لم يُجنب ارتفاع الجمعة مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية الثلاثة خسائر أسبوعية شكلت علامة فارقة أخرى في التراجع الذي سيطر على المستثمرين على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث أدت سياسة الرئيس دونالد ترامب المتقطعة للرسوم الجمركية إلى زيادة حالة عدم اليقين وتقلبات السوق.
انخفض مؤشر «داو جونز» بنحو 3.1%، محققاً أسوأ أسبوع له منذ مارس/ آذار 2023. وتراجع كل من مؤشري «ستاندرد آند بورز» و«ناسداك» بأكثر من 2%، مسجلين رابع أسبوع خاسر على التوالي.
وعند الإغلاق الأخير، تعافت أسواق الأسهم الأمريكية مع بحث المستثمرين عن صفقات في أوقات مضطربة أججت فيها الحرب التجارية المتصاعدة المخاوف من حدوث ركود وحددت من الإقبال على المخاطرة.
وسجل مؤشرا «إس آند بي» و«ناسداك» المركب أكبر مكاسب يومية لهما منذ السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني غداة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. إذ صعد الأول 2.13% إلى 5638.94 نقطة، وأضاف الثاني 2.61% عند 17754.09 نقطة. فيما ارتفع «داو» بنسبة 1.65% مسجلاً 41488.19 نقطة.
ومما زاد من إيجابية الجمعة، تصريح زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الديمقراطي عن ولاية نيويورك، بأنه لن يعرقل مشروع قانون تمويل الحكومة الجمهوري.
في المقابل، يستعد المستثمرون لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية المقرر عقده الأسبوع المقبل، حيث تتوقع العقود الآجلة للأموال الفيدرالية ثبات أسعار الفائدة بنسبة 97%، وفقاً لأداة «فيدووتش» التابعة لبورصة شيكاغو التجارية.
الأسهم الأوروبية
أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع الجمعة، بعد أن أفادت تقارير بقرب اتفاق المشرّعين الألمان على إصلاح ما يُسمى بقاعدة كبح الديون في البلاد.
وبحسب ما جاء، حصل فريدريش ميرز، المستشار القادم المُحتمل لألمانيا، على دعم حزب الخضر لزيادة الاقتراض العام للسماح بزيادة الإنفاق الدفاعي. ويحتاج هذا الاقتراح، الذي يتطلب تعديل الدستور الألماني، إلى موافقة ثلثي المشرّعين المنتخبين في البرلمان.
وأغلق «ستوكس 600» على ارتفاع بنسبة 1.14% عند 546.6 نقطة، ومع ذلك، سجل المؤشر الإقليمي خسارة أسبوعية ثانية على التوالي بمقدار 1.32%، حيث يراقب المستثمرون الإقليميون التطورات المضطربة في سياسات التجارة عبر الأطلسي.
وارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 1.86% إلى 22986.82 نقطة، لكنه خسر 0.31% من قيمته خلال الأسبوع. وفي بريطانيا، أضاف مؤشر «فوتسي» 1.05% إلى رصيده ليصير 8632.33 نقطة، مع انزلاق أسبوعي أيضاً بـ 0.55%. ولم يخالف«كاك» الفرنسي النهج، فصعد الجمعة 1.13% إلى 8028.28 نقطة، وهبط بنسبة 1.42% للأسبوع.
آسيا والمحيط الهادئ
ارتفعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ في معظمها الجمعة، بقيادة الصين، التي تصدرت مكاسب القارة، وسط مخاوف بشأن خطط الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية.
وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الرئيسي عند أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، حيث نما 2.43% إلى 4006.56 نقطة، و1.55% للأسبوع.
يأتي ذلك في أعقاب تحركات أقوى في قطاعات الرعاية الصحية، والسلع الاستهلاكية الدورية، وغير الدورية. كما ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 2.12% لينهي تداولاته عند 23959.98 نقطة، لكنه أخفق أسبوعياً بتراجعه 0.65%.
وفي اليابان، أنهى مؤشر «نيكاي 225» القياسي تعاملات اليوم الأخير على ارتفاع يومي وأسبوعي بنسبة 0.72% و0.92% على التوالي، ليصل إلى 37053.1 نقطة. في حين كسب مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.65% الجمعة ليصل إلى 2715.85 نقطة، مع 0.82% جناها خلال الأسبوع.
وانخفض مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.28% ليغلق عند 2566.36 نقطة، مع نمو طفيف أسبوعياً عند 0.23%. فيما سجل «كوسداك» للشركات الصغيرة نمواً يومياً 1.59%، وأسبوعياً 0.9%، مع رصيد 734.26 نقطة.
رغم انتفاضة اللحظة الأخيرة.. «وول ستريت» في مهب العاصفة التجارية

رغم انتفاضة اللحظة الأخيرة.. «وول ستريت» في مهب العاصفة التجارية
0 تعليق