أعلن الجيش السوداني فرض سيطرته على العاصمة الخرطوم، في تطور رئيسي آخر للصراع المستمر منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله إن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على جسر المنشية من الناحية الغربية بالإضافة إلى تطهير منطقة الباقير الواقعة جنوبي الخرطوم، مشيرا إلى أن الجيش تمكن أيضا من السيطرة على معسكر قوات الدعم السريع في منطقة طيبة جنوبي الخرطوم.
وتعليقًا على ذلك، اعتبر المحلل السياسي السوداني أمجد فريد أن سيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم بعد معارك ضارية ضد مليشيا الدعم السري، تطورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية؛ يعكس انهيار التنظيم الهيكلي للمليشيا، وعجزها عن الحفاظ على آليات القيادة والسيطرة، سواء على قواتها أو على المرتزقة الذين استعانت بهم لتعزيز نفوذها الميداني.
معارك ضارية ضد مليشيا الدعم السريع
وأضاف المحلل السياسي السوداني، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن تقدم الجيش السوداني وسيطرته على العاصمة الخرطوم يؤكد التآكل الداخلي في بنية المليشيا التي باتت تعاني من انقسامات حادة وتراجع في قدرتها القتالية، خاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها في مختلف الجبهات.
وأوضح "فريد"، أنه على الرغم من استعادة الخرطوم إلا أن ذلك لا يعني نهاية الحرب، مركدًا أنه لا تزال هناك مناطق أخرى تحت سيطرة المليشيا، تتطلب عملية تحريرها جهداً عسكرياً مستمراً وتخطيطاً استراتيجياً دقيقاً.
وتابع: “كما أن الحسم العسكري وحده لا يكفي لإنهاء الأزمة في السودان، فهذه الحرب التي اندلعت نتيجة لاختلالات سياسية عميقة لا يمكن إخمادها بشكل مستدام دون معالجة جذور المشكلة”.
وأكد المحلل السياسي السوداني أن تحقيق سلام دائم في السودان يقتضي بالضرورة تفكيك الوجود المؤسسي لمليشيا الدعم السريع، ووضع حد لأي كيان عسكري موازٍ للدولة، إلى جانب إصلاح شامل للمؤسسة الأمنية والعسكرية، بما يضمن بناء جيش وطني موحد يخضع بالكامل للسلطة المدنية.
ويكمل: كما أن هذه الإصلاحات يجب أن تترافق مع معالجة التشوهات التي أصابت بنية الدولة السودانية، والعمل على إعادة هيكلتها بشكل يعزز سيادة القانون، ويؤسس لنظام سياسي قادر على منع تكرار مثل هذه النزاعات مستقبلاً.
واختتم حديثه قائلُا: لذلك فإن انتصار الجيش في الخرطوم، رغم أهميته، ليس سوى خطوة في مسار طويل نحو استعادة الاستقرار، وهو ما يتطلب رؤية سياسية متكاملة تضع حداً لدورات العنف، وترسم ملامح دولة قادرة على حماية سيادتها ووحدة أراضيها دون تهديدات داخلية أو خارجية.
0 تعليق