ما التأثير الحقيقي لرحيل ألكسندر أرنولد على ليفربول وصلاح؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

يواجه نادي ليفربول احتمال خسارة نجمه ترينت ألكسندر-أرنولد في صفقة انتقال حر بنهاية الموسم، في ظل تقدم ريال مدريد في مفاوضاته لضمه إلى ملعب "سانتياجو برنابيو".اضافة اعلان
وحاول ليفربول تجديد عقد الظهير الأيمن البالغ من العمر 26 عامًا، وهو أحد خريجي أكاديمية النادي، بعقد طويل الأمد يبقيه في "أنفيلد"، لكن اللاعب رفض العروض المقدمة، وأبلغ إدارة النادي بنيته الرحيل مع نهاية عقده الحالي بانتهاء الموسم الحالي.
وخاض ألكسندر-أرنولد 349 مباراة بقميص الفريق منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول وهو في سن 18 عامًا العام 2016، ونجح بمساعدة من يورجن كلوب في التحول إلى أحد أبرز صانعي اللعب في الدوري الإنجليزي، وواصل أداءه الحاسم تحت قيادة المدرب الحالي آرني سلوت، في سباق المنافسة على اللقب.
ما مدى تأثير رحيل ألكسندر-أرنولد المحتمل؟ كيف تبدو أرقامه مقارنةً بأفضل صانعي اللعب في الدوري الإنجليزي؟ وهل من الممكن أن يجد ليفربول بديلاً حقيقيًا له؟
ملك صناعة اللعب في ليفربول
أدت المساهمات الاستثنائية لألكسندر-أرنولد في ليفربول إلى إعادة تعريف الدور الهجومي للأظهرة. فهو صانع الألعاب الأساسي للفريق، والمركز الذي تدور حوله المنظومة الهجومية. وعلى الرغم من كونه مدافعًا، إلا أن أرقامه الهجومية تضاهي أفضل صناع اللعب في مركز الرقم 10.
منذ أول مشاركة له في الدوري الإنجليزي الممتاز في كانون الأول (ديسمبر) 2016، يُعد ألكسندر-أرنولد ثاني أكثر لاعب صناعةً للفرص في البطولة، خلف كيفين دي بروين لاعب مانشستر سيتي فقط.
وصنع ألكسندر-أرنولد 514 فرصة خلال هذه الفترة، أي بنسبة تزيد بـ22 % على أي مدافع آخر، ويأتي زميله في الفريق أندرو روبرتسون في المركز التالي بـ421 فرصة، ثم لوكاس دينيه، لاعب إيفرتون السابق وأستون فيلا الحالي، بـ330 فرصة.
وتكشف نظرة أعمق إلى الأرقام، مدى تنوعه الإبداعي. فهو لم يصل إلى هذا العدد الكبير من الفرص فقط من خلال تنفيذ الركلات الركنية. بل أظهر اللاعب، الذي سبق أن صرح لـ"سكاي سبورتس"، أنه يستطيع "تمرير أي كرة يراها"، قدرة نادرة على خلق الخطورة في مختلف مراحل اللعب.
فمنذ الموسم 2018-2019، وهو أول موسم له كلاعب أساسي في ليفربول، يحتل ألكسندر-أرنولد المركز السادس بين لاعبي الدوري الإنجليزي في عدد الفرص المصنوعة من اللعب المفتوح، والمركز الثالث في عدد الفرص المصنوعة من الكرات الثابتة.
كما نفذ 88 تمريرة بينية خلال هذه الفترة، وهو سابع أكثر لاعب في البطولة تنفيذا لهذا النوع من التمريرات، وبفارق يقارب أربعة أضعاف عن أقرب مدافع آخر.
وسجل 63 تمريرة حاسمة في الفترة نفسها، ليحتل المركز الثالث خلف زميله محمد صلاح (75 تمريرة حاسمة) ودي بروين (74). ويُعد مجموع تمريراته الحاسمة في الدوري (64 تمريرة) هو الأعلى بين جميع المدافعين في تاريخ المسابقة.
لكن التمريرات الحاسمة ليست المعيار الأدق لقياس الإبداع، نظرًا لاعتمادها على قدرة زملائه على التسجيل. لذلك يُعد مؤشر "التمريرات الحاسمة المتوقعة" (xA) هو المعيار الأفضل، إذ يقيس احتمال تحول الفرصة إلى هدف. ويتفوق ألكسندر-أرنولد في هذا المؤشر بلا منازع.
فمنذ الموسم 2018-2019، حقق مجموع xA بلغ 58.67، متصدرًا القائمة التي تضم نخبة من لاعبي الوسط والهجوم، مثل دي بروين، صلاح وبرونو فيرنانديز. وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يتحرك في مناطق أعمق من هؤلاء اللاعبين، إلا أن قدرته على إيصال الكرة إلى منطقة جزاء الخصم لا تضاهى.
نفذ 2,593 تمريرة إلى منطقة الجزاء منذ بدايته في الدوري، وهو أعلى رقم لأي لاعب، ما يعكس التأثير الهجومي الكبير الذي يملكه.
ولا تقتصر إسهاماته التمريرية على صناعة الفرص فقط، بل تلعب دورا كبيرا في توسيع الملعب وتمديد الخصوم، ويتجلى ذلك في أرقامه الخاصة بتمريرات تغيير جهة اللعب.
فتمريراته العرضية الدقيقة، أصبحت علامة مميزة في أسلوب لعب ليفربول. ومنذ بداية تسجيل هذه البيانات عبر "أوبتا" في الموسم 2017-2018، نفذ ألكسندر-أرنولد 400 تمريرة عرضية بعيدة، وهو رقم يقارب الضعف عن أقرب منافس له، لويس دانك مدافع برايتون (236 تمريرة).
الشراكة مع صلاح… وأسئلة الدفاع
ألكسندر-أرنولد ليس اللاعب الوحيد الذي يقترب من نهاية عقده مع ليفربول. إذ يمر كل من فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح بالوضع نفسه. وإذا أراد النادي الإبقاء على صلاح، فسيتعين عليه التفكير في كيفية تعويض الدعم الذي كان يحصل عليه من زميله في مركز الظهير الأيمن.
واستفاد صلاح بشكل كبير من تمريرات ألكسندر-أرنولد على مر السنين، والعلاقة بينهما متبادلة، حيث وصف المدافع زميله المصري مؤخرا، بأنه الأقرب له في الفريق.
وقال: "نظرًا لمدة معرفتنا ولعبنا معا، أصبحت علاقتنا قوية جدًا، خصوصًا داخل الملعب. ورغم وجود الكثير من المواقف التي يمكن أن نتذمر فيها من بعضنا البعض، إلا أننا لا نفعل ذلك أبدًا، لأننا نعرف أسلوب لعب كل منا جيدًا".
وتظهر الأرقام مدى اعتماد صلاح على تمريرات ألكسندر-أرنولد. فمنذ العام 2017، صنع ألكسندر-أرنولد 100 فرصة لصلاح في الدوري الإنجليزي، وهو الرقم الأعلى من أي لاعب آخر، ويتفوق بفارق 13 تمريرة عن ساديو ماني، ويقارب الضعف عن أقرب لاعب حالي، وهو روبرتسون (51 تمريرة).
وعلى الرغم من أن صلاح هو أفضل لاعبي ليفربول هذا الموسم وفي معظم المواسم السابقة، إلا أن ألكسندر-أرنولد هو من ساعده في إظهار أفضل ما لديه، بفضل قدرته على الربط بين الدفاع والهجوم على الجهة اليمنى. وهذا ما يجعل رحيله ليس فقط خسارة فنية مباشرة، بل ضربة قد تؤثر على أداء الفريق ككل.
لكن مساهماته ليست دائمًا إيجابية.
فعلى الجانب الآخر، يعتمد ألكسندر-أرنولد على دعم زملائه في الخط الدفاعي، نظرًا لأن رؤيته وقدراته التمريرية لا تقابلها  الفاعلية نفسها في الدفاع، ما يجعله هدفا للخصوم.
فمنذ بدايته في الدوري، تم تجاوزه بالمراوغة 296 مرة، وهو أعلى رقم لأي لاعب، ما يسلط الضوء على معاناته في المواجهات الفردية الدفاعية.
هل يمكن تعويض ترينت؟
على الرغم من عيوبه الدفاعية، إلا أن أرقام ألكسندر-أرنولد الهجومية، تؤكد أن إيجابياته تفوق سلبياته بكثير.
فقدراته الإبداعية تجعل مهمة إيجاد بديل له شبه مستحيلة، إذ لم يظهر أي مدافع آخر في الدوري الإنجليزي يمتلك هذه القدرات الهجومية بالاستمرارية نفسها. وهذه الخصائص تحديدًا هي ما تجذب اهتمام ريال مدريد به.
ويمتلك ليفربول بديلًا واعدًا هو الشاب كونور برادلي، البالغ من العمر 21 عامًا، الذي أظهر إمكانيات واعدة خلال الموسمين الأخيرين كبديل لألكسندر-أرنولد.
وخاض برادلي 50 مباراة مع الفريق الأول في جميع المسابقات، وقدم أداءً لافتًا خلال فترة غياب ألكسندر-أرنولد، بسبب إصابة في الركبة الموسم الماضي.
لكن برادلي يختلف كثيرًا من حيث النوعية، فرغم أنه يملك سرعة وانطلاقات جيدة، إلا أن مساهماته الهجومية لا تقارب أرقام زميله.
فوفقًا لـ"أوبتا"، يبلغ متوسط تمريراته الحاسمة المتوقعة أقل من نصف ما يقدمه ألكسندر-أرنولد لكل 90 دقيقة، كما أن عدد الكرات العرضية التي ينفذها أقل بكثير، رغم أنه أكثر انطلاقًا.
ولا يملك برادلي القدرة نفسها على التمرير المتقدم، حيث يرسل نسبة أقل من التمريرات للأمام مقارنة بزميله. ورغم أنه أكثر صلابة دفاعيا، إلا أن أرقامه تظهر أنه يتم تجاوزه بالمراوغة بمعدل مرتفع نسبيا أيضا.
ويكون من الظلم تقييم لاعب شاب مثل برادلي بمعايير ألكسندر-أرنولد، ولكن هذا هو الواقع الذي يواجهه ليفربول في ظل اقتراب نجمه من الرحيل.
البحث عن بديل مباشر لترينت قد يكون مهمة مستحيلة، وربما سيكون الحل، إعادة ضبط المنظومة وتعويض غيابه الهجومي الهائل بطرق أخرى. 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق