شهد ملف تمكين المرأة السعودية العديد من المحطات الفاصلة، التي مهدت الطريق لها نحو مشاركة أوسع سواء على المستوى الاجتماعي أو في سوق العمل، ويأتي على رأس هذه المحطات السماح للمرأة بقيادة السيارات.
وجه الأمير محمد بن سلمان وزارة الداخلية بالتجهز لهذا القرار
وألقى برنامج "حكاية وعد" على قناة mbc، الضوء على ملف قيادة المرأة للسيارات، كجزء من جهود الدولة لتمكين المرأة، وكشف وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، عن تفاصيل لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بشأن قيادة المرأة للسيارات؛ إذ وجه الأمير محمد بن سلمان وزارة الداخلية بالتجهز لهذا القرار، وهو الأمر الذي أتبعه اجتماع سري على مستوى قيادات الوزارة، خلص إلى أن الاستعداد لذلك يحتاج فترة تتراوح من 8 شهور وحتى عام كامل.
وأضاف وزير الداخلية أنه تم تقديم ملف باحتياجات الوزارة في هذا الصدد، وهو الأمر الذي لاقى دعمًا من قِبل ولي العهد، لتبدأ عملية التجهيز لهذا القرار، من خلال إنشاء مدارس تعليم قيادة المرأة للسيارات واستكمال باقي الأمور اللازمة لمتابعة الرحلة نحو تنفيذ هذا المستهدف.
وفي هذا السياق، روت المستشار في الديوان الملكي، الشيهانة العزاز، كيف استقبلت إعلان السماح للمرأة بقيادة السيارات، إذ قالت إنها كانت تواجه دومًا معضلة في التنقل، حيث اعتمدت بشكل رئيسي على الآخرين في عملية التنقل وقيادة السيارات، مشيرة إلى أنها كانت تستقل إحدى المركبات، يقودها أحد الأشخاص، عندما تم الإعلان بشكل رسمي عن القرار.
ورأت مساعد وزير الرياضة لشؤون الرياضة، أضواء العريفي، التي علمت بالخبر أثناء وجودها في روسيا برفقة المنتخب الوطني الذي كان يخوض منافسات كأس العالم صيف 2018، أنها شعرت برغبة كبيرة في قيادة السيارات فور علمها بالقرار، الذي رأت أنه يعطي مزيدًا من الحرية والاستقلالية للمرأة في التنقل.
وأضافت أنه بعد صدور القرار، انضمت إلى فريق العمل الخاصة بتنظيم "فورمولا إي" عام 2018، موضحة أن السماح بقيادة السيارات سهَّل بشكل كبير من مهامها في متابعة العمل وتنفيذ الخطط الخاصة بهذا المحفل.
حققت المملكة أعلى نسبة عالمية في تمكين المرأة بمجال التقنية
وفي سياق يتصل بتمكين المرأة، كشف وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، تفاصيل لقاء جمعه مع ولي العهد، شهدت توجيهه بأن تكون 80% من الوظائف الجيدة لأبناء وبنات الوطن.
وذكر "الراجحي" أنه أخبر ولي العهد بأن 80% من الباحثين عن الوظائف من النساء، وهو الأمر الذي يعكس المعوقات التي تواجههن في البحث عن عمل.
وحول ذلك التحدي، قال وزير التجارة ماجد القصبي، إن ولي العهد شكَّل لجنة فورًا، تضم وزارة الداخلية ومجلس شؤون الأسرة، ووزارة العدل، والمركز الوطني للتنافسية، ووجه بدراسة جميع المسببات، والخروج بخطط تهدف إلى إزالة هذه المعوقات.
وفي هذا الإطار، استعرض وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحه، نتاج ثمار تمكين المرأة في المملكة في مجال التقنية، والذي قفزت مستوياته من 7% إلى 35%، متفوقة على السليكون فالي بـ27%، والاتحاد الأوروبي 22%.
ولفت رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، فيصل الخميسي، إلى أن وادي السليكون يواجه صعوبات كبيرة في جذب المرأة للعمل في مجال التقنية، وذلك على عكس ما تشهده المملكة، والتي استطاعت الوصول إلى أعلى نسبة تمكين للمرأة عالميًا في هذا المجال.
من جانبها، رأت رائدة الفضاء ريانة برناوي، أن التنوع الاقتصادي الذي تشهده المملكة هو ما يخلق شغفًا جديدًا لدى المرأة للعمل في مجالات غير معهودة، مثل الأبحاث العلمية ومجالات الفضاء والسياحة والرياضة وغيرها.
وتحدثت سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية الأميرة ريما بنت بندر، عن أن توجيهات ولي العهد تهدف لتحقيق استدامة مشاركة المرأة في أي قطاع؛ وهو الأمر الذي يجعل تحقيق هذا المستهدف من حلم إلى واقع ملموس.
0 تعليق