مع برودة الطقس.. كيف يحافظ الصائم على توازنه الغذائي؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- يأتي شهر الخير هذا العام في أجواء شتوية باردة، بعد سنوات اعتاد فيها الصائمون على الصيام بأجواء الربيع والصيف، حيث كانت المشروبات الباردة أول ما يخطر في البال لإطفاء العطش. أما اليوم، فالصائم يتشوق في هذا البرد لما لذ وطاب من الأطعمة الشتوية التي تمنح الدفء للجسد والقلب.اضافة اعلان
ومع مرور أيام رمضان المبارك، تتزايد طلبات أفراد العائلة على الأطباق الشتوية التي تلبي أذواقهم، مثل المسخن والمفتول والمكمورة والمحاشي، وصولا إلى الأطعمة الدسمة، بالإضافة إلى المشروبات الدافئة والحلويات الغنية بالسكر.
وعلى الجانب الآخر، هناك من يعاني من الشعور المستمر بالجوع خلال فصل الشتاء، حيث يرتبط لديه هذا الفصل بالطعام والدفء.
وهذا ما تعاني منه صفاء (33 عاما)، التي تقول إن برودة الطقس تفتح شهيتها للطعام غالبا، ما يجعل أيام الصيام أكثر صعوبة، إذ لا يفارقها الشعور بالجوع طوال ساعات اليوم.
صفاء اعتادت قضاء فصل الشتاء مستمتعة بتناول مختلف الأطعمة طوال الوقت، مما يؤدي إلى زيادة وزنها خلال هذا الفصل. لكنها تجد صعوبة في السيطرة على هذا الشعور أثناء الصيام، حيث تمتلئ معدتها بسرعة عند الإفطار، رغم رغبتها في تناول المزيد. لذلك، تحاول توزيع وجباتها على فترات لتتمكن من تلبية احتياجاتها دون الشعور بالامتلاء المفاجئ.
أما إبراهيم (38 عاما)، فيحرص على الحفاظ على صحته من خلال التركيز على نظام غذائي متوازن، يمدّه بالطاقة ويغطي احتياجاته الغذائية ونشاطه طوال اليوم.
يحرص على تناول الأطعمة التي تمده بالطاقة وبشعور الشبع خلال فترة الصيام، وكما أنه يوزع وجباته بين وقت الإفطار ولا يستغني عن السحور وبهذا يتخلص من شعور الجوع في وقت الصيام.
بدورها تبين اختصاصية التغذية ربى العباسي، أن شهر رمضان المبارك هذا العام يتزامن مع الأجواء الباردة، مشيرة إلى أن الكثيرين يربطون الطقس البارد بتناول كميات كبيرة من الطعام بشكل مستمر، إلى جانب السهر، وهو سلوك غير صحي.
وتوضح العباسي، أن جسم الإنسان يتكيف مع الأجواء الباردة من خلال رفع حرارته الداخلية وزيادة معدل الحرق ليشعر بالدفء، مما يجعل عملية الحرق أسهل. لذلك، تؤكد أنه إذا كان الفرد ذكيا في اختيار أنواع الأطعمة التي يتناولها ويتخذ قرارات غذائية سليمة، فقد يكون فصل الشتاء فرصة مثالية لخسارة الوزن بشكل أكثر فاعلية مقارنة بفصل الصيف. وتشير العباسي إلى أن جسم الأنسان بهذه الأجواء الباردة يكون بحاجه للسوائل والماء تحديداً حتى يحافظ على حرارته الطبيعية وليحافظ على التوازن بشكل طبيعي، كما عندما يكون في فصل الصيف.
وتذكر العباسي، أن الناس تربط فصل الشتاء بالجوع لأنها بهذا الوقت تقل رغبتهم بالسوائل وخاصة شرب الماء وللأسف الكثير منهم يقللون من شرب الماء، مبينة أن الشخص غالبا ما يفسر رسائل الجسم له بأنه يحتاج لشرب الماء، بأنه يحتاج لتناول الطعام أكثر، وبالتالي يقبل على الطعام أكثر من أن يشرب الماء.
ووفقا لذلك، فالحل الأول للتخلص من هذه الدائرة، هي محاولة شرب 8 كاسات من الماء في اليوم، فشرب الماء الكافي يريح أجهزة الجسم ويحافظ على حرارة جوعه، وبذات الوقت يكون الفرد مستجيبا لرغبته التي من الممكن أن يفسرها بشكل خاطئ، مثل أن يتوجه للحلويات أو الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية أو النشويات.
وتذكر العباسي، أنه لنحافظ على صحتنا في شهر رمضان يجب أن نحسب الغذاء وأن يكون متوازنا، وأخذ الغذاء الصحي يعني غذاء في موعد محدد، وفي التوزيع وفي النوعية.
وتؤكد أن السحور من الوجبات المهمة في رمضان، إذ يمنح الفرد شعورا بالامتلاء طوال اليوم، فلا يشعر بأنه جائع، وفي وقت الإفطار عليه أن يتناول الطعام بالتدريج أولا بالتمر والماء والشوربة، ثم الصلاة، وبعدها يعود للوجبة فهذا السلوك التدريجي يجعل رسائل الشبع تصل للدماغ قبل أن يكمل وجبته الرئيسة.
وتلفت إلى أن التدرج في تناول الوجبة يساعد الفرد في أن يشعر بالشبع بفترة أسرع، وبالتالي لا يستمر بالأكل، وبهذه الحالة من الممكن أنه نتعامل مع جسدنا بالشكل الصحيح.
وتضيف العباسي، من العوامل التي تحافظ على صحتنا في رمضان في هذا البرد، عامل النوم الكافي فهو جدا مهم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بعد الإفطار على الأقل المشي أو أي رياضات بعد الإفطار، من الممكن الرياضات المتوسطة أو الشديدة ولا خوف من ذلك إذ أخد وجبة بعد الإفطار بساعتين، بالتأكيد فهذا الأمر يجعل جسم الإنسان دائما طاقته متوازنة، ومع ممارسة الرياضة يشعر بالدفء وبالتالي لا يبحث عن مصادر أخرى من الطعام.
وتشير العباسي، إلى أن هنالك أطعمة ممكن أن تشبع وتدفئ بذات الوقت، كالشوربات، مبينة أن كثيرا من الناس تعدها غذاء تكميليا ليس ضروريا، لكن في الصيام من الضرورة حضور طبق الشوربة، لأنه يعادل كمية السوائل في الجسم ويعيد الأملاح التي فقدت، وبذات الوقت تمنح شعورا بالدفء.
كما تؤكد العباسي بأهمية تناول الفاكهة في مائدة رمضان، بالإضافة للتركيز على وجود العصائر الطبيعية بديلا للحلويات، فعندما يأخد الفرد كأسا من العصير الطبيعي تمده بطاقة لفترة أطول ويشعر بالشبع.
وتشير إلى أن أهمية اتباع الطرق الصحية لطهي الطعام، بمحاولة الطهي بالشواء، والابتعاد عن القلي والزيوت، وعن الأمور التي بها نشويات عالية مكررة، فالكثير من العائلات تعد السمبوسك وهي من النشويات المكررة، التي لا نحبذها عندما يتم تحضيرها بطريقة القلي. فمن الممكن تحضير سمبوسك النخالة أو إعدادها بالشواء.
وتشدد على أن الفرد إذ تناول وجبة الإفطار بطريقة غير متوازنة وعلى عجل، ولم يكمل وجبة كاملة ولم يأخذ حصته من البروتين في وقتها، سيبحث عن مصدر للطاقة وغالبا ما يلجأ للحلوى أو النشويات المكررة مثل الشيبس أو ما شابه ذلك.
وتنصح العباسي بتحضير المشروبات الدافئة والزهورات بشكل عام، فهي تساعد في عملية الحرق وتعطي الجسم الطاقة، وبالتأكيد تجنب المشروبات الغازية.
وتختم العباسي حديثها مؤكدة أننا يجب الانتباه على صحة الجهاز الهضمي في الصيام والشتاء لأنه يصبح معرضا لمشاكل الجهاز الهضمي المختلفة، مبينة أنه إذا كان الجهاز الهضمي سليما، بالتأكيد سيكون صيام الفرد سليما، ومزاجه أفضل وصحته أفضل.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق