شارع رئيسي «يختنق».. وإشارة تفتح «14 ثانية»!

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الزحمة في الشوارع باتت من المعضلات الكبيرة، والجميع يطالب بحلول لمعالجتها.

هنا لا أتحدث عن إجازات نهاية الأسبوع أو الرسمية، باعتبار أن الزحمة سببها خروج الناس للخارج للاستمتاع بالفعاليات المختلفة أو للتسوق، بل أتحدث عن «أيام الأسبوع»، عن أوقات الدوامات، وعن تحرك الناس في ساعات الذروة، وفي مناطق معينة حيوية وهامة.

الاختناقات تحصل لا محالة، وهنا أيضاً لا أتحدث عن حوادث مرورية تتسبب بتعطيل الشوارع، بل عن «بؤر اختناقات» قاتلة؛ كونها تقتل «صبر» و«وقت» الناس، وكل شعور إيجابي.

هذه البؤر يمكن للناس تحديدها بسهولة، وأن يشرحوا بالتفصيل عنها؛ كونهم من يخوض التجربة، ومن يعاني من هذه البؤر، وعليه هم يملكون «تجربة العميل». ونعم هم عملاء، لأن جودة شوارعنا وانسيابية الحركة فيها يفترض بأنها «خدمات» مقدمة للناس وزوار البلد.

بعضكم يخمن، على من سنلقي باللائمة؟! هل الإدارة العامة للمرور، كونها المسؤولة عبر رجال المرور بتسهيل الحركة والتصدي للازدحامات، أم وزارة الأشغال أو الجهات المعنية بتخطيط الشوارع، كون بعض «بؤر الازدحامات» سببها طريقة إنشاء الشوارع أو الظروف المرتبطة بعملية السير فيها، والتي تصعب العملية حتى على رجال المرور؟!

سأنقل ملاحظة عديد من الناس، بالأخص العاملين في العاصمة، وتحديداً في منطقة «خليج البحرين» و«المرفأ المالي». وبصراحة لم أشرع في كتابة هذا المقال إلا بعدما «جربت شخصياً» أن أكون في نفس الموقف، وأن أعيش التجربة، وبالفعل وجدت أمامي «مشكلة» لابد من إيجاد حل سريع لها.

تخيل نفسك تسير في اتجاه الخروج من منطقة «خليج البحرين»، ونتحدث عن منطقة فيها فنادق فخمة ومطاعم ومكاتب لمؤسسات رسمية وشركات. تتحرك لتجد أمامك «إشارة مرورية» قبل الانعطاف يميناً على كورنيش الملك فيصل (شارع خليفة بن سلمان)، باتجاه منطقة السيف.

تخيل أن هذه الإشارة، والتي تقع في منطقة «محورية» تمنح القادمين من منطقة «خليج البحرين» 14 ثانية فقط، قبل أن تعود إلى «اللون الأحمر»!

هنا المشهد الذي عشته بالتفصيل، إذ في مساحة لا تتعدى الـ200 متر، احتجت إلى قرابة نصف ساعة كاملة، حتى أتجاوزها لأنعطف باتجاه ضاحية السيف. والسبب يعود إلى «السرعة الخارقة» لاستمرار «الضوء الأخضر» في الإشارة، مما يتيح لعدد بسيط جداً من السيارات للعبور، عدد لا يتجاوز 6 أو 8 سيارات فقط!

والمصيبة لو كان الشارع الرئيسي المقابل مزدحماً، يعني أمامك تكدس لسيارات هم أصلاً محاصرون بين إشارتين، الأولى توقفهم ليعبر القادمون من «خليج البحرين»، والثانية بعدها بأمتار قليلة، توقفهم ليعبر الخارجون من «سوق المنامة»!

أضيفوا إلى ذلك وجود «مربع أصفر» يفصل الواقفين عند «إشارة الـ14 ثانية»، وبين مسار جانبي يأتي من ناحية اليسار للسيارات التي تريد دخول الشارع الفرعي لـ«المرفأ المالي»!

الآن تخيلوا السائقين المتكدسين وراء إشارة «الـ14 ثانية»، وهم يحاولون الخروج، وغالباً ما تجدهم يسدون مسار «المربع الأصفر»، ما يعني أن القادمين من اليسار أمامهم مسار مغلق، فيما المتكدسون على المسار الرئيسي تحدهم الإشارتان اللتان أشرنا لهما، وبعضهم من «ضيق الانتظار» لا يكترث بالتوقف عند الإشارة الحمراء، بل يواصل السير لتتكدس السيارات ما بين الإشارتين.

جربتها بنفسي، نصف ساعة لأتخطى 200 متر، فتحت الإشارة بالضوء الأخضر وعادت للضوء الأحمر لمرات لم أستطع إحصاءها لكثرتها.

بعض السائقين أعتقد وصلوا لمرحلة «انهيار عصبي» نظراً لاستمرارية إطلاق «الزمامير». المربع الأصفر ولا أحد يكترث له، إلى غيرها من عوامل تسببت باختناق مزعج لهذا المسار تحديداً، الشارع الخارج من «خليج البحرين».

من وجهة نظري كـ«مواطن» وليس «كاتب»، هناك حلان، أولهما سريع، يتمثل في إطالة زمن بقاء إشارة الخروج من منطقة خليج البحرين والمرفأ المالي إلى أكثر من 14 ثانية، لتصل إلى دقيقتين أو دقيقة ونصف مثلاً. والحل الثاني عبر إمكانية فتح مسار ينعطف لليمين ليتداخل مع شارع خليفة بن سلمان، دون الحاجة لإشارة مرور، وهناك فرصة لذلك بإزالة الرصيف الفاصل بين الشارع الرئيس والشارع الفرعي للمرفأ المالي القادم من اليسار، وإنشاء مسار ينعطف لليمين بسهولة، وإعادة وضع رصيف صغير يفصل المسار المتداخل مع المسار الرئيسي.

الخلاصة بأن الحلول موجودة بالتأكيد، وربما أفضل مما اقترحته وفكرت فيه لدقيقة أو دقيقتين، لكن المهم هنا بأن يوضع حل للاختناق الحاصل في هذه المنطقة بالذات، بالأخص في وقت خروج الناس من الدوام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق