عمان- سعيا لتحقيق أعلى درجات الإكرام والإحسان من خلال مشروع "حفظ النعمة"؛ نجحت جمعية بسمة الحياة الخيرية في أن تكون ضمن أفضل سبع جمعيات غير ربحية على مستوى المملكة، وذلك في إطار جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي لعام 2024.
وخلال الأسبوع الماضي، تم تكريم مجموعة من المبادرات والجمعيات الخيرية التي تسهم في تطوير مستوى المشاريع الخدمية غير الربحية في المملكة. تُعد الجائزة مسابقة سنوية تتنافس فيها الجمعيات والمبادرات الجماعية والفردية، وجاءت جمعية بسمة الحياة من بين أفضل سبع جمعيات لهذا العام.
ويعنى مشروع "حفظ النعمة" بالحفاظ على الموارد الغذائية وتقديم وجبات غذائية للأسر المحتاجة، بما يحقق هدف "عائلات أقل جوعا قدر الإمكان".
وجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي هي جائزة أطلقها ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، احتفالا باليوم العالمي للمتطوعين، بهدف تعزيز ثقافة التطوع وتقدير جهود الأفراد والمؤسسات والفرق التطوعية. يشارك في الجائزة المئات من الجمعيات الخيرية والمبادرات التطوعية في الأردن.
وحول هذا الإنجاز، أكد المدير التنفيذي لجمعية بسمة الحياة الخيرية، المهندس يحيى أبو ذياب، أن الجمعية، بفريقها الكبير فخورة بما حققته، مشددا على التزامها بمواصلة العمل لخدمة المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي.
ويضيف المهندس يحيى أبو ذياب أن المشاركة في هذه الجائزة المتميزة كانت فرصة لتسليط الضوء على مشروع "حفظ النعمة"، الذي يهدف إلى معالجة مشكلتين مهمتين؛ وهما هدر الطعام والجوع والفقر الغذائي، ويعد مشروعا إستراتيجيا من ضمن "ترميم البيوت، المشاريع الموسمية، كفالة الأيتام، والمشروع التعليمي لتنمية مهارات الأطفال".
ووفقا للمهندس يحيى أبو ذياب، تم توزيع أكثر من 600 ألف وجبة على العائلات المستورة، حيث تنظم بوفيهات مفتوحة لهذه العائلات، وذلك من خلال جمع الطعام النظيف من المطاعم والفنادق الفاخرة. وأكد أبو ذياب الالتزام التام بكافة معايير الصحة والسلامة العامة، مع نقل الطعام بسيارات مبردة مباشرة إلى العائلات المستفيدة.
انطلقت جمعية بسمة الحياة في بدايات عملها الخيري كمبادرة تطوعية العام 2008، ثم تطور نشاطها مع إطلاق مشروع "حفظ النعمة"، وضم مشاريع خيرية أخرى إلى نطاق عمل الفريق التطوعي. هذا التطور دفع القائمين عليها لتحويل المبادرة إلى جمعية خيرية تعنى بتوفير وجبات غذائية للمحتاجين، أسوة بأكبر المبادرات التطوعية المماثلة. وفي العام 2012، تم تسجيلها رسميا تحت اسم جمعية بسمة الحياة الخيرية.
يرتكز عمل المشروع الذي ساهم في تأهل الجمعية لتكون ضمن أفضل الجمعيات الخيرية في المملكة، على تقديم بوفيه مفتوح للعائلات المستورة باستخدام الطعام النظيف، وذلك بالتعاون مع عدد من الفنادق الكبرى في الأردن. ويشترط أن يكون الطعام في أفضل حالاته، "جديدا، لم يستخدم ولم يلمس نهائيا".
كما يتم توزيع جزء كبير من هذا الطعام على العائلات في منازلها، بعد حفظه في برادات خاصة لضمان سلامته، وتوزيعه في نفس اليوم ليبقى صالحا وجاهزا للأكل.
يوضح المهندس يحيى أبو ذياب أن هذا المشروع جاء بعد دراسات مكثفة حول أهميته في تقديم خدمات مباشرة للمحتاجين، وعلى رأسها توفير الغذاء الصحي المناسب. وقد أظهرت الدراسات وجود أعداد كبيرة من الأسر التي تعاني من العوز والنقص الحاد في الطعام، مقابل كميات كبيرة من الطعام الصالح للاستهلاك يتم هدرها.
ومن هنا جاءت فكرة المشروع الرائدة، التي تجمع بين هدفين أساسيين: حفظ النعمة والحد من الهدر الغذائي، وتوفير الغذاء المناسب للأسر المحتاجة في العديد من مناطق المملكة.
يؤكد ابو ذياب أن التكريم الذي حصلت عليه جمعية بسمة الحياة الخيرية يضع على عاتقها مسؤولية مجتمعية كبيرة وأهدافا طموحة تسعى لتحقيقها في الأعوام القادمة. ومن أبرز هذه الأهداف "تقديم طعام متساو للجميع"، حيث يتم توزيع الطعام على شكل بوفيه مفتوح، وذلك انطلاقا من مبدأ الإحسان والإكرام للعائلات، بما يمنحهم حرية اختيار الأطباق وفق أذواقهم الشخصية.
كما تسعى الجمعية إلى تمكين الشباب العاطلين عن العمل من العائلات المحتاجة من خلال طريقتين: "العمل مقابل مبلغ مالي رمزي" "والتطوع ضمن الفريق ليكونوا جزءا أساسيا من نجاح المشروع". وبحسب المهندس يحيى أبو ذياب، تخطط الجمعية، وفق أرقام دقيقة، إلى تحقيق أهدافها بحلول عام 2030، وتشمل: إطعام أكثر من مليون شخص محتاج، والحفاظ على أكثر من 1,750 طن من الطعام المهدر، بالإضافة إلى توفير ما يقارب 2 مليون دينار من الأعباء المالية على الأسر المحتاجة.
من جهته، أعرب الرئيس الفخري للجمعية ورئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، عن فخره لكونه جزءا من هذه الجمعية الخيرية، التي تسعى بكل جهد وإصرار إلى تحسين حياة الأفراد والمجتمعات عبر مبادرات إنسانية ومشاريع تنموية. وأكد الحاج توفيق أن الجمعية باتت ركيزة أساسية في إحداث التغيير الإيجابي من خلال تفعيل دور العمل التطوعي، وتقديم الدعم للأسر المحتاجة، وتعزيز الوعي الصحي والتعليمي في مختلف مناطق المملكة. وأضاف الحاج توفيق أن جمعية بسمة الحياة الخيرية تساهم بشكل فاعل في تعزيز ثقافة التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، ما يسهم في تقوية اللحمة الوطنية والشعور بالمسؤولية الجماعية. وأكد على أهمية التوعية المجتمعية في الاستخدام الأمثل للموارد، بالتعاون مع الجهات المعنية والمنظمات المحلية، لتحقيق تكامل أكبر في استثمار الموارد والحد من الفاقد.
من جانبه، وجه المهندس يحيى أبو ذياب شكره لجميع الجهات والمؤسسات والفنادق التي قدمت دعمها للجمعية، مؤكدا أنها كانت السبب الرئيسي في الاستمرار وتقديم الأفضل لأبناء المجتمع المحتاجين، خاصة في أهم ركن من أركان حياة الأسر وهو الطعام.
وبمناسبة هذا التكريم، دعا أبو ذياب الجميع إلى أن يكونوا جزءا وشركاء في نجاح واستمرار هذا المشروع الخيري، مشيرا إلى أن هذا العطاء سيعود بالفائدة على كل من المحتاجين والمتبرعين.اضافة اعلان
0 تعليق