Local

-OneArabia

عاش بحارة جزر فرسان حياة مليئة بالمغامرات، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيقاع البحر. وكان روتينهم اليومي يدور حول الإبحار بين الأمواج بحثًا عن القوت. وكانت هذه الرحلات بمثابة معركة مستمرة من أجل البقاء على قيد الحياة طوال العام. وكان "الغياب" جانبًا مهمًا من وجودهم، حيث كانوا يقضون معظم أيامهم في رحلات صيد مع مجموعات تُعرف باسم "السنجار"، والتي تضم حوالي 15 قاربًا.

كانت سفن الصيد تنطلق شمالاً من جزر فرسان نحو الطرفة والبرك، قبل أن تتجه جنوباً إلى دمسك وقمح وأم الشوك، وكان الهدف من ذلك صيد الأسماك وبيعها في دورات متواصلة. ويتذكر الصياد محمد بن عبدالله عسيلي، الذي أمضى أكثر من ستين عاماً في البحر، كيف كان الآباء يعلمون أبنائهم الصيد منذ الصغر، حيث كانت هذه المهنة تُعَد مورداً اقتصادياً طبيعياً ومصدر دخل أساسياً يتوارثه الأجيال.

كانت حياة الصيادين صعبة بشكل خاص خلال شهر رمضان، حيث كانت رحلات الصيد الطويلة تستمر لمدة تصل إلى أربعة أشهر، مما يضطرهم إلى قضاء شهر رمضان بعيدًا عن عائلاتهم. كانوا يتنقلون بين مواقع الصيد لبيع الأسماك ويفطرون على متن قواربهم في المياه المفتوحة. يتذكر عسيلي حادثة وقعت قبل 55 عامًا عندما تزامن شهر رمضان مع عيد الفطر بينما كانوا في مكان يسمى "حصارة" بعيدًا عن ديارهم بحثًا عن الرزق.

يرتفع الطلب على الأسماك في أسواق جازان خلال شهر رمضان، ما يدفع الصيادين إلى بذل المزيد من الجهد لتلبية احتياجات السوق. ويبدأ يوم الصيد النموذجي خلال هذا الشهر بعد الفجر ويستمر حتى الظهر، وبعد استراحة يعودون إلى البحر في فترة ما بعد الظهر حتى قبيل غروب الشمس، لتناول وجبة الإفطار في الجزر القريبة.

يستخدم الصيادون أساليب مختلفة مثل الشباك أو الخطافات المعروفة باسم "الجلب" أو "المجرور"، وذلك حسب المواقع وأنواع الأسماك المستهدفة. وتختلف أوقات الصيد لأنواع مختلفة بين الليل والنهار. ومن أبرز أنواع الأسماك المصيد: الدريك (سمك الكنعد)، والتونة، والعرب، والسمك الصغير، والبياض، والشعر، والهامور، وغيرها.

لا يخلو هذا النمط من الحياة من المصاعب، إلا أنه يظل جزءًا لا يتجزأ من ثقافة واقتصاد جزر فرسان. وتضمن المهارات التي توارثتها الأجيال استمرار هذه المهنة القديمة في الازدهار على الرغم من التحديات الحديثة.

With inputs from SPA

Story first published: Sunday, March 9, 2025, 20:14 [GST]