المعلم إبراهيم عبدالنبي «كفو»

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إبراهيم معلم أول بمدرسة البديع الابتدائية للبنين قطع ميلاً إضافياً في مهمته التعليمية، دون أن يلزمه أحد بذلك، أي بذل جهداً إضافياً من تلقاء نفسه، ولم يقف عند حد مقولة مشهورة بين العديد من موظفي الحكومة وهي «أنا أشتغل على قد الراتب».

إبراهيم أضاف جهداً لم يُطالَب به، والأهم أنه لن يحاسب إذا لم يبذله، لكنه فعلها إما شغفاً وحباً في المهنة، أو لأن عنده ضميراً يلح عليه بمزيد من الجودة في الأداء، حتى إن لم يكن له مردود مادي، إلا أنه يشعره بالرضا.

من الذي أجبر أستاذ إبراهيم أن يبحث ويدخل عالم ألعاب الأطفال حتى يجد ما يتوافق منها مع مادته التي يدرسها لتلاميذه؟ ثم من الذي أجبره على أن يستثمر هذه الأدوات الترفيهية الجديدة، ومن ضمنها لعبة (التك تاك تو)، التي تثير الحماس والتنافس في العملية التعليمية كي يثير حماس تلاميذه عبر طرح أسئلة علمية مستوحاة من المناهج والامتحانات الوطنية، من الذي جعله يضيف أيضاً برنامج (تقويم أطوار القمر)، الذي يعتمد على تحفيز الطلاب بجوائز افتراضية فورية، وبرامج أخرى لتنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، وتشجيع التعلّم الذاتي، ومعادلة البناء الضوئي، وتحولات المادة. لِمَ وظف كماً من تقنية رؤية الكمبيوتر (Computer Vision) والذكاء الاصطناعي؟

هذا الجهد الإضافي هذا الميل الآخر الذي قطعه الأستاذ إبراهيم عزز تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي باستخدام إيماءات اليد، إنه جهد إضافي، لكنه نوعي أسفر هذا الجهد عن تحقيق نقلة نوعية في نتائج طلابه في مادة العلوم والأهم أن تلاميذه يتحمسون لحصته شغوفين بمادته التي يدرسها أحبوا منهجاً كان ثقيلاً فأصبح ممتعاً، إننا نبحث عن أمثال أستاذ إبراهيم ونريد أن نجعل من تكريمهم بشكل مميز ليكون حافزاً لغيرهم.

افتحوا لأستاذ إبراهيم قناة تعليمية على وسائل التواصل، خصصوا موسماً من مواسم برنامج «كفو» للمتميزين من أمثاله الذين قطعوا الميل الإضافي دون مردود مالي، هؤلاء ندرة يجب الاعتناء بهم.

هذا النوع من البشر، سواء كانوا في قطاع التعليم أو الطب أو التمريض ومجالات أخرى تبرعوا بإنسانيتهم للحصول على نتائج أفضل من تلقاء أنفسهم، ابحث عن هؤلاء المعلمين عن هؤلاء الأطباء عن الممرضين.. إلخ نحتاج أن نخصص لهم تكريماً مميزاً ببرنامج تلفزيوني يراهم الجميع، ويتعرف عليهم كبرنامج مثل «كفو» الذين يقطعون الميل الإضافي من ذاتهم دون أن يراهم أحد، لكنهم يتركون أثراً يمتد لأجيال، فهؤلاء استثنائيون نسمع عنهم بين الفينة والأخرى يسلطه الضوء عليهم لوهلة ثم يغيبون.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق