باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية

الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كشفت الباحثة في برنامج علوم الفلك والفضاء الإثرائي، غدير الشمراني، لـ ”اليوم“، عن الدور المحوري الذي تلعبه الميكروبات في دعم استدامة الحياة في الفضاء، مؤكدةً أن هذه الكائنات الدقيقة قد تكون المفتاح لاستيطان الإنسان للكواكب الأخرى.
وأوضحت أن الأبحاث الحديثة كشفت عن وجود أربع سلالات بكتيرية على متن محطة الفضاء الدولية، ثلاث منها لم تكن معروفة من قبل.

وظائف حيوية

وأشارت إلى أن هذه البكتيريا، التي عُثر عليها في مواقع مختلفة داخل المحطة، تشترك في وظائف بيئية حيوية مثل تثبيت النيتروجين وتعزيز نمو النباتات، ما يجعلها عنصرًا رئيسيًا في دعم الزراعة الفضائية.
الأبحاث الحديثة كشفت عن وجود أربع سلالات بكتيرية على متن محطة الفضاء الدولية

وتطرقت الشمراني إلى فرضية ”التبذر الشامل“ «Panspermia»، التي تفترض أن بذور الحياة منتشرة في الكون، وأن الحياة على الأرض ربما نشأت نتيجة انتقال الميكروبات عبر الفضاء.
وأشارت إلى تجربة ”تانبوبو“ اليابانية، التي أثبتت قدرة بعض الكائنات الدقيقة، مثل بكتيريا ”المكوريات الغريبة“، على تحمل ظروف الفضاء القاسية.
أضافت الشمراني أن فريق مهمة ”تانبوبو“ أجرى تجربة على بكتيريا ”المكوريات الغريبة“ لدراسة مدى قدرتها على البقاء في بيئة الفضاء.
وأظهرت النتائج أن التجمعات البكتيرية السميكة توفر حماية كافية للبقاء على قيد الحياة لعدة أعوام، حيث تعمل الطبقات السطحية الميتة كدرع واقٍ للبكتيريا الداخلية.
غدير الشمراني

غدير الشمراني

غدير الشمراني

وقدرت الدراسات أن مستعمرات بكتيرية بسماكة نصف مليمتر يمكن أن تعيش بين 15 إلى 45 عامًا في محطة الفضاء الدولية، بينما يمكن لمستعمرة بسماكة مليمتر واحد أن تبقى لأكثر من ثمانية أعوام في الفضاء الخارجي.

دعم الحياة الفضائية

وأشارت الشمراني إلى إعلان وكالة ”ناسا“ عن العثور على جزيئات عضوية في صخور مريخية تعود إلى ثلاثة مليارات عام، إلى جانب تغيرات موسمية في مستويات غاز الميثان في الغلاف الجوي للكوكب.
وأوضحت أن هذه الاكتشافات تدعم فرضية أن الميكروبات قد تعيش في الفضاء، وقد تساهم في دعم نظرية ”التبذر الشامل“ وتطوير مفهوم ”ماسابانسبيرميا“ «Massapanspermia»، الذي يفترض أن الميكروبات قد تنتقل عبر الفضاء داخل تجمعات بكتيرية محمية بالصخور.
باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية

أكدت الشمراني أن الميكروبات تلعب دورًا محوريًا في أنظمة إعادة التدوير الحيوي داخل البيئات الفضائية، حيث تُستخدم في معالجة النفايات وإنتاج موارد مثل المياه النقية.
وأضافت أن بعض الأنواع، مثل الطحالب الدقيقة، تسهم في إنتاج الأكسجين عبر التمثيل الضوئي. كما أشارت إلى أبحاث أُجريت على متن محطة الفضاء الدولية أظهرت قدرة بعض أنواع البكتيريا على استخراج المعادن من الصخور في ظروف الجاذبية الصغرى.
واختتمت الشمراني حديثها بالتأكيد على أن الميكروبات تمثل مفتاحًا لفهم الحياة خارج كوكب الأرض، ليس فقط من حيث وجودها، ولكن أيضًا من خلال دورها الحيوي في دعم المهمات الفضائية المستقبلية.
وأكدت أن هذه الكائنات الدقيقة قد تمهد الطريق نحو استيطان الإنسان للفضاء، مما يجعل الأبحاث حولها ذات أهمية قصوى في العصر الحالي.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق