«واقعة تشويه وجه طالبة تثير الجدل».. خبراء يكشفون دور المدارس في ضبط السلوك

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة العنف بين الطلاب في المدارس، وظهر أكثر من حادث مروع ليثير الجدل وسط خوف أولياء الأمور من تكرار هذه الظاهرة المرعبة، ولعل آخرهم ما شهدته مدرسة 6 أكتوبر،  إذ أصبحت هذه الظاهرة مصدر رعب للأهالي، الذين يخشون أن يتحول الخلاف البسيط بين الطلاب إلى كارثة تهدد حياة أبنائهم، فكيف يمكن للمدارس مواجهة هذا الخطر المتزايد؟ وما هي الحلول التي يقترحها الخبراء للحد من العنف الطلابي؟.

واقعة أكتوبر تثير الجدل.. أين دور المدارس في ضبط السلوك؟ خبراء يوضحون

قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إن دور المدارس تراجع بشكل كبير وأصبحت معظم المدارس غير قادرة على مواجهة هذا النوع من المشكلات وذلك نتيجة لعدد من الأسباب.

وأوضح أن من ضمن الاسباب النقص في أعداد المعلمين وكثرة المهام الملقاة على عاتقهم وهو ما يجعل اهتمامهم منصبا على تحقيق الأهداف الأكاديمية فقط دون الالتفات للدور التربوي في تقويم سلوك الطلاب، وكثرة العوامل وأبواب الشر التي يتعلم منها الطلاب هذا العنف وفي المقابل تهميش التربية الدينية والاخلاقية والوجدانية في المدارس.

وأكد على أن من أكثر الأسباب هي ندرة أو نقص أعداد الأخصائيين النفسيين وشغل المتوفر منهم بأعمال إدارية  بعيدة عن تخصصهم وعن الدور الذي يجب أن يقوموا به، وغياب التنسيق والتعاون بين البيت والمدرسة في علاج السلوكيات السلبية للطلاب.

وأضاف أن أصبحت المدارس في كثير من الأحيان بيئة غير جاذبة للطلاب حيث لا يجدون في بعضها المناخ التربوي الآمن أو الأنشطة المناسبة لاهتماماتهم وميولهم، وعدم قيام المسؤولين عن الإشراف بدورهم كما ينبغي وغياب الرقابة والمتابعة.

وأكد على أن عدم وجود وسائل عقاب رادعة يمكن اللجوء إليها بعد استنفاد كافة الطرق التربوية حيث إن لائحة الانضباط ليست قوية بما يكفي كما أنها تتضمن التحفيز والعقاب وعند استخدامها يتم التركيز على العقاب فقط دون التحفيز، عدم وجود برامج توعية وتثقيف تتبناها المدارس لعلاج هذه المشكلة.

وبناء عليه يجب على المدارس الاهتمام بالأنشطة الطلابية والعلاقات الإنسانية بين أطراف العملية التعليمية وتشجيع العمل الجماعي والتعاوني وفتح قنوات اتصال جيدة مع الطلاب وتفعيل دور الأخصائي النفسي وتقديم دورات تدريبية متخصصة للمعلمين لمساعدتهم على التعامل مع مثل هذه المشكلات.

أستاذ مناهج: العنف الطلابي نتيجة غياب الرقابة وضعف التوجيه التربوي

بينما أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج التربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة، أن انتشار العنف بين الطلاب داخل المدارس أصبح ظاهرة خطيرة وكبيرة تستدعي تدخل عاجل من الجهات المعنية.

مشيرًا في تصريحات خاصة لموقع "كشكول" إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه السلوكيات العدوانية هو غياب الرقابة المدرسية وضعف الدور التربوي في توجيه الطلاب وتنمية مهاراتهم في حل النزاعات بشكل سلمي.

وأوضح شحاتة، أن بعض المدارس تفتقر إلى آليات فعالة للحد من العنف، حيث تترك الطلاب دون إشراف كافي ما يسمح بحدوث مشاجرات قد تتطور إلى اعتداءات جسدية خطيرة، كما حدث في واقعة طالبة 6 أكتوبر.

وأضاف أن البيئة المدرسية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل سلوك الطلاب، فإذا كانت المدرسة تركز فقط على الجوانب التعليمية وتهمل التربية والتوجيه السلوكي، فإن العنف يصبح وسيلة لحل المشكلات بين الطلاب.

وأشار إلى أن الحل في تفعيل دور الإشراف المدرسي بشكل صارم، مع ضرورة وجود مشرفين في جميع مرافق المدرسة، كما شدد على أهمية إدراج برامج توعوية تنشر قيم التسامح واحترام الآخر، سواء من خلال الأنشطة المدرسية أو المناهج التعليمية.

الدكتورة بثينة كشك: العنف المدرسي ناتج عن غياب الوعي السلوكي وضعف دور الأسرة والمدرسة

ومن جانبها، أكدت الدكتورة بثينة كشك، الخبير التربوي والتعليمي ومستشار تعديل السلوك ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقًا، أن انتشار العنف بين الطلاب داخل المدارس أصبح مؤشر خطير جدا على تراجع القيم التربوية والرقابة السلوكية، مشيرةً إلى أن هذه الظاهرة انتشرت مؤخرًا  بسبب ضعف دور المدرسة والأسرة في توجيه الطلاب وتعليمهم كيفية التعامل مع الخلافات بشكل حضاري.

وأوضحت كشك، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أن البيئة التعليمية يجب ألا تقتصر على تقديم المناهج الدراسية فقط، بل يجب أن تكون مسؤولة عن بناء شخصية الطلاب وشرح القيم الأخلاقية لديهم، وهو ما يتطلب تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين داخل المدارس، ودمج برامج تعديل السلوك ضمن الأنشطة التعليمية.

وأضافت أن العنف الطلابي لا يظهر مره واحده، بل هو بسبب تراكمات نفسية واجتماعية تبدأ من غياب التوجيه الأسري مرورًا بعدم الاهتمام برصد السلوكيات السلبية داخل المدارس، مما يسمح لها بالنمو حتى تصل إلى مراحل خطيرة، وتبدأ من تعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة، بحيث يكون هناك تواصل مستمر بين أولياء الأمور والمعلمين لرصد أي تغيرات سلوكية لدى الطلاب والتعامل معها بشكل مدروس.

تشويه وجه طالبة داخل مدرسة في 6 أكتوبر

 

وكانت شهدت إحدى المدارس بمدينة 6 أكتوبر حادثة مروعة، حيث تعرضت طالبة لاعتداء عنيف داخل حمام المدرسة على يد زميلتها، ما أسفر عن إصابتها بجرح بالغ استدعى خضوعها لعشر غرز في الوجه.

وكشفت التحقيقات الأولية أن المشاجرة نشبت بسبب خلاف بين الطالبتين حول شاب، وسط غياب تام للمسؤولين أثناء وقوع الحادثة، ما أثار حالة من الجدل والاستياء بين أولياء الأمور.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق