تستعد بورصة سنغافورة SGX لإطلاق عقود بيتكوين الآجلة المستمرة خلال النصف الثاني من عام 2025.

ويُظهر هذا التحرك أن البورصات التقليدية بدأت في دعم السوق المتنامي بسرعة للأصول الرقمية بالإضافة إلى كونه استراتيجية تجارية.

ولمن لا يعرفون، العقود المستمرة هي أدوات مشتقة تمكن المتداولين من التكهن بحركات أسعار بيتكوين دون الحاجة لامتلاك الأصل الفعلي.

بخلاف العقود الآجلة العادية، لا تحتوي هذه الأدوات على تاريخ انتهاء، مما يسمح للمتداولين بالحفاظ على مراكزهم طالما كان لديهم هامش ورأس مال كافٍ.

وبالنسبة للمتداولين الأفراد والمؤسسات، اعتمدت بورصات العملات المشفرة مثل Binance و OKEx منذ فترة طويلة على هذا المنتج كوسيلة لجذبهم.

ومع ذلك، تتخذ SGX نهجًا أكثر تحفظًا بفتح الوصول فقط للمستثمرين المحترفين والمؤسسين، وهذا يعني أن المستثمرين الأفراد لن يتمكنوا من المشاركة في تداول هذه الأدوات في SGX.

ويدعم مشهد البلوكشين المزدهر في سنغافورة خطوة بورصة سنغافورة SGX، ونظرًا لنظام البلوكشين والعملات المشفرة هناك لم تكن خطوة SGX غير متوقعة وذلك مع أكثر من 1600 براءة اختراع بلوكشين و81 بورصة مشفرة قيد التشغيل اعتبارًا من ديسمبر 2024، كانت سنغافورة رائدة عالميًا، وفقًا لـ CNF.

وحصلت كذلك سنغافورة على 85.4 في الترتيب العالمي لنظام البلوكشين، إضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 2400 وظيفة في سنغافورة مرتبطة بتكنولوجيا البلوكشين، مما يعزز بيئة تدعم توسيع هذا القطاع في عدة مجالات، وفي ظل هذه الظروف، تسعى SGX بشكل طبيعي إلى أن تكون رائدة بين البورصات التقليدية التي بدأت في تبني الأصول الرقمية.

ورغم أن التنظيم والأمان من أولويات الحكومة السنغافورية إلا أنها تبقى حذرة حتى في ظل هذا التفاؤل، وزيادة حالات الاحتيال المتعلقة بالأصول المشفرة تجبر السلطات على تشديد الرقابة، ومؤخرًا حذر وزير من سنغافورة الناس من مخاطر الاستثمار في الأصول الرقمية.

وجرى بالفعل تمرير قانون حماية مكافحة الاحتيال في البلاد، مما يمكّن السلطات من وقف المعاملات التي يعتقد أنها تتضمن ضحايا احتيال.

ويحقق ذلك التحرك توازن بين الرقابة والابتكار، وترغب الحكومة في مساعدة القطاع على الازدهار، ولكنها تهدف أيضًا إلى حماية المستثمرين من المخاطر غير المبررة.

ويبدو أن المنافسة مع هونغ كونغ في نظام التشفير أصبحت مثيرة أن تحرك بورصة سنغافورة SGX يتزامن أيضًا مع المنافسة المتزايدة من هونغ كونغ، وتتقدم كل من سنغافورة وهونغ كونغ الآن في مبادرات تقودها الحكومات الآسيوية لجعل مناطقهما مراكز رئيسية لصناعة التشفير، نجاحهما لا ينفصل عن النمو العالمي لقطاع التشفير، لا سيما بعد دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصناعة.

ويميز سنغافورة أن لديهما نهج مختلف من خلال التركيز بشكل أكبر على القوانين الصارمة والإشراف الصارم على البورصات ومنتجات الاستثمار المعتمدة على التشفير. بينما تسمح هونغ كونغ بسياسات أكثر وديًا للتشفير، مما يسمح بمزيد من المشاريع والابتكارات لتطويرها بحرية أكبر.