Local

-OneArabia

تحتفل منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية بشهر رمضان بعادات فريدة تبرز روح العمل الخيري والمجتمعي. ومن بين هذه التقاليد "عشاء الوالدين"، الذي يتضمن مشاركة الوجبات مع العائلة والأصدقاء والمحتاجين. وهذه الممارسة متجذرة بعمق في ثقافة المنطقة ولا يزال أهلها يعتزون بها خلال الشهر الفضيل.

قال الشيف السعودي يوسف الحميدان إن المشاركة في "عشاء الوالدين" تقليد سنوي بالنسبة له وللعديد من المتطوعين، حيث يقومون بإعداد وتوزيع الوجبات في سوق المعشوق التراثي بمحافظة عنيزة طيلة شهر رمضان، وتتلقى هذه المبادرة دعماً كريماً من أهالي المنطقة وتعمل تحت مظلة جمعية حفظ الأطعمة بعنيزة، حيث تقدم أكثر من 200 وجبة يومياً.

وأشار فهد الشملان مدير سوق المعاقف التراثي إلى أن كل منطقة في السعودية لها عاداتها الرمضانية الخاصة، إلا أن منطقة القصيم تتميز بتأكيدها على العطاء والتكافل الاجتماعي، ويشكل "عشاء الوالدين" جزءاً مهماً من هذا التراث، ويعكس القيم التي توارثتها الأجيال.

وأوضح سامي العودة، أحد المتطوعين المشاركين في تنظيم "عشاء الآباء"، أنه وزملاءه يحرصون على هذا العمل الخيري طيلة شهر رمضان، حيث يهدف عملهم إلى خدمة الأسر المحتاجة من خلال الحفاظ على هذا التقليد العريق، ويشارك العديد من المتطوعين بشغف، آملين أن يتقبل الله تبرعاتهم.

لا يعمل "عشاء الوالدين" كوسيلة لتوفير الطعام فحسب، بل إنه يعزز الروابط المجتمعية أيضًا. فهو يسمح للمشاركين بتذكر الممارسات السابقة مع تكييفها مع الأوقات الحالية. ويجسد هذا التقليد كيف يمكن الحفاظ على التراث الثقافي من خلال أعمال اللطف والكرم.

ورغم التغيرات الحديثة، فإن جوهر هذه العادات لا يزال على حاله. ويواصل أهل القصيم تكريم أجدادهم من خلال المشاركة في هذه الأنشطة ذات المغزى خلال شهر رمضان. وتعزز مثل هذه التقاليد الشعور بالوحدة وتذكر الجميع بأهمية مساعدة الآخرين خلال هذا الشهر الكريم.

وتؤكد الطبيعة الدائمة لهذه العادات على أهميتها داخل المجتمع. ومن خلال الحفاظ على هذه الممارسات، يضمن السكان أن الأجيال القادمة ستقدر هذه التقاليد القيمة وتشارك فيها خلال شهر رمضان.

With inputs from SPA

Story first published: Monday, March 10, 2025, 23:14 [GST]