أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الإمام الأكبر عبد الحليم محمود كان شخصية روحية وعلمية بارزة، جمع بين علوم الشريعة والحقيقة، وأسهم بشكل كبير في نشر الفكر الأزهري والتصوف الإسلامي.
وأوضح خلال حلقة برنامج "أهل المحبة"، المذاع على قناة الناس، اليوم،أن الإمام عبد الحليم محمود، الذي وُلِد في قرية "أبو أحمد" بمحافظة الشرقية عام 1910، كان صاحب رؤية استثنائية، حيث أدرك خطورة المدّ الشيوعي آنذاك وواجهه بنشر المعاهد الأزهرية في مختلف أنحاء مصر، ليكون الأزهر الشريف حائط الصدّ أمام التيارات الفكرية الهدّامة.
وأشار إلى أن الإمام الراحل لم يكن مجرد فقيه أو أستاذ جامعي، بل كان رجل تصوفٍ حقيقي، نهل من الطرق الصوفية المختلفة، حيث أخذ الطريقة الأحمدية عن الشيخ أحمد أبو هاشم، والشاذلية عن الشيخ عبد الفتاح القاضي، وكان مداومًا على الصلوات الإبراهيمية التي تلقّاها عن كبار مشايخ الصوفية.
وأضاف أبو هاشم أن من أبرز مؤلفات الإمام عبد الحليم محمود كتاب "المنقذ من الضلال" لأبي حامد الغزالي، فضلًا عن دراساته حول رموز التصوف الإسلامي مثل الفضيل بن عياض وسفيان الثوري وغيرهم، مؤكدًا أن الإمام لم يقتصر دوره على نشر التصوف فحسب، بل كان له باع طويل في الفلسفة الإسلامية، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا عام 1940.
وأشار إلى أن الإمام عبد الحليم محمود انتقل إلى جوار ربه عام 1978 بعد رحلة حافلة بالعلم والعطاء، وترك إرثًا فكريًا وروحيًا عظيمًا لا يزال يلهم الأجيال حتى اليوم.
0 تعليق