فلاشات رمضانية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب رمضان من خط النهاية، تحول الشهر الفضيل إلى سباق ماراثوني من الظواهر الغريبة التي لا علاقة لها بالصيام، لكنها تتكاثر في شوارعنا وأسواقنا مثل «الفقع» بعد المطر!

(1) على أحد البرامج الإذاعية؛ اتصلت سيدة بأحد المشايخ، لتنقل ملاحظة قيام بعض المطاعم بتقديم وجبات إفطار رمضاني للعمالة الوافدة أقل من المستوى المطلوب من ناحية الجودة أو الكمية، رغم أن هذه الوجبات مدفوعة بالكامل من فاعلي الخير، وكان التبرير «السخيف» لذلك أن هذه الوجبات لعمال (....).

(2) قبل أذان المغرب، تتحوّل الشوارع إلى حلبات سباق، كأن الصائمين يشاركون في «رالي داكار»، والهدف الوصول إلى صحن الشوربة قبل أن يبرد! إشارات المرور تصبح مجرد اقتراح، والسيارات تتحول إلى صواريخ بلا دقة تصويب، والنتيجة عصبية غير مبررة وأعصاب مشدودة أكثر من وتر العود.

(3) أما العصبية، فهي وجبة رئيسية على مائدة رمضان، والبعض فيها «شيف» محترف؛ تكلم أي شخص في السوق، في البنك، أو حتى في المسجد، وستجد أمامك بركاناً جاهزاً للانفجار! «لا تكلمني.. أنا صايم!»، وكأن الصيام أصبح ترخيصاً رسمياً للانفعال ورفع الضغط على من حولنا.

(4) ثم تأتي الأسعار، التي تصعد في رمضان أسرع من صعود الدعوات في صلاة التراويح! تجار المواد الغذائية لديهم قناعة راسخة بأن الصائم يحتاج إلى ضعف كمية الأكل، وكأن الجوع يضاعف قدرة الإنسان على الهضم!

(5) الازدحامات قصة أخرى! الأسواق والمجمعات تفيض بالبشر كأننا على أعتاب مجاعة، والجميع يتزاحم على عربات التسوق بشراسة، رغم أن بيوتنا ممتلئة بمخزون يكفينا حتى رمضان القادم! المصيبة أننا في النهاية، وبعد كل هذا الشراء، نأكل نفس الطبق الذي نأكله كل عام!

إضاءة

رمضان يا سادة ليس موسماً لاختبار قدرة الناس على التحمل، ولا دورة تدريبية في التوتر والغضب! هو شهر للهدوء والسكينة، لكننا حولناه إلى مزيج من سباق سيارات، ومصارعة حرة، ومزاد علني للأسعار، بعد كل هذا، نقول في نهاية الشهر: «يا الله.. رمضان مر بسرعة!».. طبعاً مر بسرعة، لأنك لم تعش أجواءه الحقيقية أصلاً!

كل عام وأنتم بخير.. وتذكروا الصيام عن الأكل أمر سهل، لكن صيام اللسان والجوارح فهو التحدي الحقيقي!

أيام قليلة ويغادرنا رمضان، ذلك الضيف العزيز الذي جاد علينا بروحانيته ونفحاته الإيمانية، فلنجعل ما تبقى منه فرصة لمزيد من الطاعات، نرفع فيها أكف الضراعة، ونكثر من الاستغفار، ونجدد العهد مع الله.لنودع هذا الشهر الكريم بقلوب مطمئنة، وقد زادت أرواحنا صفاءً، ونفوسنا قرباً من الخالق، وعطاؤنا خيراً لمن حولنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق