خمسينية تواجه الفقر وسرطان الدم بالصبر والأمل وتنشد علاج أطفالها

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الغور الشمالي- تبذل الخمسينية سلمى التي تقطن في منطقة المخيبة الفوقا بلواء بني كنانة، كل جهدها لمواجهة مرض سرطان الدم "لوكيميا" الذي جعلها بالكاد تستطيع الوقوف، بينما أصبح جسدها هزيلا.اضافة اعلان
وتقول سلمى لـ"الغد" إن المرض غزا جسدها قبل سنوات عدة، وسط صدمة كبيرة أصابتها لدى علمها بالإصابة، مؤكدة بالقول "رغم ظروف الحياة القاسية والفقر الذي أعاني منه، ورغم الصدمات العديدة، لكن لم أتلقَ صدمة في حياتي أقوى من تلك الصدمة عندما تم إبلاغي بإصابتي بالمرض".
وأضافت "انهرت حينها بالبكاء، كنت أحتاج إلى الكثير من القوة لأتماسك أمام نفسي وأبنائي (فتاة و3 أطفال) حتى بدأت جولاتي في العلاج بين الكيماوي في المستشفيات من محافظة إلى أخرى في ظل مسافات بعيدة وافتقاد المنطقة لوسائل النقل العامة، ما ضاعف معاناتي، لكني حريصة دائما على أن أحمد الله وأستغفره في السراء والضراء". 
أما الأشد إيلاما بالنسبة لها، فهو "تخلي زوجها عنها بعد مرضها وانفصاله عنها، حيث تركها وحيدة تصارع المرض وتواجه حياة شاقة مع أطفالها الصغار، في وقت كان الجميع بأمسّ الحاجة إلى من يقوي من عزيمتهم ويعلمهم كيف يتعاملون مع المرض".
ومع مرور الزمن، تقول سلمى "زوجت ابنتي لتخفيف عنها المعاناة اليومية وتداعيات الفقر، إلا أنها انفصلت هي الأخرى عن زوجها بعد إنجابهما طفلة، لاعتراضه على تكرار إقامتها عندي لخدمتي ومساعدتي على مواجهة المرض".
ذلك الأمر، تؤكد سلمى أنه "زاد من معاناتي اليومية ومن حجم المسؤولية، لكن تلك الظروف الصعبة علمتني كيف تعيش مريضة اللوكيميا، وكيف تتعايش مع هذه الصدمات"، مشيرة إلى أن جل اهتمامها ينصب حاليا على متابعة علاج أبنائها الصغار إذ يعانون من العديد من الأمراض المختلفة.
وأضافت "حتى فيروس كورونا لم يتركني بحالي، فقد تسلل إلى جسمي العام الماضي، إذ اضطررت إلى الإقامة في المستشفيات في لواء بني كنانة نحو أسبوع، وكنت على جهاز أكسجين وكنت على حافة الموت، ولا أفكر إلا بأولادي الذين يتقاسمون المعاناة ويأكلون أرغفة الخبز والطعام من جيرانهم وفاعلي الخير".
وأشارت سلمى إلى أن "ابنتها تحاول البحث عن عمل يؤمن لهم دخلا ماليا، خصوصا أن مساعدة صندوق المعونة الوطنية لا تتعدى 90 ديناراً فقط".
وتقول: "قبلت بالفقر والمرض لكني لن أقبل بالجهل، لذلك سألتزم بالفحوصات والعلاج وأتناول أدويتي، حيث تحليت بالصبر والشجاعة، وقررت أن أخوض غمار معركتي من أجل علاج أولادي".
وتنشد سلمى مساعدتها في مواجهة ظروف الحياة القاسية، قائلة "لا تأخذوا الناس بمظاهرهم الخارجية، فالبيوت أسرار وفي داخلها من يتجرعون المرارة والألم يوميا ولا يتكلمون".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق