كيف تستغل المقاومة ومناصروها أزمات “إسرائيل” الداخلية؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
حماس

السبيل – خاص

تشهد “إسرائيل” واحدة من أعنف أزماتها السياسية والاجتماعية، وسط دعوات متصاعدة للإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه اتهامات بالفساد، وإشعال الحروب لتحقيق مكاسب سياسية.

وتفتح هذه الأزمة نافذة أمام المقاومة الفلسطينية وأنصارها، لاستغلال حالة الانقسام الإسرائيلي في سبيل وقف العدوان على غزة وتعزيز موقفها.

انقسام داخلي يهدد الاستقرار

تشهد الساحة الإسرائيلية احتقانًا غير مسبوق، إذ تتصاعد الانتقادات ضد نتنياهو وحكومته اليمينية، التي اتهمت بتقسيم الإسرائيليين واستهداف قادة الأمن لتمرير أجندة سياسية خاصة.

وجعل هذا التصدع الداخلي حكومة الاحتلال في موقف هش، حيث تراجعت شعبيتها أمام الشارع الإسرائيلي، الذي بات يدرك أن استمرار الحرب يخدم مصلحة نتنياهو أكثر من مصلحة الإسرائيليين.

وفي ظل هذا الانقسام؛ باتت المقاومة قادرة على إعادة رسم صورة الصراع، لتظهر كقوة صامدة في وجه حكومة متخبطة، تغرق في أزماتها الداخلية.

فكلما اتسعت رقعة المعارضة لحكومة نتنياهو؛ زادت فرص المقاومة في كسب تعاطف دولي وإقليمي، مستغلة خطاب المعارضة الإسرائيلية نفسها التي تصف الحرب بـ”العبثية”.

استغلال الرواية الإسرائيلية المتصدعة

نتنياهو، الذي يُتهم من الداخل بأنه يحرف الحقائق ويشوه الأحداث لتعزيز قبضته على السلطة، يواجه اليوم اتهامات مشابهة لما تروج له المقاومة منذ سنوات.

ويفتح هذا التناقض فرصة ثمينة لتعرية السردية الإسرائيلية الرسمية، وتسليط الضوء على أن الحرب على غزة ليست سوى ورقة يلعب بها نتنياهو للبقاء في الحكم.

وتستطيع المقاومة ومن يدعمها تعزيز هذا الخطاب، وإظهار كيف أن استمرار الحرب يُستخدم لإلهاء الإسرائيليين عن الأزمات الحقيقية: الفشل الأمني، والعزلة الدولية، وتدهور الاقتصاد.

فتآكل الثقة بالحكومة الإسرائيلية يمنح المقاومة زخمًا لتقديم نفسها كطرف قادر على الصمود، في مقابل حكومة تنهار تحت وطأة فضائحها.

تحرك عالمي يعزز الضغط

على المستوى الدولي؛ يمكن أن تستثمر المقاومة الأزمة الإسرائيلية للتأكيد على أن حكومة الاحتلال الحالية ليست شريكًا موثوقًا في أي جهود سلام.

فحكومة غارقة في الفساد، تقمع شعبها وتواجه مظاهرات تطالب بإسقاطها، لا يمكنها أن تزعم الدفاع عن قيم الديمقراطية أو الأمن.

علاوة على ذلك؛ فإن الربط بين استمرار الحرب وبقاء نتنياهو في السلطة قد يدفع بعض القوى الدولية، وخاصة واشنطن، إلى إعادة النظر في دعمها المطلق له.

فالمعادلة السياسية التي تحاول “تل أبيب” ترويجها، بأن الحرب ضرورية لحماية الإسرائيليين؛ بدأت تفقد بريقها مع ظهور أصوات إسرائيلية تنادي بوقف الحرب كسبيل للخلاص من حكم نتنياهو.

المقاومة كطرف رابح

في ظل هذا المشهد المتشابك؛ تمتلك المقاومة الفلسطينية فرصة ذهبية لإعادة تشكيل معادلة الصراع. فاستمرار الحرب يعني مزيدًا من الاستنزاف الداخلي لـ”إسرائيل”، ويُفاقم أزمتها السياسية، ما قد يُسرّع من سقوط حكومة نتنياهو.

بينما تسعى “إسرائيل” إلى تصدير صورة القوة؛ تبدو الحقيقة على الأرض مغايرة تمامًا: حكومة مفككة، وانقسامات شعبية، وشرطة سرية تُحافظ على نظام يتهاوى. وفي المقابل، تظهر المقاومة كطرف ثابت في وجه عدوان بات يفتقد التأييد الشعبي داخل إسرائيل نفسها.

ومع تصاعد الدعوات الإسرائيلية لإسقاط نتنياهو؛ يصبح شعار المقاومة أكثر وضوحًا: هذه ليست حربًا من أجل أمن “إسرائيل”، بل حرب من أجل بقاء نتنياهو.

ومع تنامي هذا الإدراك؛ قد تتحول الأزمة الإسرائيلية من نقطة ضعف إلى فرصة تاريخية لمناهضي الحرب وداعمي المقاومة لوقف العدوان، وكسر شوكة حكومة نتنياهو التي تهتز من الداخل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق