"جريمة دولة"... كتاب يكشف أسرار اغتيال أبرز قائد في ثورة الجزائر

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يصدر اليوم الخميس في فرنسا عن دار النشر «بلون» كتاب باللغة الفرنسية للصحافي الجزائري، فريد عليلات، يحمل عنوان «جريمة دولة»، من المتوقع أن يثير جدلاً كبيراً بسبب تحطيمه السردية الرسمية في الجزائر، بخصوص ظروف رحيل أحد أبرز مهندسي ثورة التحرير ضد الاستعمار (1954 - 1962)، كريم بلقاسم. العمل هو في الأصل تحقيق يتناول الظروف الغامضة حول اغتيال بلقاسم، أحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الوطني ومُوقّع «اتفاقيات إيفيان»، التي أفضت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.

في هذا الكتاب يسلط عليلات الضوء على أحداث 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1970، عندما تم العثور على بلقاسم ميتاً داخل غرفة فندق في فرانكفورت بألمانيا، وقد تم اغتياله قبل يومين على أيدي رجال النظام في عهد الرئيس الراحل العقيد هواري بومدين (1965 - 1978). يستخدم الكاتب المقيم في فرنسا وثائق حصرية، حصل عليها من أرشيفات الشرطة والقضاء الألمانيين، بعد مرور أكثر من 50 سنة على الجريمة السياسية، بالإضافة إلى شهادات من عائلة بلقاسم، وبفضلها أعاد بناء الأحداث، وكشف الجهات الفاعلة، والدوافع وراء هذا الاغتيال.

يبرز الصحافي في كتابه العلاقات السياسية المعقدة في تلك الفترة، لا سيما دور هواري بومدين في إدارة دفة الحكم، وكيف أن الشبكات السياسية، سواء في الجزائر أو في الخارج، كانت قد دبرت مقتل بلقاسم. كما يحلل عليلات تأثير هذا الاغتيال على العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وكذلك على السياسة الداخلية الجزائرية.اضافة اعلان

 

ومن خلال تحقيق دقيق، يكشف كتاب «جريمة دولة» عن أسرار الماضي، ويقدم أيضاً تأملات حول قضايا السلطة والقضاء، في سياق تاريخي مليء بالتوترات بعد الاستعمار، والصراعات الداخلية في الجزائر.


ويعد هذا الكتاب، بحسب عدد قليل من الأشخاص الذين قرأوه قبل صدوره، مساهمة مهمة في فهم تاريخ الجزائر، وعلاقاتها مع فرنسا، وأيضاً في رفع الستار عن واحدة من أكثر القضايا غموضاً في التاريخ السياسي الجزائري.


كتب مقدمة «جريمة دولة» الصحافي الروائي، كمال داود، الحائز جائزة «غونكور» الأدبية المرموقة في 2024 عن روايته «حوريات»، التي أثارت جدلاً كبيراً في فرنسا والجزائر، والذي قال بخصوص عمل عليلات: «لمن يرغب في فهم مأساة هذا البلد العظيم، اقرأوا هذا الكتاب كما لو كنتم تستمعون إلى صوت رجل من وراء الحياة ينتظر العدالة». لكن لن يكون بالإمكان توزيع الكتاب في الجزائر «بسبب محتواه»، حسب ما ذكره صاحبه في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. في إشارة ربما إلى أنه يتعارض مع السردية الرسمية لمقتل بلقاسم، والتي تقول إنه «سقط في ميدان الشرف».


كما يوضح فريد عليلات أن هناك سبباً آخر، شخصياً، يحول دون أن يكون الكتاب متاحاً في بلاده، يتعلق بمنعه هو من دخول الجزائر في أبريل (نيسان) 2024، حيث تم احتجازه في مطار عاصمتها لساعات طويلة، قبل أن يتم طرده إلى فرنسا، بسبب «مقالاته السلبية» عن الجزائر، التي يكتبها في مجلته «جان أفريك»، والتي تصنفها الجزائر «معادية لها».

عن ذلك يقول عليلات: «لا أقبل أن يُسمح ببيع كتابي في الجزائر، بينما يُمنع دخولي إلى بلدي منذ نحو عام. يمكن السماح لكتابي بالتواجد هناك، لكن لا يُسمح لي بذلك؟! كيف لي أن أقبل هذا الوضع؟ أفهم جيداً الإحباط الذي يشعر به القراء في الجزائر، لكنني أيضاً أطلب تفهم هذا الموقف المبدئي».-(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق