الأغوار.. عدد الأسر المحتاجة يزداد وسط تحديات تعصف بحجم المساعدات

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الشونة الجنوبية- فيما تواجه منطقة الأغوار تحديات اقتصادية كبيرة أثرت سلبا على قدرة المؤسسات والجمعيات الخيرية على تقديم الدعم للفئات المهمشة، يؤكد معنيون ضرورة دعم المؤسسات الخيرية لتمكينها من تقديم المساعدة للفئات المهمشة في مناطق الأغوار.اضافة اعلان
ومن أبرز التحديات التي يواجهها قطاع العمل التطوعي؛ تراجع النشاط الاقتصادي في قطاعي الزراعة والسياحة، وارتفاع نسب البطالة وازدياد عدد الأسر المحتاجة، في حين يسعى القائمون على القطاع لتوفير احتياجات مئات الأسر الفقيرة يوميا.
ويرى ناشطون، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تعوق الجهود التي تبذلها المؤسسات العاملة في المجال الخيري في مناطق الأغوار، خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي يعد من المواسم التي تنتظرها الأسر العفيفة.
ووفق الناشط في مجال العمل التطوعي والتمكين الاقتصادي أمجد العدوان، فإن "ضعف التبرعات جعل المؤسسات الخيرية في وضع لا تحسد عليه، فالموارد المادية الشحيحة لم تمكنهم من تقديم المساعدات للأسر المقيدة في سجلاتهم حتى الآن، بخلاف الأعوام الماضية"، مضيفا "عندما يواجه الناس أوضاعا مالية واقتصادية صعبة، فإنهم يلجأون إلى تقنين مصروفاتهم، ومن ضمنها المبالغ الموجهة لدعم المؤسسات والجمعيات الخيرية، ما يحد من قدرتها على تقديم المساعدات".
أوضاع اقتصادية صعبة
وقال العدوان "إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مناطق الأغوار نتيجة تراجع النشاط الاقتصادي في قطاعي الزراعة والسياحة أدت إلى زيادة عدد الأسر المحتاجة، ما زاد من حجم الأعباء الملقاة على هذه المؤسسات"، لافتا إلى "أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية وضع المؤسسات أمام خيارات صعبة، إما تقليص حجم المساعدات المخصصة لكل أسرة في محاولة لشمول أكبر عدد ممكن من طالبي المساعدة، أو تأمين الاحتياجات الكاملة لعدد محدود من الأسر، وفي الحالتين فإنها ستبقى عرضة للاتهامات".
وتشاركه الرأي رئيسة جمعية التعاون الخيرية كوثر العدوان، مؤكدة "أن منطقة الأغوار عادة ما تشهد خلال شهر رمضان تزايدا ملحوظا في الجهود المجتمعية الرامية إلى رعاية المحتاجين وتوفير الدعم اللازم لهم"، مضيفة "أن غالبية الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمتطوعين يبذلون جهودا كبيرة لتقديم المساعدات الغذائية والصحية، وإدخال البهجة والسرور على قلوب الأسر المتعففة، في مشهد يعزز مظاهر التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع".
وتقول "لا شك أن الأوضاع هذا العام لا تقارن بالعام الماضي، فعدد الحالات المحتاجة زاد كثيرا وحجم المساعدات تراجع بشكل أكبر"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "عجز غالبية المؤسسات والجمعيات الخيرية عن تقديم المساعدات زاد من الضغط على المؤسسات التي ما تزال تقوم بواجبها، الأمر الذي شكل تحديا كبيرا أمام قدرتها على تأمين احتياجات الأعداد المتزايدة".
نشاطات الجمعيات الخيرية
وتبين كوثر "أن نشاطات الجمعيات والمؤسسات الخيرية تتنوع بين موائد الرحمن التي تقدم وجبات إفطار ساخنة للصائمين من المحتاجين وعابري السبيل، وتوزيع الطرود الغذائية التي تحتوي على المواد الأساسية للأسر المحتاجة لتخفيف أعبائهم خلال الشهر الفضيل"، لافتة إلى "أن بعض المؤسسات تقوم بتقديم مساعدات نقدية للأسر الأكثر فقرا لتلبية احتياجاتهم الأساسية خلال شهر رمضان وعيد الفطر، وبعضها الآخر يقوم بتوزيع كسوة العيد على الأطفال الأيتام وأبناء الأسر المحتاجة لإدخال الفرحة إلى قلوبهم في العيد".
ويشدد عدد من رؤساء الجمعيات على ضرورة تمكين المؤسسات الخيرية من خلال زيادة الوعي بأهمية تقديم الدعم للأسر المحتاجة في الأوقات الصعبة، وتشجيع المواطنين والمؤسسات وأصحاب المصالح على التبرع وتوفير المزيد من الموارد، لافتين إلى أن الجمعيات تسعى للبحث عن حلول للخروج من هذه الأزمة من خلال اتباع طرق مبتكرة لحث أرباب الأموال على التبرع ومحاولة تقديم المساعدات بأقل الكلف من خلال تفعيل اللجان التطوعية والشبابية في إعداد وتوزيع وجبات الطعام وتوزيع الطرود الغذائية والمساعدات النقدية.
ويرى مؤسس مبادرة "تكية الكرامة" فايز الرقيدي "أن ازدياد عدد الأسر المحتاجة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع الدعم انعكسا سلبا على الخدمات التي تقدمها التكية للمحتاجين من أبناء اللواء"، قائلا "على الرغم من ذلك، إلا أننا نعمل بكل جهد لبث رسائل الأمل والرحمة في الشهر الفضيل وتعزيز قيم العطاء التي يتميز بها المجتمع الأردني".
وجبات إفطار لمئات الأسر
وأضاف "تمكنا حتى الآن من عمل وجبات إفطار لمئات الأسر يوميا، إلا أننا لم نستطع الوصول إلى الأسر المحتاجة كافة"، لافتا إلى "أن الأوضاع هذا العام مغايرة تماما للأعوام الماضية، إذ تمكنا من تقديم وجبات إفطار عائلية للأسر الفقيرة والمحتاجة في مناطق اللواء على مدار الشهر الفضيل".
ووفقا للرقيدي، فإن "اللجان الشبابية تقوم حاليا بشحذ الهمم وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعاون والتبرع وتقديم المساعدات النقدية والعينية لمن لا يقوون على توفير لقمة العيش"، موضحا "أن ارتفاع نسب الفقر والبطالة والأوضاع الاقتصادية المتردية وتراجع المداخيل وارتفاع الأسعار، كلها أمور زادت من أعداد المحتاجين والمعوزين خلال العامين الماضيين، الأمر الذي زاد من العبء الملقى على عاتق المبادرة".
ونوه إلى "أن تكية الكرامة تعكف على توسيع قاعدة العمل من خلال تشجيع المقتدرين من أبناء المجتمع على تقديم المساعدات لهذه الأسر وحث المتطوعين على تقديم العون سواء من خلال إعداد وجبات الطعام أو توزيعها"، مؤكدا "أن الجهد الذي نقوم به شجع العديد من الشباب والفتيات للانضمام إلى فريق العمل حتى بتنا نشكل أسرة واحدة تسعى إلى توثيق أواصر المحبة والأخوة بين أبناء المجتمع وتأمين الأسر المعوزة بما يلزمها من ضروريات الحياة".  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق