صرخة ضمير

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مارس 26, 2025 12:53 م

مهند أبو فلاح

من الصعوبة بمكان أن يتجرد الإنسان من مشاعره وأحاسيسه تجاه ما يحدث في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية تطال البشر والحجر والشجر ولا تبقي ولا تذر شيئاً إلا دمرته وقضت عليه بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد من قبل شياطين البشرية من الصهاينة الاوباش أعداء العروبة والإسلام.

لا يستطيع المرء في هذه اللحظات العصيبة القاسية ولا يملك من أمره إلا أن يطلق صرخة ضمير حي تلامس شغاف القلوب وتميط اللثام عما تراكم من ادران الأحقاد والصغائن في نفوس مريضة وقلوب سقيمة أعياها الكره والبغض لهذه الأمة المجيدة، حاملة لواء رسالة الحق الخالدة المتجددة، لذا وجب علينا من كل بد أن نهتف بأعلى ما نملك من أصوات و نصدح بنداء يصم الآذان، لعل وعسى أن يبلغ ذلك الهتاف عنان السماء على شكل دعاء يهتز له عرش رب العزة والجلال فيقذف الحق بالباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وما ذلك على الله بعزيز.

لقد تجاوز الصهاينة في إجرامهم كل السقوف وبلغوا مستوى من الانحطاط والإسفاف ما لا يليق إلا بعتاة الإرهاب من اوضع أجناس المخلوقات في هذه البرية، ولم تعد الكلمات في قاموس لغتنا العربية الثرية والزاخرة بألفاظها العاتية المدوية قادرة على وصف ما تجيش به الصدور إزاء ما يحدث ويجري في غزة هاشم، فضجت الأرض من منكر أفعال اعدائنا وأمسى التحول إلى ساحات الوغى والقتال في مجابهة شراذم الخيانة والغدر مطلبا لا تراجع عنه مهما بلغت التضحيات وعلت المخاطر على أنفسنا وحياتنا التي فقدت قيمتها في أعين اولئك المتعطشين للثأر والانتقام من قتلة الشيوخ والنساء والأطفال فهل من مجيب لدعوة الانتصار للمظلومين ورفع الاعباء التي ترزح على كاهلهم منذ عقود طويلة.

إن ساعة الحقيقة قد أزِفت ولم يعد الصمت والسكوت يجدي نفعاً أمام كل هذه المشاهد التي ابكت العيون وجرحت صميم الافئدة في شتي أنحاء العالم، و نحن اولى بنصرة اخوتنا واشقائنا شركائنا في الكفاح والنضال ضد الصهيونية العالمية، هذا الورم السرطاني الخبيث الذي ازهق في ارواحنا كل غالٍ و نفيس، وأبقى علينا امواتا غير احياء نتلحف السماء ويعلو صياحنا بالبكاء ليل نهار بلا جدوى؛ لأننا في نظر هذه الحثالة البشرية الحاكمة في تل أبيب لسنا أكثر من جثث هامدة بلا حراك تنتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق