دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعد سرطان القولون والمستقيم ثالث سبب رئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان لدى الرجال ورابع سبب رئيسي بين النساء في الولايات المتحدة.
ذكرت الجمعية الأمريكية للسرطان أنه سيتم تشخيص أكثر من 150,000 أمريكي بهذا المرض هذا العام، ما سيتسبب بوفاة 52,900 شخص.
يُقدّر خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مدى الحياة بحوالي 1 من كل 24 رجلاً و1 من كل 26 امرأة.
تناولت CNN عوامل الخطر لهذا النوع من السرطان مع خبيرة الصحة الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة الطوارئ وأستاذة مشاركة مساعدة في جامعة جورج واشنطن. وكانت وين قد شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور، وذلك بمناسبة شهر مارس/آذار للتوعية بسرطان القولون والمستقيم.
كيف يُعالج هذا النوع من السرطان؟ ومتى يجب على الناس البدء بإجراء فحوصات سرطان القولون والمستقيم، وما أنواع الفحوصات المتاحة؟ ومن يجب أن يبدأ الفحص مبكرًا؟ وهل هناك ما يمكن للناس فعله بهدف تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟
CNN: ما هو سرطان القولون والمستقيم؟
دكتورة ليانا وين: يُشير سرطان القولون والمستقيم إلى سرطان القولون الذي يبدأ في القولون، وسرطان المستقيم الذي يبدأ في المستقيم. أحيانًا يُشار إلى "سرطان القولون" و"سرطان القولون والمستقيم" بالتبادل، ولكن من الناحية الفنية، يُعد سرطان القولون جزءًا من الفئة الأوسع لسرطان القولون والمستقيم.
CNN: ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟
دكتورة ليانا وين: تتوزّع عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى تلك المتّصلة بنمط الحياة، ويُمكن تغييرها، وأخرى غير قابلة للتغيير.
يُعدّ الوزن الزائد أو السمنة من أهم عوامل خطر نمط الحياة، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري.
وتشمل العوامل الأخرى:
التدخين تعاطي الكحول اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء واللحوم المصنعةأما في ما يتعلق بعوامل الخطر غير المرتبطة بنمط الحياة، فإنّ المتلازمتين الوراثيتين، مثل متلازمة لينش ، وداء السلائل الغدي العائلي تزيدان بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
كما أنّ الأشخاص المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، هم عرضة لخطر متزايد، وكذلك الأشخاص الذين:
تعرضوا للإشعاع في منطقة البطن أو الحوض والأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لسرطان القولون والمستقيم لدى أحد أقاربهم من الدرجة الأولى.كما يلعب العمر دورًا مهمًا، حيث أنّ سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعًا لدى من فاقت أعمارهم الخمسين سنة، رغم ارتفاع معدل الإصابة به بين الشباب في السنوات الأخيرة.
في الواقع، يُتوقع أن يتضاعف معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا بحلول عام 2030، وفقًا لبعض التقديرات، وهو في طريقه ليصبح السبب الرئيسي للوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا.
CNN: لماذا ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب؟
دكتورة ليانا وين: نجهل السبب الدقيق. ربما يتعلّق الأمر بعوامل عدة. بينما أنّ السمنة المفرطة تشكل عامل خطر، فإن ارتفاع معدّلاتها قد يكون مسؤولاً عن بعض الزيادة في حالات سرطان القولون والمستقيم. كما قد يرتبط التغيير في العادات الغذائية وأنماط الحياة الخاملة بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان. وقد تلعب العوامل البيئية دوراً أيضاً، مثل المواد الكيميائية المسببة للسرطان في التربة والماء والغذاء.
CNN: كيف يُعالج سرطان القولون والمستقيم؟
دكتورة ليانا وين: يعتمد العلاج على عوامل عدة، منها مرحلة تشخيص السرطان والصحة العامة للشخص. تُعد الجراحة العلاج الأكثر شيوعًا. كما يُقترح أحيانًا العلاجين الإشعاعي والكيميائي، بالإضافة إلى علاجات مُوجهة، ضمنًا العلاجات المناعية التي تُساعد الجهاز المناعي على مكافحة السرطان.
كما هي الحال مع أنواع السرطان الأخرى، يكون التشخيص أفضل إذا كان السرطان موضعيًا وغير منتشر عند تشخيصه. لهذا السبب، يُعد الفحص أمرًا بالغ الأهمية في محاولة الكشف المبكر عن السرطان.
CNN: متى يجب على الأشخاص البدء بإجراء فحوصات سرطان القولون والمستقيم، وما أنواع العلاجات المتاحة؟
دكتورة ليانا وين: أوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية منذ عام ٢٠٢١، بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عامًا. يمثل هذا تغييرًا عن الإرشادات السابقة، التي نصحت ببدء الفحص في سن الخمسين. أما بالنسبة لمن تتراوح أعمارهم بين 76 و85 عامًا، فقد رأت فرقة العمل أن قرار الفحص يجب أن يكون فرديًا بالتشاور مع الطبيب. وتوصي فرقة العمل بالتوقف عن الفحص بعد سن الـ85 عامًا.
توجد أنواع عدة من الطرق المعتمدة لفحص سرطان القولون والمستقيم.
النوع الأول: تنظير القولون. يتضمن هذا الإجراء قيام طبيب الجهاز الهضمي بتمرير أنبوب طويل عبر أمعاء المريض، ويتطلب عادةً تخدير الشخص أثناء الإجراء؛ أو الخضوع لإجراء مشابه، يُسمى التنظير السيني، وهو أسرع ويتطلب تخديرًا أقل، لكنه يؤدي إلى رؤية أضيق للأمعاء؛ أو تصوير القولون المقطعي المحوسب، المعروف أيضًا باسم تنظير القولون الافتراضي، لرؤية الأمعاء من خلال المسح.
يُنصح عمومًا بإجراء تنظير القولون كل عشر سنوات، فيما تنظير القولون السيني أو تصوير القولون المقطعي المحوسب كل خمس سنوات. تكمن فائدة تنظير القولون وتنظير القولون السيني، مقارنةً بتصوير القولون المقطعي المحوسب، بإمكانية إزالة السرطان أثناء العملية والحد من تطوره مستقبلًا.
النوع الثاني يتمثّل باختبارات البراز التي تخضع للتحليل بالمختبر لتحليلها، عبر البحث عن بعض العناصر في البراز، مثل الدم أو الحمض النووي للورم التي قد تشير إلى وجود سرطان. يجب إجراء هذه الاختبارات خلال فترة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات. في حال وجود نتيجة مثيرة للقلق، يُنصح المريض عمومًا بإجراء تنظير القولون أو تنظير القولون السيني لإجراء المزيد من الاختبارات.
النوع الثالث: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اختبار الدم هذا الذي يتمتع بدقة تُضاهي دقة اختبارات البراز، في عام 2024 وتعتقد وين أنه خيار جيد للأفراد الذين قد لا يخضعون لفحوصات سرطان القولون.
CNN: من يجب أن يبدأ الفحص مبكرًا؟
دكتورة ليانا وين: قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من متلازمات وراثية، مثل داء الأمعاء الالتهابي، أو تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو سلائل القولون والمستقيم، إلى البدء مبكرًا وإجراء الفحص بشكل متكرر. يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي مشابه مناقشة الخيارات المتاحة مع مقدم الرعاية الصحية.
CNN: ما الذي يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟
دكتورة ليانا وين: يجب على الجميع زيارة مقدم الرعاية الصحية الأولية بانتظام، مرة واحدة سنويًا بالحد الأدنى، ومناقشة توصيات الفحص التي يأخذ في الاعتبار تاريخهم الشخصي والعائلي للإصابة بالسرطان.
ويُشكل هذا الأمر فرصة لمناقشة عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة الذي يمكن تغييره. يمكن أن يُقلل الإقلاع عن التدخين، وتقليل استهلاك الكحول من خطر الإصابة بشكل كبير،
كذلك الحصول على استشارة حول إنقاص الوزن لعلاج السمنة. كما أن زيادة النشاط البدني وتعديل النظام الغذائي ليشمل تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، وتناول المزيد من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والألياف، يُساعد في مكافحة الإصابة بالمرض أيضًا.
0 تعليق