إغلاق الأجواء الأردنية وإشارات التصعيد السياسي
واجهت حركة الطيران العالمي خطر الشلل التام، بعد وصول التوترات السياسية بين إسرائيل وإيران في أبريل 2024 حدتها، وما تبعها من إغلاق للأجواء في دول مجاورة، أبرزها الأردن، لتبرز السعودية كحجر الزاوية وتحمل على عاتقها إنقاذ حركة الطيران العالمي، بإبقاء مجالها الجوي مفتوحًا، مما ساهم في تقليل الاضطرابات وضمان استمرار الرحلات الدولية.
حول هذه اللحظات العصيبة التي واجهتها المملكة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، كشف عدد من المسؤولين الذين تعاملوا بشكل مباشر مع الأزمة تفاصيل التعامل مع قرار إغلاق الأردن وبعض الدول المجاورة أجواءها أمام الملاحة الجوية في أبريل 2024، وذلك قبل ساعتين فقط من إغلاق الأردن مجالها الجوي.
يعيق إغلاق الأجواء السعودية حركة 700 طائرة يومياً
وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لخدمات الملاحة الجوية م. عبد العزيز الزيد، ببرنامج حكاية وعد على قناة "mbc1"، إنه تلقّى اتصالاً هاتفياً من المشرف على الإعلانات الملاحية بالشركة، أكّد فيه أن هناك إعلانًا ملاحيًا سيتم إصداره لإغلاق الأجواء الأردنية بشكل كامل بعد 120 دقيقة.
وأضاف بأنه أُبلغ أن السبب المعلن في الإعلان الملاحي سبب تشغيلي، إلا أن الإغلاق لن يتم فورًا، بل خلال ساعتين، مشيراً إلى أن التبرير كان غير منطقي، نظراً لأن الأزمات الطارئة عادةً ما تتطلب قرارات فورية، حيث تزايدت الشكوك بعد تذكره التصعيد السياسي الذي شهدته المنطقة في أبريل 2024 بين إيران والكيان الإسرائيلي، متوقعاً أن يكون لهذا القرار ارتباط بهذا التصعيد.
ولفت إلى أنه تلقّى أيضاً اتصالاً هاتفياً من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج، سأله فيه عن إجبار طائرة تابعة للخطوط الأردنية على العودة من مدرج مطار الملك فهد الدولي في الدمام بسبب مشكلة في الأجواء الأردنية، الأمر الذي أكد أن التطورات المتسارعة قد تكون جزءًا من مشهد سياسي وعسكري أكبر، مشيراً إلى أن إغلاق المملكة أجواءها، قد يؤدي إلى حدوث شلل ملاحي بنصفي الكرة الأرضية، وهو ما يعيق حركة نحو 700 طائرة تعبر الأجواء السعودية يومياً، ما ينتج عنه تعطّل مئات المسافرين في المطارات العالمية.
وأكّد م. الزيد أن المملكة قررت التعامل مع الأزمة وإبقاء الأجواء مفتوحة لكن الأمر كان يحتاج إلى اتفاقيات لتحديد نقاط جديدة تسمح باستيعاب حركة الطيران، مشيراً إلى أن اتفاقيات تسليم الطائرات من جميع دول العالم للدول المجاورة عبر أجواء المملكة لا تسمح سوى بتسليم 10% فقط من الطائرات، وتم الاتفاق خلال ساعتين فقط مع الشركات الملاحية العالمية على نقاط جديدة، وذلك من خلال فرق كامل تتلخص مهمته في التواصل مع دول الجوار لتحديد نقاط جديدة للتسليم والاستلام، بحيث يكون هناك مراقب جوي لكل قطاع من قطاعات المملكة الملاحية الـ 24، مع تقسيم هذه القطاعات لقطاعات أصغر وتزويد كل مراقب بمراقب جوي مساعد.
بدوره، أفاد رئيس الهيئة بأنه تواصل حينها مع رئيس الأركان الفريق فياض الرويلي، وأخبره بتكوين خلية خاصة لاحتواء الأزمة، والتي تم تفعيلها في الهيئة وشركات الملاحة والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لمعرفة حالة الرحلات الجوية لتبليغ الركاب بالإجراءات الواجب الالتزام بها، حيث جاء التوجيه بعدم الإغلاق وتسخير كافة الإمكانات لاحتواء الأزمة، فيما أضاف وزير النقل والخدمات اللوجستية م. صالح الجاسر بوجود خطط مسبقة لتسهيل متابعة الرحلات الجوية في الأزمات، إلا أن المملكة تمكّنت من فتح مسارات جوية استثنائية لحل الأزمة خلال لحظات.
وكانت السلطات الأردنية أغلقت في أبريل 2024 مجالها الجوي أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء بشكل مؤقت، حفاظاً على سلامة وأمن الطيران المدني في الأجواء الأردنية، في ظل تصاعد المخاطر المحيطة في المنطقة، وتهديدات إيران بشن هجوم على إسرائيل.
0 تعليق