصرة. خاصةً على مستوى البناء الفني والأسلوب في تحليل الأوضاع العربية والدولية، فضلاً عن بيئة الخطاب الراهنة سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا. وقد جمعت هذه المقالات بين جدة البناء وثراء الدلالة، وشكلت نقلة نوعية في توليد الدلالات الفكرية. وبالتالي جعلت تلك المقالات تمثل نموذجًا جديدًا على مستوى الإعلام الموجه والنقدي.
وهذا يعني أن الكاتبة كانت تتنقل بين سياق المجتمع والانفتاح على التاريخ في بنائية قرائية لها خصوصيتها وأسلوبها ولغتها. وهذا ما ميز أسلوب الكاتبة في سعيها نحو الحداثة والمغايرة، حيث تجد توظيفًا للعديد من التقنيات سواء في جرأتها في الكتابة والبوح، أو في ارتياد الحديث عن التابو والمسكوت عنه، وانفتاحها على المغاير والمختلف نحو التجديد والتجاوز.
أما عن الثيمات التي تناولتها النعيمي في تلك المقالات، فيشير هاشم إلى أنها قد تنوعت ونشطت بين التاريخ والذاكرة السياسية، من حيث تنوع واختلاف مصادر القرار. إذًا، الكتاب وما يحتويه هو فضاء مبني على الإيجاز والتكثيف، حيث تكفي دقة العبارة للتعبير عما يختلج بداخل الكاتبة من قضايا حساسة تجاه ما يدور في المنطقة العربية، ورسم سيناريوهات قائمة للعالم الثالث، وللعرب والفلسطينيين. هذا التحليل قائم على التجربة والحنكة، وبالتالي رسم الأهداف والتصورات لها، معلنًا عن تعرية ما يحصل من المآسي لشعب يتمسك بحقه.
ويقول هاشم: "إن هذا الشعب الذي يسعى للحرية ولتحقيق مستقبل أفضل، وهنا نتكشف مضمون المقالات وطبيعة الصراع من أجل المستقبل. والعودة إلى الوطن، بما يستحقه الشعب الفلسطيني من حقوق وكرامة، هي حقوق يستحقها أي إنسان، ولا سيما أن الوضع العربي الراهن يمر بأزمة سياسية كبيرة، كما تم الحديث عنها سابقًا وما يزال سؤال الهوية يُطرح بقوة. وقد شهدنا في الساعات الأخيرة التفكيك ماهية العرب، حيث تم التساؤل عن مكانتهم وهويتهم، وما هو مستقبلهم".
ويضيف: أن الشرخ العربي الراهن كان متوقعًا، وتم التحدث عنه قبل سنوات من وقوعه. ولأن الأنظمة السابقة لم تكن ترغب في سماع رأي مخالف لها، فقد وقعت الواقعة. ويضع هذا التأثير الأزمات السياسية في مرمى الاختبار، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وقد ظهرت قدرة هذه الأنظمة على فعل شيء من أصعب ما يكون، وكان ذلك نتيجة الانقطاع التاريخي الذي وقع فيه هذه المنطقة. ورغم أن هذه النقاشات لم تُسفر عن نتيجة حاسمة، فإن الإجابات سيُملِيها العقل الجمعي، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الآراء".
وفي إحدى هذه المقالات، التي جاءت بعنوان "علمونا يا أهل غزة"، تقول النعيمي: "قام العدو بمصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية أثناء الحرب على غزة بعد تغيير المباني على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، في تدمير ممنهج يهدف إلى إقامة منطقة عازلة مستقبلية على الحدود مع غزّة في اليوم التالي للحرب 2021 - 2024. وذريعة جيش الاحتلال أن ما حدث من هدم وتدمير ليس سوى أعراضا جانبية تحدث في أغلب الحروب".
وقد كذبت الدولة وكذب جيشها في هذه الذريعة، حيث إن خطة إقامة المنطقة العازلة كانت ذات نية مسبقة، وقد صرحت بأنها ستصادر 60 كم مربعًا من مساحة القطاع التي تبلغ 360 كم مربعًا، وأن هذه المساحة تشمل محور فيلادلفيا، حسب ما ادعت. ويُذكر أن الهدف من إقامة مثل هذه المناطق العازلة في المباني هو تبرير سياسات الاحتلال. إلا أن الوضع مع دولة ظالمة ومستعمرة مثل دولة الاحتلال هو محاولة لاستغلال القوة العسكرية بشكل قانوني لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، بما يضمن تقسيم المنطقة".
وتنوعت النعيمي في مقالاتها التي صدرت عن دار الفينيق للنشر والتوزيع، عمان، ما بين التاريخ والذاكرة السياسية، مقدمة تحليلًا عميقًا للأحداث والحروب التي أثرت بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني. تقدم الكاتبة رؤية جريئة للتاريخ والذاكرة السياسية، مقدمة تحليلًا عميقًا للأحداث والحروب التي أثرت بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني.
وقد كتب مقدمة الكتاب عقيل هاشم، حيث يقول: "إن هذه المقالات تشير إجمالًا إلى نظرة متنوعة عند تناول المأساة الفلسطينية، ابتداءً من نكبة 1948، حين تم تهجير الشعب الفلسطيني إلى الشتات. تتكئ الكاتبة في تدوين تلك المقالات على الحدث الفعلي بذاكرة فريدة تعتني بالتفاصيل الصغيرة والوقائع الحية عن تاريخ القضية الفلسطينية وآخر فصولها، الحرب على غزة. وتبرز وحشية هذه الحرب من خلال تحليل فريد للسياقين الاجتماعي والتقني، مع تعبيرات تتسم بالاتجاه الواقعي المنطقي، وطرح قضايا تتعلق بالحرية. تراوح الكاتبة بمهارة بين التاريخ والذاكرة السياسية، مما ينشئ نوعًا من الحوار مع القارئ، حيث الوعي بالكلمة ذاتها لا يرتبط بوطن مفقودة، بل هو حاضر في الوجدان. وقد انتهجت الكاتبة رسائل جريئة عن الكيان الغاصب، وتنبض بمستوى إنساني لا حدود له".
ويبين أن النعيمي في كتابها "الحرب على غزة الجزء الثاني" تكسر الصورة النمطية للكتابة. فقد ظهرت في هذا الكتاب بتحول واضح على مستوى البناء الفني والدلالي، وهو ما يفسر وعيها بأساليب الكتابة النقدية ومقومات الكتابة المعاصرة. خاصةً على مستوى البناء الفني والأسلوب في تحليل الأوضاع العربية والدولية، فضلاً عن بيئة الخطاب الراهنة سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا. وقد جمعت هذه المقالات بين جدة البناء وثراء الدلالة، وشكلت نقلة نوعية في توليد الدلالات الفكرية. وبالتالي جعلت تلك المقالات تمثل نموذجًا جديدًا على مستوى الإعلام الموجه والنقدي.
وهذا يعني أن الكاتبة كانت تتنقل بين سياق المجتمع والانفتاح على التاريخ في بنائية قرائية لها خصوصيتها وأسلوبها ولغتها. وهذا ما ميز أسلوب الكاتبة في سعيها نحو الحداثة والمغايرة، حيث تجد توظيفًا للعديد من التقنيات سواء في جرأتها في الكتابة والبوح، أو في ارتياد الحديث عن التابو والمسكوت عنه، وانفتاحها على المغاير والمختلف نحو التجديد والتجاوز.
أما عن الثيمات التي تناولتها النعيمي في تلك المقالات، فيشير هاشم إلى أنها قد تنوعت ونشطت بين التاريخ والذاكرة السياسية، من حيث تنوع واختلاف مصادر القرار. إذًا، الكتاب وما يحتويه هو فضاء مبني على الإيجاز والتكثيف، حيث تكفي دقة العبارة للتعبير عما يختلج بداخل الكاتبة من قضايا حساسة تجاه ما يدور في المنطقة العربية، ورسم سيناريوهات قائمة للعالم الثالث، وللعرب والفلسطينيين. هذا التحليل قائم على التجربة والحنكة، وبالتالي رسم الأهداف والتصورات لها، معلنًا عن تعرية ما يحصل من المآسي لشعب يتمسك بحقه.
ويقول هاشم: "إن هذا الشعب الذي يسعى للحرية ولتحقيق مستقبل أفضل، وهنا نتكشف مضمون المقالات وطبيعة الصراع من أجل المستقبل. والعودة إلى الوطن، بما يستحقه الشعب الفلسطيني من حقوق وكرامة، هي حقوق يستحقها أي إنسان، ولا سيما أن الوضع العربي الراهن يمر بأزمة سياسية كبيرة، كما تم الحديث عنها سابقًا وما يزال سؤال الهوية يُطرح بقوة. وقد شهدنا في الساعات الأخيرة التفكيك ماهية العرب، حيث تم التساؤل عن مكانتهم وهويتهم، وما هو مستقبلهم".
ويضيف: أن الشرخ العربي الراهن كان متوقعًا، وتم التحدث عنه قبل سنوات من وقوعه. ولأن الأنظمة السابقة لم تكن ترغب في سماع رأي مخالف لها، فقد وقعت الواقعة. ويضع هذا التأثير الأزمات السياسية في مرمى الاختبار، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. وقد ظهرت قدرة هذه الأنظمة على فعل شيء من أصعب ما يكون، وكان ذلك نتيجة الانقطاع التاريخي الذي وقع فيه هذه المنطقة. ورغم أن هذه النقاشات لم تُسفر عن نتيجة حاسمة، فإن الإجابات سيُملِيها العقل الجمعي، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الآراء".
وفي إحدى هذه المقالات، التي جاءت بعنوان "علمونا يا أهل غزة"، تقول النعيمي: "قام العدو بمصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية أثناء الحرب على غزة بعد تغيير المباني على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، في تدمير ممنهج يهدف إلى إقامة منطقة عازلة مستقبلية على الحدود مع غزّة في اليوم التالي للحرب 2021 - 2024. وذريعة جيش الاحتلال أن ما حدث من هدم وتدمير ليس سوى أعراضا جانبية تحدث في أغلب الحروب".
وقد كذبت الدولة وكذب جيشها في هذه الذريعة، حيث إن خطة إقامة المنطقة العازلة كانت ذات نية مسبقة، وقد صرحت بأنها ستصادر 60 كم مربعًا من مساحة القطاع التي تبلغ 360 كم مربعًا، وأن هذه المساحة تشمل محور فيلادلفيا، حسب ما ادعت. ويُذكر أن الهدف من إقامة مثل هذه المناطق العازلة في المباني هو تبرير سياسات الاحتلال. إلا أن الوضع مع دولة ظالمة ومستعمرة مثل دولة الاحتلال هو محاولة لاستغلال القوة العسكرية بشكل قانوني لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، بما يضمن تقسيم المنطقة".
0 تعليق