"التطوُّع النوعي" يرفع مشاركة النساء في أعمال "ترميم المنازل" - الأول نويز

اخبار 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع حلول شهر رمضان المبارك، يزدهر العمل الخيري في المملكة، ولا يقتصر على توزيع وجبات الإفطار، بل يتعدى ذلك إلى مبادرات مستدامة تهدف إلى تحسين بيئة العيش للأسر المحتاجة.

ومن بين هذه المبادرات، يبرز ما يُعرف بـ "التطوع النوعي"، كأحد أكثر الجهود تأثيرًا، حيث بدأت السعوديات في تصدر المشهد التطوعي المتخصص في مجال ترميم المنازل.

التطوع الترميمي أصبح أكثر تنظيمًا واحترافية

تعد جمعية ترميم للتنمية بمنطقة مكة المكرمة نموذجًا لهذا العمل المجتمعي، حيث تعمل على مدار العام لإعادة تأهيل المنازل القديمة، من خلال طلاء الجدران، وإصلاح السباكة والكهرباء، وتجديد الأسطح، مما يساهم في توفير بيئة سكنية أكثر أمانًا واستقرارًا للأسر ذات الدخل المحدود.

في تحول لافت عن الأدوار التقليدية في العمل التطوعي، باتت السعوديات يشاركن بفاعلية في أعمال ترميم المنازل، التي كانت تقتصر في السابق على الرجال، ولم يعد دورهن يقتصر على تقديم الدعم اللوجستي، بل أصبح لدى العديد منهن مهارات تقنية في الطلاء والسباكة وأعمال الكهرباء الأساسية، وهو ما انعكس على نحو مباشر على الأرملة أم عبد الله، التي تعيش مع أطفالها الثلاثة في منزل متهالك، وتقول خلال حديثها لـ"أخبار 24": "عندما دخلت منزلي بعد الترميم، لم أصدق أنه المكان نفسه الذي عشت فيه لسنوات”، وقامت المتطوعات بمعية المتطوعين بطلاء الجدران، وإصلاح التسربات في السقف، وتجديد الأرضيات، وهي قصة تتكرر في مئات المنازل التي شهدت تحولًا جذريًا بفضل جهود المتطوعين.

أصبح التطوع الترميمي في السعودية أكثر تنظيمًا واحترافية، حيث توفر جمعية ترميم للتنمية بمنطقة مكة المكرمة إطارًا يسمح للمتطوعين بالعمل تحت إشراف متخصصين، لضمان تنفيذ الأعمال بجودة عالية تحقق الأثر المطلوب.

ويشير الدكتور عبد الله آل دربه، الرئيس التنفيذي لجمعية ترميم لـ “أخبار 24”، إلى أن شهر رمضان يشهد ارتفاعًا في جهود التطوع، خاصة بين الشابات السعوديات، للانضمام إلى برامج ترميم المنازل، حيث يشاركن بفاعلية في أعمال الطلاء والسباكة وإصلاح الكهرباء، وهذا يعكس تنامي تمكين المرأة في القطاع غير الربحي، وفقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030".

فيما أكدت دعاء إمام، مديرة المشاريع التنموية بجميعة ترميم لـ "أخبار24" أنه مع تزايد الاهتمام بالتطوع المتخصص في المملكة، شهدنا تناميًا ملحوظًا في مشاركة السعوديات في أعمال الترميم التطوعية، وهو ما يعكس نقلة نوعية في مفهوم العطاء المجتمعي، وهي مبادرات لا تقتصر على تقديم الدعم المادي أو اللوجستي، بل تمتد إلى تمكين الأفراد رجالًا ونساء، من اكتساب مهارات تقنية تساهم في تحسين جودة الحياة للأسر المحتاجة.

يذكر أن جمعية ترميم منذ إطلاقها عام 2022، نجحت في إعادة تأهيل 657 منزلًا، مما ساهم في تحسين جودة الحياة لأكثر من 3200 مستفيد في 7 محافظات بمنطقة مكة المكرمة، فيما بلغت ساعات العمل التطوعي ما يزيد عن 19 ألف ساعة تطوعية، شارك فيها نحو 700 متطوع، مما أحدث أثرًا اقتصاديًا يتجاوز 731 ألف ريال سعودي، ووفقًا لبيانات منصة العمل التطوعي، بلغت نسبة رضا المتطوعين عن تجربتهم 98,8%، مما يعكس جاذبية هذا النوع من التطوع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق