يقود جيل جديد من الشباب الرقميين من جيلي «زد» و«الألفية» تحولاً جذرياً في المشهد الاستهلاكي في الإمارات، حيث يُعيدون تحديد الطريقة، التي تتفاعل بها العلامات التجارية مع جمهور يتمتع بالذكاء الرقمي، ويبحث عن تجارب استثنائية. فئة الشباب التي تتراوح أعمارها بين 21 و30 عاماً أصبحت القوة الشرائية الأكثر تأثيراً في المنطقة، إذ تجمع بين الإدارة المالية الحكيمة، والرغبة في الاستثمار في الفخامة والصحة وأسلوب الحياة المتميز.
كشف استطلاع أجرته «تولونا ميتريكس لاب» Toluna & MetrixLab، حول خطط الإنفاق لعام 2025، أن هذا الجيل يرسم معايير جديدة لسلوك المستهلك، واتجاهات السفر، والتفاعل الرقمي، مما يفرض على الشركات التكيف مع جمهور أكثر وعياً وانتقائية واتصالاً من أي وقت مضى.
على عكس الأجيال السابقة، لم يعد الشباب في الإمارات ينفقون بشكل عشوائي، بل يعتمدون على قرارات مدروسة واستراتيجية. 47% يخططون لزيادة استثماراتهم في المنتجات الفاخرة، ما يعكس ميلاً قوياً نحو التميز والعلامات التجارية الراقية بدلاً من الاستهلاك الجماهيري. ولا تزال الموضة في صدارة أولويات الإنفاق، حيث يعتزم 65% زيادة إنفاقهم على الملابس، في حين يخطط 52% للاستثمار في تحسين منازلهم، في تأكيد على رغبتهم في العيش في مساحات تعكس شخصياتهم وتعزز رفاهيتهم.
ورغم حرص هذا الجيل على الإدارة المالية، إلا أنه لا يتردد في الاستثمار في تجارب متميزة. ووفقاً لنتائج الاستطلاع، فإن قراراتهم الشرائية ليست عشوائية أو اندفاعية، بل تعتمد على القيمة، والتخصيص، والفوائد طويلة الأمد.
تغيّر سلم الأولويات
أصبحت الصحة والرفاهية عنصرين أساسيين في أسلوب حياة هذا الجيل، وهو ما يظهر جلياً في خياراتهم الغذائية واستثماراتهم في اللياقة البدنية. وفي عام 2025، يتجه 76% من الشباب في الإمارات إلى الاعتماد على الطهي المنزلي، مع التركيز على جودة المكونات (65%) والطعام الطازج (60%) بدلاً من الأطعمة السريعة والمريحة.
لكن هذا لا يعني أنهم يتخلون عن تجربة المطاعم تماماً، بل يتخذون قرارات أكثر انتقائية، حيث يعتزم 64% تقليل عدد مرات تناول الطعام خارج المنزل، بينما يخطط 44% لزيادة إنفاقهم على المطاعم الفاخرة، مما يعكس توجهاً نحو الجودة على حساب الكمية.
لم تعد المنصات الرقمية مجرد قنوات ترفيهية لهذا الجيل، بل تحوّلت إلى سوق حقيقية لاكتشاف العلامات التجارية واتخاذ قرارات الشراء والتفاعل مع الاتجاهات الحديثة.