Local

-OneArabia

خلال شهر رمضان، تُزيّن موائد إفطار منطقة الباحة بأطباق تقليدية تُبرز التراث الثقافي الغني للمنطقة. ومن أبرزها خبز "المقانق"، الذي أصبح وجبةً أساسيةً في هذا الشهر الفضيل. وقد أشادت به هيئة الطهي كطبقٍ رئيسي يُمثل الباحة، مُجسّدًا قصةً من التراث ونكهاتٍ فريدة تجمع بين البساطة والكرم.

يفخر سكان الباحة بإعداد "خبز المقنعة" باستخدام عجينة دقيق القمح الممزوجة بالماء. تُشكل هذه العجينة بعناية وتوضع على صخرة رقيقة تُسخن بنيران الحطب. ثم تُغطى بـ"مِشْفَف"، وهو عادةً ما يُصنع من الطين أو الحديد الرقيق، ويُدفن تحت الرماد والجمر. يُطهى الخبز على نار هادئة، مما يُعطيه قوامًا ورائحة مميزة.

في الباحة، لا يقتصر تحضير "خبز المقانق" على الطبخ فحسب، بل يعكس كرم ضيافة أهل المنطقة. وكثيرًا ما يتنافس السكان على صنع أكبر رغيف خبز لتقديمه للضيوف، رمزًا للترحيب والكرم. وفي رمضان، يُقدّم هذا الخبز مع أطباق شعبية أخرى كالعصيدة والحنيذ، التي لا تُشبع الجوع فحسب، بل تُعيد إلى الأذهان ذكريات الأجداد.

صرح رمضان بن محمد الزهراني لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن خبز "المقنات" يتجاوز كونه مجرد طعام، فهو جزء لا يتجزأ من هويتهم وذاكرتهم. وقد تم اختياره طبقًا رئيسيًا للمنطقة تعبيرًا عن التزامهم بالحفاظ على التراث. ويعتمد إعداده على المنتجات الزراعية المحلية، مبرزًا خصوبة أراضي الباحة.

تشتهر منطقة الباحة بمدرجاتها الخضراء الوارفة، مما يجعلها إحدى أهم مصادر الغذاء في المملكة. هذا الغنى الزراعي يضمن للمحاصيل المحلية دورًا محوريًا في الأطباق التقليدية مثل خبز "المقانق". وتُعد أراضي المنطقة الخصبة مصدرًا غذائيًا رئيسيًا لسكانها.

طوال شهر رمضان، تُضفي هذه الأطباق التقليدية تنوعًا على موائد الإفطار، مُرضيةً مختلف الأذواق مع الحفاظ على العادات والتقاليد. ويُؤكد وجود هذه الأطباق حرص المجتمع على الحفاظ على تقاليده الطهوية ومشاركتها مع الأجيال القادمة.

تتجاوز أهمية خبز "المقانق" مذاقه؛ فهو يجسد روح التكافل والتواصل في الباحة. فبينما يجتمع السكان على موائد الإفطار، لا يحتفون بتراثهم المطبخي فحسب، بل بتاريخهم وقيمهم المشتركة أيضًا.

With inputs from SPA

Story first published: Friday, March 28, 2025, 20:46 [GST]