مارس 24, 2025 11:13 م
كاتب المقال : عبد الله المجالي

تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويكوف عن الدول العربية لا تبدو غريبة جدا، فقد صرح أو ألمح إليها العديد من المسؤولين الأمريكيين، ولعل أبرزهم وأوقحهم هو الرئيس ذاته دونالد ترامب.
لا أريد أن أناقش صحة استنتاجات السيد ويتكوف من عدمها، بل أريد التركيز على ما تبدو عليه صورة الدول العربية لدى المسؤول الأمريكي بغض النظر عن واقعية ذلك، وهنا لا بد من البحث عن مصادر استقاء أولئك المسؤولين للمعلومات التي يبنون عليها آراءهم واستنتاجاتهم.
يكوّن المسؤول الأمريكي رأيه من خلال التقارير السياسية التي تعدها وزارة الخارجية الأمريكية عبر سفرائها، والتقارير الأمنية التي تعدها وكالات الاستخبارات، وهذه لها مصادر عديدة، وتقارير وزارة الدفاع التي تعدها قيادة القوات الأمريكية في المنطقة، وتقارير مراكز الدراسات المتخصصة، والصحافة الأمريكية البارزة، وبالطبع من اللقاءات المباشرة مع المسؤولين.
قد لا يكون ذلك دقيقا في حالة مسؤولي إدارة ترامب الجدد، فجلهم، ومنهم ويتكوف ذاته، قادمون من قطاع رجال الأعمال والمال، وبعضهم يزدري كل تلك المنظومة التي تمثل برأيهم الدولة العميقة، لذلك فقد يعتمدون على إحساسهم ولقاءاتهم المباشرة.
تصريحات ويتكوف تشير إلى هشاشة الدول العربية خصوصا في مجال موقفها من القضية الفلسطينية، فهي تكافح شعبية ومظلومية القضية الفلسطينية لدى شعوبها، وتحاول المواءمة بين مصالح دولها التي تراها، وبين الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الكيان وبالتالي الأمريكان.
يفهم من التصريحات البون الشاسع بين موقف الأنظمة وموقف الشعوب من القضية الفلسطينية، وهو بون يثير مخاوف السيد ويتكوف، خصوصا إذا ترافق ذلك مع هشاشة بنية الدولة وعدم قدرتها على توفير الحياة الكريمة لشعبها.
تصريحات ويتكوف لا تساعد أولئك الذين يدافعون عن مواقف الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه العلاقة مع الكيان والولايات المتحدة، والمعضلة هنا أنهم لا يستطيعون مهاجمة السيد ويتكوف.
0 تعليق