loading ad...
عواصم - فيما اعتبرت خطوة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بزيارة إلى دمشق والتي اصطحبت فيها نائب رئيس البرلمان الأوروبي آرمين لاشيت، قبل عدة أيام، خطوة لافتة تساءل محللون عن توقيتها والأسباب الخفية وراءها.اضافة اعلان
وأكدت بيربوك التي التقت الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، دعم بلادها والاتحاد الأوروبي لسورية، وشهدت الزيارة كذلك إعادة فتح السفارة الألمانية بدمشق بعد 13 عاماً على إغلاقها، وتم تعيين المبعوث الألماني إلى سوري شتيفان شنيك قائما بأعمال السفارة إلى حين تعيين سفير لاحقا.
محللون رأوا أنها محاولة من أوروبا للتقرب من دمشق لقطع الخط على روسيا، والساعية كذلك للتقرب من الإدارة السورية الجديدة، لا سيما وأن هناك قاعدتين عسكريتين روسيتين مهمتين لموسكو في سورية.
وليست محاولات روسيا لاستعادة علاقاتها مع دمشق والمحاولات الإيرانية لزعزعة الاستقرار في سورية بمعزل عن زيارة المسؤولة الألمانية وأهدافها.
ويتصل هذا التحرك الأوروبي بسياق أوسع يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية الأوروبية الجديدة طويلة الأمد، وتقوم في بعض تفاصيلها على عدم ترك الساحة السورية مجددا لروسيا وإيران، إضافة إلى تأمين الحدود البحرية مع دول حوض المتوسط.
وتقوم هذه الإستراتيجية على تعزيز القدرات الدفاعية، وعقد التحالفات، وإحياء نفوذ أوروبا في محيطها الحيوي الذي تشكل سورية جزءا منه، خصوصًا بعد التحديات التي واجهتها القارة بسبب سياسات ترامب السلبية تجاه أمن القارة الأوروبية، والتهديد الروسي الدائم لأمن القارة، ومنع ظهور تنظيم داعش من جديد في المنطقة، وهذا ما يجعل من سورية ركيزة أساسية في الإستراتيجية الأوروبية.
ويبدو أن موسكو تقرأ التحركات الأوروبية جيدا، خصوصاً بعد تصريحات بيربوك قبل زيارتها الأولى إلى دمشق، والتي طالبت فيها بإخراج القوات الروسية من سورية، ما دفع الرئيس بوتين إلى إرسال رسالة للرئيس الشرع في نفس اليوم الذي وصلت فيه بيربوك إلى دمشق في زيارتها الثانية، عبر فيها عن دعمه لجهودَ الحكومة الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد واستعداد موسكو للتعاون مع دمشق.
وفي ظل التنافس مع روسيا، التي تسعى للحفاظ على قواعدها العسكرية، وتركيا، التي تدعم الحكومة السورية، يبدو أن ألمانيا ترغب في أن تكون جزءاً من تشكيل المستقبل السوري.
ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة ترفض ألمانيا والاتحاد الأوروبي محاولات إيران استعادة نفوذها في سورية عبر تجميع فلول النظام السابق وإعادة إنتاج أذرعها، خاصة في الساحل السوري على البحر المتوسط.
وقد وجهت الوزيرة الألمانية الاتهام المباشر لإيران بكونها أحد الأطراف الأساسية التي تقوم بانتهاك السيادة السورية والوقوف وراء الأحداث الأخيرة في الساحل.
وتعد هذه الزيارة الثانية من بيربوك إلى دمشق بعد زيارتها الأولى مع وزير الخارجية الفرنسي في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي شكلت في حينها محاولة استكشاف هوية الإدارة الجديدة ومدى قدرتها على أن تأمين الاستقرار بعد سقوط نظام الأسد.
توقيت التحركات الأوروبية
وتعكس خطوة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق رغبة الأوروبيين في الانفتاح على الإدارة الجديدة في سورية، خاصة وأن هذه الخطوة جاءت عقب سلسلة من التطورات المحلية والإقليمية التي شكّلت ملامح المشهد السياسي السوري في المرحلة الانتقالية.
وجاءت زيارة الوزيرة الألمانية أيضا، بعد توقيع الرئيس الشرع وقائد قوات سورية الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، في 10 الشهر الحالي اتفاقاً يقضي بدمج قسد ضمن الحكومة السورية.
وقد أشادت بيربوك أثناء الزيارة بالاتفاق الذي جاء بعد أسبوع من إصدار الإعلان الدستوري ما عزز الثقة الألمانية والأوروبية في مسار المرحلة الانتقالية وخطواتها والتي يبدو أن الاتحاد الأوروبي يقابلها بمزيد من خطوات الانفتاح على دمشق بناء على مبدأ خطوة مقابل خطوة.
كما تأتي الزيارة بعد 3 أيام من تعهد الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بروكسل للمانحين الذي عقد في 17 الشهر الحالي بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم السوريين داخل سورية وفي المنطقة في عامي 2025 و2026. كما تعهدت ألمانيا وحدها بتقديم مساعدة جديدة لسورية بقيمة 300 مليون يورو.
أهداف الانفتاح الألماني والأوروبي
ومن الاهداف وراء التحركات الأوروبية والألمانية نحو سورية، تحقيق المصالح الأوروبية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، في ظل تقييم غربي عام يتمسك بانطواء المرحلة الانتقالية في سورية على فرصة إستراتيجية لإعادة رسم خريطة التوازنات في المنطقة واستعادة أوروبا دورَها الفاعل في محيطها القريب، واستعادة دور فاعل بعد سنوات طويلة سبقت الثورة السورية، شهدت فشلا أوروبيا في استمالة دمشق إلى المعسكر الغربي.
كما يأتي هذا الانخراط كرد فعل على الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، مما دفع أوروبا إلى التعامل مباشرة مع الإدارة الجديدة في سورية لضمان مصالحها.
استقرار يسمح بعودة اللاجئين
وتستقبل ألمانيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ عددهم نحو 973 ألف سوري في نهاية عام 2023.
ومن الواضح، أن الدعم الألماني والأوروبي السياسي والاقتصادي لدمشق يهدف إلى المساهمة في بناء استقرار مستدام يسمح بعودة اللاجئين، أو على الأقل عدم تصدير المزيد من اللاجئين، بتخفيف العقوبات تدريجيا، وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار سورية، ودعم عملية سياسية شاملة لكل مكونات الشعب السوري.
أهمية أوروبية لموقع سورية
إن موقع سورية على طريق الحرير التاريخي، يعطيها أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كما أن التحرك الأوروبي للبحث عن بديل للغاز الروسي، وكذلك الغاز الأميركي مرتفع التكلفة، ربما يعزز رغبة أوروبا بالتحديد في البحث عن موطئ قدم لها في سورية، خصوصاً، أن المياه الإقليمية السورية تحتوي مخزونا كبيرا بحسب دراسات فنية، لكنه لم يتم التنقيب فيها عن الغاز بعد.
وقد تُقدم الحكومة السورية على إلغاء اتفاقية التنقيب عن الغاز مع روسيا التي وقعت عام 2013 في حال حصلت دمشق على عرض من ألمانيا التي تمتلك تكنولوجيا متطورة في التنقيب والاستخراج للغاز، وفي هذا السياق يمكن، أن نشهد إحياء اتفاقية الشراكة الأوروبية السورية التي جمدها النظام السابق عام 2009.-(وكالات)
وأكدت بيربوك التي التقت الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، دعم بلادها والاتحاد الأوروبي لسورية، وشهدت الزيارة كذلك إعادة فتح السفارة الألمانية بدمشق بعد 13 عاماً على إغلاقها، وتم تعيين المبعوث الألماني إلى سوري شتيفان شنيك قائما بأعمال السفارة إلى حين تعيين سفير لاحقا.
محللون رأوا أنها محاولة من أوروبا للتقرب من دمشق لقطع الخط على روسيا، والساعية كذلك للتقرب من الإدارة السورية الجديدة، لا سيما وأن هناك قاعدتين عسكريتين روسيتين مهمتين لموسكو في سورية.
وليست محاولات روسيا لاستعادة علاقاتها مع دمشق والمحاولات الإيرانية لزعزعة الاستقرار في سورية بمعزل عن زيارة المسؤولة الألمانية وأهدافها.
ويتصل هذا التحرك الأوروبي بسياق أوسع يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية الأوروبية الجديدة طويلة الأمد، وتقوم في بعض تفاصيلها على عدم ترك الساحة السورية مجددا لروسيا وإيران، إضافة إلى تأمين الحدود البحرية مع دول حوض المتوسط.
وتقوم هذه الإستراتيجية على تعزيز القدرات الدفاعية، وعقد التحالفات، وإحياء نفوذ أوروبا في محيطها الحيوي الذي تشكل سورية جزءا منه، خصوصًا بعد التحديات التي واجهتها القارة بسبب سياسات ترامب السلبية تجاه أمن القارة الأوروبية، والتهديد الروسي الدائم لأمن القارة، ومنع ظهور تنظيم داعش من جديد في المنطقة، وهذا ما يجعل من سورية ركيزة أساسية في الإستراتيجية الأوروبية.
ويبدو أن موسكو تقرأ التحركات الأوروبية جيدا، خصوصاً بعد تصريحات بيربوك قبل زيارتها الأولى إلى دمشق، والتي طالبت فيها بإخراج القوات الروسية من سورية، ما دفع الرئيس بوتين إلى إرسال رسالة للرئيس الشرع في نفس اليوم الذي وصلت فيه بيربوك إلى دمشق في زيارتها الثانية، عبر فيها عن دعمه لجهودَ الحكومة الرامية إلى استقرار الوضع في البلاد واستعداد موسكو للتعاون مع دمشق.
وفي ظل التنافس مع روسيا، التي تسعى للحفاظ على قواعدها العسكرية، وتركيا، التي تدعم الحكومة السورية، يبدو أن ألمانيا ترغب في أن تكون جزءاً من تشكيل المستقبل السوري.
ومع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة ترفض ألمانيا والاتحاد الأوروبي محاولات إيران استعادة نفوذها في سورية عبر تجميع فلول النظام السابق وإعادة إنتاج أذرعها، خاصة في الساحل السوري على البحر المتوسط.
وقد وجهت الوزيرة الألمانية الاتهام المباشر لإيران بكونها أحد الأطراف الأساسية التي تقوم بانتهاك السيادة السورية والوقوف وراء الأحداث الأخيرة في الساحل.
وتعد هذه الزيارة الثانية من بيربوك إلى دمشق بعد زيارتها الأولى مع وزير الخارجية الفرنسي في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي، والتي شكلت في حينها محاولة استكشاف هوية الإدارة الجديدة ومدى قدرتها على أن تأمين الاستقرار بعد سقوط نظام الأسد.
توقيت التحركات الأوروبية
وتعكس خطوة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق رغبة الأوروبيين في الانفتاح على الإدارة الجديدة في سورية، خاصة وأن هذه الخطوة جاءت عقب سلسلة من التطورات المحلية والإقليمية التي شكّلت ملامح المشهد السياسي السوري في المرحلة الانتقالية.
وجاءت زيارة الوزيرة الألمانية أيضا، بعد توقيع الرئيس الشرع وقائد قوات سورية الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، في 10 الشهر الحالي اتفاقاً يقضي بدمج قسد ضمن الحكومة السورية.
وقد أشادت بيربوك أثناء الزيارة بالاتفاق الذي جاء بعد أسبوع من إصدار الإعلان الدستوري ما عزز الثقة الألمانية والأوروبية في مسار المرحلة الانتقالية وخطواتها والتي يبدو أن الاتحاد الأوروبي يقابلها بمزيد من خطوات الانفتاح على دمشق بناء على مبدأ خطوة مقابل خطوة.
كما تأتي الزيارة بعد 3 أيام من تعهد الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بروكسل للمانحين الذي عقد في 17 الشهر الحالي بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم السوريين داخل سورية وفي المنطقة في عامي 2025 و2026. كما تعهدت ألمانيا وحدها بتقديم مساعدة جديدة لسورية بقيمة 300 مليون يورو.
أهداف الانفتاح الألماني والأوروبي
ومن الاهداف وراء التحركات الأوروبية والألمانية نحو سورية، تحقيق المصالح الأوروبية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، في ظل تقييم غربي عام يتمسك بانطواء المرحلة الانتقالية في سورية على فرصة إستراتيجية لإعادة رسم خريطة التوازنات في المنطقة واستعادة أوروبا دورَها الفاعل في محيطها القريب، واستعادة دور فاعل بعد سنوات طويلة سبقت الثورة السورية، شهدت فشلا أوروبيا في استمالة دمشق إلى المعسكر الغربي.
كما يأتي هذا الانخراط كرد فعل على الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، مما دفع أوروبا إلى التعامل مباشرة مع الإدارة الجديدة في سورية لضمان مصالحها.
استقرار يسمح بعودة اللاجئين
وتستقبل ألمانيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ عددهم نحو 973 ألف سوري في نهاية عام 2023.
ومن الواضح، أن الدعم الألماني والأوروبي السياسي والاقتصادي لدمشق يهدف إلى المساهمة في بناء استقرار مستدام يسمح بعودة اللاجئين، أو على الأقل عدم تصدير المزيد من اللاجئين، بتخفيف العقوبات تدريجيا، وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار سورية، ودعم عملية سياسية شاملة لكل مكونات الشعب السوري.
أهمية أوروبية لموقع سورية
إن موقع سورية على طريق الحرير التاريخي، يعطيها أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كما أن التحرك الأوروبي للبحث عن بديل للغاز الروسي، وكذلك الغاز الأميركي مرتفع التكلفة، ربما يعزز رغبة أوروبا بالتحديد في البحث عن موطئ قدم لها في سورية، خصوصاً، أن المياه الإقليمية السورية تحتوي مخزونا كبيرا بحسب دراسات فنية، لكنه لم يتم التنقيب فيها عن الغاز بعد.
وقد تُقدم الحكومة السورية على إلغاء اتفاقية التنقيب عن الغاز مع روسيا التي وقعت عام 2013 في حال حصلت دمشق على عرض من ألمانيا التي تمتلك تكنولوجيا متطورة في التنقيب والاستخراج للغاز، وفي هذا السياق يمكن، أن نشهد إحياء اتفاقية الشراكة الأوروبية السورية التي جمدها النظام السابق عام 2009.-(وكالات)
0 تعليق