ـ مصر حاضرة بحكم التاريخ والجغرافيا والموقع وتلعب دور إيجابي في الاستقرار بشكل عام في المنطقة
ـ الخطة المصرية وضعت خطوط معمارية مفصلة عريضة لتأهيل وتعافي وإعادة إعمار القطاع
ـ التهجير سياسة اسرائيلية تاريخية وهدف صهيوني منذ أكثر من مائة عام
قال السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق لدى إسرائيل، إن مصر حاضرة بحكم التاريخ والجفرافيا والموقع وتلعب دور إيجابي في الاستقرار بشكل عام في المنطقة، ومنذ اللحظات الأولى من طوفان الأقصى ومصر كانت متيقظة من السيناريوهات الاتية ، وأقامت مؤتمر دولي ، كما شاركت في كل جهود الوساطة ، وشاركت أيضا في إطلاق جزء من الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، ودائما كانت تبغى الانتقال إلى أفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين، بالإضافة إلى المباحثات بين حركتي فتح وحماس لإقامة لجنة مدنية مستقلة لإدارة غزة بعد الحرب.
وأكد السفير عاطف سالم خلال حوار لـ "مصر تايمز"، تتناغم الجهود الدبلوماسية مع هذه المواقف، في تحركات وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، ولأول مرة تصدر بيانات من الخارجية المصرية بهذه القوة والوضوح، تبرز من خلالها مدى قوة الموقف القيادي والمساندة الشعبية لهذه القرارات.
وإلى نص الحوار..
كيف رأيت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة؟
تعتبر الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ، ذات أهمية لأن محورها الرئيسي هو الرفض القاطع لتهجير سكان غزة ، وضرورة إعادة تأهيل القطاع، وذلك في صورة توجيه رسائل للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم أجمع أن السلام هو الخيار الاستراتيجي للعرب و وجود أهمية خلق ظروف مناسبة للوصول لأفق سياسي يفضي إلى حل الدولتين.
إن الخطة المصرية وضعت خطوط معمارية مفصلة عريضة لتأهيل وتعافي وإعادة إعمار القطاع، كما أن هذه الخطة دعمت موقف الحكومة الفلسطينية سواء من ناحية تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع تحت مظلتها، إلى جانب نشر قوات حفظ سلام في القطاع والضفة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف عمليات التصعيد في الضفة، كما دعمت الخطة جهود مستقبلية مثل طرح قمة البحرين وعقد مؤتمر سلام دوري في الشرق الأوسط، و دعمت المؤتمر الدولي المقرر عقده في فرنسا برئاسة السعودية وفرنسا بخصوص حل الدولتين في شهر يونيو القادم، إن القمة الطارئة تعبير صريح وواضح على أن العرب خيارهم هو السلام و لن يقبلوا التهجير ولن يقبلوا تصفية القضية الفلسطينية.
كيف ترى الجهود المصرية في إطار الحرب الإسرائيلية واتفاق وقف إطلاق النار؟
القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة المصرية ، ودائما تحتل مساحة كبيرة من اهتمام الدولة المصرية، وهذا الاهتمام ليس له مصالح ولا مساومات، جميعها في صالح القضية الفلسطينية سواء على مسار المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ورعاية الحوار، إلى جانب الدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة إقليميا و دوليا.
ومنذ البداية وموقف مصر الأساسي هو عدم القبول بتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسري والتأكيد على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كيف تنظر اسرائيل لهذه الفكرة وهل تعتبر الإدارة الحالية في تل أبيب التهجير فرصة تاريخية يجب أن تقتنصها مثلما فعل بن جوريون من قبل؟
التهجير سياسة اسرائيلية تاريخية وهدف صهيوني منذ أكثر من مائة عام، فهو في السرديات الاسرائيلية القديمة، ودائما إسرائيل تنتهز الفرصة لتنفيذه.
نفذ بن جوريون عمليات تهجير داخلية وخارجية ، سجلها اسحاق رابين في مذكراته، حيث وصل عدد المهجرين خارج دولة فلسطين يصل إلى حوالي 6 مليون فلسطيني تم تهجيرهم.
ومر التهجير بعدة مراحل بداية من وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس، الذي طالب بتهجير 12 ألف أسرة من غزة إلى سيناء، بالإضافة إلى محاولات جورج بوش الأب، و لورا بوش ، الجنرال الاسرائيلي السابق جيورا ايلاند وخطته ويوشع بن هيريا، إلى جانب الاعلام الاسرائيلي الذي روج لفكرة التهجير.
كيف ترى موقف المسؤولين الإسرائيليين من قضية التهجير؟
حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة الأولى من حكم ترامب في عرض الخطة، ولم تنجح الفكرة بسبب الرفض المصري، ولكن بعد طوفان الأقصى أصبح هناك حشد على جميع المستويات للترويج فكرة التهجير، على المستوى السياسي والمسؤولين والإعلام وعلى المستوى المعاهد المتخصصة وكان منهم معهد ميسجاف للدراسات الصهيونية الذي قام بنشر دراسة اقتصادية عن التهجير إلى داخل مصر وليس سيناء فقط، ودراسة أخرى في الملحق الاقتصادي لصحيفة يديعوت أحرنوت "كالكاليست" عن خطة أعدتها وزارة الاستخبارات الاسرائيلية عن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء على أربع مراحل.
بالإضافة إلى أن الدولة الاسرائيلية بدأت بالفعل في وضع خطة لتهجير الفلسطينيين في الفترة الأخيرة تحت مسمى "التهجير الطوعي"، والخطة تقوم على ترحيل 2500 فلسطيني بشكل يومي عن طريق مطار رامون أو ميناء أشدود، كما كان هناك طرح من بن غفير لإعطاء الفلسطينيين الأموال لتهجيرهم إلى الدول العربية حتى لا يعودوا مرة أخرى، كما دعا إلى استحداث وزارة الهجرة الطوعية لتهجير الفلسطينيين من غزة، يتولاها حزب عوتسيما يهوديت، هذا الموضوع يشكل أهمية كبيرة في إسرائيل لأنه سينهي القضية الفلسطينية .
كيف تابعت الموقف المصري بشأن خطة تهجير الفلسطينيين؟
بالنسبة لموقف مصر تاريخيا، فلقد تصدت لعمليات التهجير للفلسطينيين من أراضيهم، والان وصلنا إلى خطوط فاصلة وقاطعة، مصر صرحت بأن التهجير "خط أحمر"، و صعدت في هذا الموضوع، كما يعتبر الموقف المصري هو الأقوى دوليا ضد عملية التهجير في العالم بأكمله ، وبرز ذلك في وضع مصر خطة تعارض الخطة الأمريكية .
هل ترى أن الخطة المصرية ومخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة، هى التي دفعت الرئيس الأمريكي إلى التراجع بشأن خطة التهجير؟
بالتأكيد .. إن تراجع ترامب عن موقفه من تهجير الفلسطينيين، ، قوبل بموجة رفض واسعة بداية من مصر والدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و الدول الإسلامية، كل هذه الأمور عززت من الخطة المصرية العربية ، وكانت عامل إيجابي.
بالإضافة إلى لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس وزراء إيرلندا كان لهصدى، لأن إيرلندا معروفة بموقفها الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني ودخولها في حراك شديد مع المسؤولين الاسرائيليين، حتى وصل الأمر إلى أن إسرائيل أغلقت سفارتها في العاصمة الإيرلندية دبلن .
انتظروا الحلقة الثانية من حوار السفير عاطف سالم مع “مصر تايمز” .. في حال سقوط حكومة نتنياهو من هو خليفته وكيف سيكون موقفه من الأزمة الحالية؟
0 تعليق