أكد بنك «ستاندرد تشارترد» أن الإمارات على الطريق الصحيح لتكون مركزاً عالمياً للثروة والمال، بدعم التوجهات الحكومية الطموحة والجهات التنظيمية المنفتحة تماماً بشأن جذب أفضل القدرات العالمية للمستثمرين، وبالتالي جذب المزيد من الثروات التي تبحث عن تسهيل ممارسة الأعمال والخدمات ومنتجات الاستثمار رفيعة المستوى، بحسب جودي هسو، الرئيسة التنفيذية لقطاع الثروات والخدمات المصرفية للأفراد في منطقة «أسيان ASEAN وجنوب إفريقيا» في البنك.
دشن «ستاندرد تشارترد»، في دبي مؤخراً، أول مركز له على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا لإدارة ثروات العملاء العالميين، ليقدّم حلول إدارة ثروات مخصصة للأثرياء.
كيف لا، وها هي دبي، قبلة لأصحاب الملايين، وصانعة الأثرياء، والمركز المالي الريادي على مستوى المنطقة والعالم.
خطوة المؤسسة المصرفية الدولية، تأتي بعد 3 أشهر على إعلانها أهدافاً عالمية في مجال الأصول والثروات، بما يشمل هدف تحقيق 200 مليار دولار من الأصول الجديدة ونمو مزدوج الرقم في دخل الأعمال المتعلقة بالثروات على مدى السنوات الخمس المقبلة، كجزء من استراتيجيتها الأوسع نطاقاً للتحول إلى أعمال ذات دخل أعلى.
وأكدت جودي هسو، الرئيسة التنفيذية لقطاع الثروات والخدمات المصرفية للأفراد، أن البنك الذي يركز على آسيا يرغب في التوسع في خدمة العملاء الأثرياء حول العالم، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، الذين لديهم أصول عابرة للحدود.
الطموحات المالية
وقالت هسو في حوار مع «الخليج» إن المركز الجديد الذي يقع في مبنى «ستاندرد تشارترد» في وسط دبي، تم تصميمه خصيصاً لخدمة الطموحات المالية لأصحاب الثروات الذين يتمتعون بحركة عالمية ولديهم احتياجات مالية عابرة للحدود، ما يمكّنهم من إدارة ثرواتهم وتنميتها، ونقلها بسلاسة عبر الأجيال.
ومن خلال شبكة ستاندرد تشارترد الواسعة، التي تشمل مراكز الثروات في الإمارات وسنغافورة وهونغ كونغ وجيرسي (المملكة المتحدة) والهند، يوفر مركز العملاء الجديد إمكانية الوصول إلى مجموعة من الفرص الاستثمارية الدولية، ومرافق الإقراض متعددة الأسواق، وحلول ثروة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.
وأوضحت، الرئيسة التنفيذية لقطاع الثروات والخدمات المصرفية للأفراد، التي زارت الإمارات خصيصاً لافتتاح المركز الجديد، أنها «تجزم أنه الأفضل بين المراكز التابعة للبنك حول العالم». وقالت: «لقد أحببت حقاً رائحة القهوة العربية التي تقدم مع التمور».
وقالت هسو: «لقد أتيت إلى دبي في المرة الأولى منذ نحو 20 عاماً، قبل انضمامي إلى ستاندرد تشارترد، وأتذكر أن زميلي في ذلك الوقت أحضرني لتناول القهوة عند مدخل الفندق.. كان هناك شخص جالس، بالطريقة التقليدية، ومنذ ذلك اليوم لم تغادر رائحة القهوة العربية مخيلتي».
خطة خمسية
وعن الخطة الممتدة لخمس سنوات، والتي أعلن عنها البنك في أواخر 2024، يستهدف «ستاندرد تشارترد» ما يصل إلى 200 مليار دولار من أموال الأثرياء الجديدة، وأكدت هسو: «أعمال الثروات لدينا تسير على ما يرام وهذا هدف ضخم للبنك.. ولكن في العام الماضي، حققنا صافي أموال قياسياً بلغ 44 مليار دولار، وهو ما يمثل 13% من الأصول المدارة، وهو أحد أعلى المعدلات، في السوق». وأضافت: «أعتقد أننا من أسرع البنوك نمواً من حيث صافي الثروات الجديدة، من منظور النمو، ونقوم باستقطاب عملاء جدد.. كما نقوم بطبيعة الحال بتعميق العلاقات مع العملاء الحاليين».
وكشفت الرئيسة التنفيذية لقطاع الثروات والخدمات المصرفية للأفراد، عن جذب أكثر من 65000 عميل جديد من الأثرياء إلى بنك ستاندرد تشارترد. وقالت: «هذا في جميع أسواقنا، ولكن بالطبع، ركزنا على مراكزنا الرئيسية، سنغافورة وهونغ كونغ والإمارات وجيرسي». ولدى البنك مركز استشاري في المملكة المتحدة.
وأوضحت هسو: «نشهد نمواً كبيراً في قطاعات الخدمات المصرفية الدولية، حيث يتعامل العملاء معنا محلياً، وعبر الحدود، مثل أن تكون مقيماً ولديك أعمال في الإمارات وتود التعامل معنا في الهند.. شبكة الاتصال التي نوفرها عامل مميز ودافع للنمو».
وقالت إنه «على خلفية ذلك، كنا نستثمر في مديري العلاقات لدينا، وفي منتجاتنا وفي قدراتنا الرقمية». وعلى خلفية الالتزام بجذب 200 مليار دولار من الأموال الجديدة الصافية في السنوات الخمس المقبلة، قالت هسو إن البنك يستثمر 1.5 مليار دولار، في السنوات الخمس المقبلة، في المواهب والمعرفة والأعمال التجارية، ما يضمن الأدوات المناسبة والتكنولوجيا المناسبة لدعم الأشخاص والعملاء.
وأضافت هسو: «نستثمر في القدرات الرقمية لضمان رحلة العملاء وتجربة أفضل وكذلك بالحضور المادي، من خلال الفروع.» وأردفت: «لدينا أكثر من 400 فرع حول العالم وحتى مع المتغيرات التي يشهدها القطاع وعدم ذهاب العملاء إلى الفروع كثيراً.. إلا أننا نريد التأكد من أنه عندما يأتون لرؤيتنا، فإنهم يتمتعون بتجربة شخصية.. ولذلك ننشئ هذه المراكز الخاصة التي توفر الأولوية.. والمركز الذي أطلقناه في الإمارات هو أول مركز من نوعه لهذا الجزء من العالم الذي يشمل أوروبا والشرق الأوسط ووسط آسيا وإفريقيا».
التوظيف
وبينما رفضت هسو الإفصاح عن قيمة الاستثمارات التي يود البنك تخصيصها لمركزه في الإمارات،
إلا إنها أكدت أنه ستكون هناك استثمارات كبيرة في المنتجات والقدرات المشتركة، وزيادة مديري العلاقات بشكل كبير يتجاوز 20%.
وأشارت هسو إلى أن البنك يعطي أولوية للكوادر والمواهب الداخلية، ولذلك تم إطلاق أكاديمية للثروة، وهو برنامج لمديري العلاقات الأكثر خبرة.
تفاؤل كبير
وعن التمايز بين مراكز إدارة الثروات للبنك في الإمارات مقارنة مع هونغ كونغ وسنغافورة، قالت هسو: «متفائلون للغاية، وأعتقد أن الحكومة هنا والجهات التنظيمية لديها طموح كبير للتأكد من أن الإمارات العربية المتحدة هي مركز ثروة عالمي ومركز مالي عالمي، والقيام بكل الأشياء الصحيحة لتمكينها من تسهيل ممارسة الأعمال وجذب مديري الصناديق لإنشاء مجموعة جيدة من منتجات الاستثمار».
وأضافت: «أعتقد أننا نشهد المسار الصحيح تماماً.. والأهم من ذلك، نحن نرى عدد الأفراد الأثرياء الذين يأتون إلى هنا، وذلك بسبب الإقامة الذهبية وما إلى ذلك.. أعتقد أن طموح جذب رواد الأعمال والأثرياء في حد ذاته سيضمن أن يصبح هذا أمراً مهماً».
عولمة الثروات
وتراهن هسو على عولمة الثروات، «ففيما تتزايد الثروات في الصين، وهناك المزيد من رواد الأعمال الصينيين، فإن ثرواتهم تتحرك وسط سعيهم في التوسع عالمياً والتنويع في عالم يتأثر بالتعريفات الجمركية على سبيل المثال». وأضافت: «الصين زائد واحد أيضاً هي استراتيجية ضخمة يستفيد منها عدد كبير من الدول والشركات.. لذا فإن هذا الجزء الدولي من الثروة ينمو بشكل أسرع.. ويمكننا كبنك عالمي، مع شبكة من الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للأفراد، أن ندعم عملاءنا في هذا السياق».
وأوضحت هسو أن «ستاندرد تشارترد» يقوم بإحضار صناديق مخصصة للغاية وصناديق بوتيك، تحقق أداءً جيداً في الولايات المتحدة إلى سنغافورة، حيث تتم هيكلتها، ونقلها لعملاء في الإمارات الذين يرغبون في الوصول إلى بعض منتجات الثروة الدولية، وذلك ببساطة عبر الحصول على حساب في مقر البنك بمركز دبي المالي العالمي. وقالت: «ما نحاول القيام به هو إدارة كل ذلك تحت إشراف مدير العلاقات نفسه المرخّص في الإمارات. وهذا أمر هام جداً في الإمارات، حيث إن الجهة التنظيمية هنا منفتحة تماماً بشأن جذب أفضل القدرات العالمية للمستثمرين».
نمو الثروة إلى متى؟
لدى سؤال جودي هسو عن نمو الثروة المتصاعد بقوة على مستوى العالم، ومتى تعتقد أن هذا الأمر سيتوقف أو يتباطأ، أشارت هسو إلى أنها تنظر إلى العالم من عدة جوانب، فبينما نمو الثروات في آسيا ينمو بمعدل أحادي مرتفع (6% إلى 7%)، فإن متوسط الثروة في الولايات المتحدة هو في الواقع أبطأ ويميل إلى الانخفاض. وفي أوروبا بين 1% و2% فقط. وأوضحت أنه فيما يعني ذلك أن النمو في أجزاء معينة من العالم أسرع من مناطق أخرى، فإنها تعتقد أن «القطاع الذي ينمو بسرعة أكبر هو الدولي العابر للحدود». وأضافت: «الثروة قد تنمو في بلد ما بنسبة 4% ولكن صافي القيمة الأعلى ينمو بشكل أسرع، والجزء الدولي من ذلك أكثر سرعة».
«ستاندرد تشارترد»: الإمارات تتقدّم بين مراكز الثروة والمال

«ستاندرد تشارترد»: الإمارات تتقدّم بين مراكز الثروة والمال
0 تعليق