إعداد: حسن علي
يتميّز الصوم بفوائد عديدة على الجسم والروح معاً، وقد توالت الأبحاث العلمية والطبية في هذا المضمار لتؤكد ما جاء به القرآن والسُّنة في هذا الشأن. فالأمر ليس امتناعاً عن الطعام والشراب وحسب، بل يتبعه عمليات بيولوجية وفسيولوجية متنوعة تحدث خلال ساعات الصوم، وكلّها تُحسّن من خلايا الجسم وتُحفّز الطاقة الذهنية لتعطي أفضل ما لديها. وكما جاء في دراسة ألمانية نُشِرَت في مجلة "بلوس وان" العلمية حيث خضع 1422 شخصاً لبرنامج صيام علاجي لمدة سنة واحدة لفترات تتراوح بين 4-21 يوماً، وقام الباحثون بإجراء فحوصات الدم قبل فترة الصيام وبعدها، وبناء على البيانات لاحظ العلماء انخفاضاً كبيراً في الوزن ومحيط البطن وضغط الدم. كما تبيّن أن الصيام ساهم في تعديل نسبة الدهون والجلوكوز في الدم وزادت نسبة الأجسام الكيتونية، وأشارت الدراسة إلى أن الصيام عزّز شعور الرفاهية العاطفية والجسدية لدى المشاركين.
وفي دراسة أخرى أشارت إلى أن تجويع خلايا سرطان البنكرياس لمادة السيستين ممكن أن تقتل خلايا سرطان البنكرياس، وبالملاحظة تبيّن أن نوع الغذاء مع العلاج الكيماوي ممكن أن يكون أكثر فعالية، ومنها إنقاص السكر والمواد الدسمة عموماً في الطعام وهي من الأفكار التي يتم العمل عليها حالياً.
كما تؤكد دراسة أخرى تابعة لمركز الأبحاث الأمريكية على أن الصيام هو أفضل من الامتناع عن بعض المواد من الطعام، وأنه هو المُسبّب لإيقاف نمو الخلايا السرطانية.
كذلك أشارت المجلة الدولية لأبحاث الطبّ أن الصيام يُحسّن من الصحة النفسية للإنسان من خلال تحسين مستويات الإدراك لديه، كما أن الامتناع عن الطعام خلال ساعات الصوم يعزّز صحة الدماغ مما ينعكس بشكل إيجابي على طريقة التفكير.
كل هذه الفوائد من إنقاص الوزن وضبط السكر والضغط وتحسين الصحة الجسدية والنفسية، يمكن الحصول عليها إذا التزمنا ببرامج تغذوية صحية لا يشوبها نقص من إمداد غذائي معيّن أو زيادة مُفرطة في نوع آخر. فالالتزام بوجبات الفطور والسحور وأخذ السعرات الحرارية حسب الاحتياج اليومي مع قسط من النوم الكافي والراحة الضرورية وممارسة النشاط الرياضي غير المجهد، لهو خير خيار لاكتساب فوائد الصوم، فصوموا تصحّوا تُكتَب بماء الذهب.
* أخصائي الغذاء والتغذية
0 تعليق