مارس 12, 2025 9:33 م
كاتب المقال : حازم عياد

منذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد نحو 930 فلسطينياً، وإصابة قرابة سبعة آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500، وفق معطيات رسمية.
و في جنين وطولكرم وقلقيليا تواصلت الحملة العسكرية التي عززت بالدبابات وتم خلالها هدم وحرق ما يزيد عن 500 منزل في مخيم جنين لوحده في عملية قاربت ان تدخل شهرها الثالث بعد ان تجاوزت يومها الخمسين.
التحركات العسكرية سارت بالتوازي مع نشاط استيطاني قاده وزير المالية سموتريتش ورئيس المجلس الاستيطاني يوسي داغان الذي التقاه مستشار الرئيس الامريكي “مسعد بولص” يوم اول امس واصفا اياه بحاكم (السامرة)، ويقصد بذلك نابلس وشمالي الضفة الغربية.
اليوم التالي للعدوان على قطاع غزة ترسمه السلطة الفلسطينية بغيابها عن المشهد السياسي والامني وترك الضفة مستباحة من اليمين الاسرائيل وجيش الاحتلال الى درجة دفعت دونالد ترمب للدفع بمستشاره مسعد لكسب رضى يوسي داغان كون طريق الضفة ممهدة دون عوائق خلاف لحال قطاع غزة.
التحركات الاسرائيلية وجوائز الترضية المقدمة من الادارة الامريكية لليمين الاسرائيلي بل والاميركي في الضفة الغربية لم تقابل بردود فعل عملية من السلطة الفلسطينية التي تتهرب من المواجهة بتعاملها مع النشاط الاستيطاني كقدر على نحو يذكر بالمرجئة والقدرية.
فالسلطة لا زالت تعول على التنسيق الامني كوسيلة للاحتفاظ بادوار امنية وادارية في الضفة الغربية، كما تحاول تعويم نفسها بمهاجمة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، و تسويق نموذجها الهادئ لاحتلال في الضفة الغربية، ومحاولة تصديره الى قطاع غزة كنموج ناجح وقابل للحياة والتعايش مع المحيط الاستيطاني.
عزلة السلطة وعجزها عن مواجهة العدوان على الضفة الغربية دفعها للبحث عن معارك سياسية تخوضها لكن ليس مع ادارة ترمب او مع جيش الاحتلال وحكومة الائتلاف الاسرائيلي بل مع المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حركة حماس ، اذ تبدو معركة اعلامية اقل كلفة من مواجهة جيش الاحتلال و ترمب ومستشارية وعلى راسهم (مسعد بولس) الذي رحب بيوسي داغان كحاكم ( للسامرة) .
ختاما .. اليوم التالي للعدوان على الضفة الغربية تحول الى استعراض سياسي لرئيس المجلس الاستيطاني شمال الضفة الغربية يوسي داغان حضره مسعد بولس الذي توج داغان حاكما للسامرة وغابت عنه السلطة بتفضيلها الانقسام والاشتباك مع المقاومة بدل الاشتباك مع داغان وشركاؤه .
0 تعليق