«وول ستريت» على صفيح ساخن.. اضطرابات تجارية وتضخم عنيد

إعداد: هشام مدخنة
شهدت الأسهم انخفاضات حادة مؤخراً، يومية وأسبوعية، متأثرةً بتزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأمريكية، إضافة إلى توقعات أكثر تشاؤماً بخصوص التضخم.
وخسر مؤشر «ستاندرد آند بورز» 2.95% من قيمته خلال الأسبوع، منهياً إياه في المنطقة الحمراء للمرة الخامسة في الأسابيع الستة الماضية. وكذلك فعل «داو جونز» الصناعي، الذي تراجع 2.16%.
أما «ناسداك» المركب، فكان الأكثر انخفاضاً، بنسبة تجاوزت الـ4%. ومع الأسبوع الخاسر الأخير، يتجه المؤشر المثقل بالتكنولوجيا الآن نحو انحسار شهري يزيد على 8%، وهو أسوأ أداء شهري له منذ ديسمبر 2022.
وانخفضت الأسهم بشكل متفاوت الجمعة، بعد أن أثارت القراءة النهائية لثقة المستهلك في مارس المخاوف بتضخم مستمر، هو الأعند منذ عام 1993. وأغلق مؤشر «داو جونز» منخفضاً بأكثر من 700 نقطة، أي بنحو 1.69%، عند 41583.9 نقطة. وتراجع «إس آند بي» بنسبة 1.97% الجمعة، وصولاً إلى 5580.94 نقطة، وانخفض «ناسداك» بنسبة 2.7% ليستقر عند 17322.99 نقطة.
وصرح سكوت هيلفشتاين، رئيس استراتيجية الاستثمار في «غلوبال إكس»: «يتعرض السوق لضغوط من كلا الجانبين. هناك حالة من عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي ستُفرض الأسبوع المقبل على قطاعات التصدير الرئيسية مثل التكنولوجيا، إلى جانب مخاوف من ضعف المستهلك الذي يواجه ارتفاعاً في الأسعار يؤثر في قطاعات مثل السلع التقديرية».
وأضاف: «مع ذلك، فإن الأخبار المتعلقة بالتضخم والإنفاق الاستهلاكي لم تكن سيئة للغاية، كما أنها قد تمثل انتكاسة في المعنويات على المدى القريب، حيث يكافح المستثمرون لفهم سياسات إدارة ترامب الجديدة، محاولين تجاوز هذه الأزمة».

الأسهم الأوروبية

انخفضت أسواق أوروبا الجمعة، حيث استوعب المستثمرون إعلانات الرسوم الجمركية الصادرة عن إدارة ترامب هذا الأسبوع، وقيّموا البيانات الاقتصادية الجديدة من الولايات المتحدة.
وأغلق مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي على انخفاض بنسبة 0.77% الجمعة، وهو الثالث له على التوالي، مع تراجع أسبوعي 1.8% إلى 542.1 نقطة. وهبط مؤشر «فوتسي 100» البريطاني قليلاً وبنسبة 0.08% إلى 8658.85 نقطة، مع تقدم أسبوعي 0.14%. في المقابل، خسر كل من مؤشري «كاك» الفرنسي و«داكس» الألماني نحو 1% من رصيدهما الجمعة، و2.13% و2.72% على التوالي خلال الأسبوع. لينهي الأول تداولاته عند 7916.098 نقطة، ويسجل الثاني 22461.52 نقطة.
كل ذلك ولا تزال الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب على السيارات «غير المصنعة في الولايات المتحدة»، بنسبة 25%، تُلقي بظلالها على معنويات السوق الأوروبي. على أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ بدءاً من 2 إبريل.

آسيا والمحيط الهادئ

تراجعت معظم أسواق آسيا مع تزايد تأثير تهديدات ترامب الجمركية، وتعليق جميع أنشطة التداول في تايلاند بعد الزلزال الأخير.
وانخفض مؤشر «نيكاي 225» الياباني بنسبة 1.8% الجمعة (- 1.55% للأسبوع) ليغلق عند 37120.33 نقطة، وهو أدنى مستوى له في نحو أسبوعين. وهبط «توبكس» بنسبة 2.07% (- 1.49% للأسبوع) مسجلاً 2757.25 نقطة.
وفي كوريا الجنوبية، تراجع مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.89% الجمعة (- 2.94% للأسبوع) إلى 2557.98 نقطة، وكذلك فعل «كوسداك» للشركات الصغيرة، الذي خسر 1.94% من قيمته لينهي تداولاته عند 693.76 نقطة.
وفقد مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ 0.65% الجمعة، و1.36% خلال الأسبوع، مسجلاً 23426.6 نقطة، في حين خسر مؤشر «سي إس آي 300» في البر الرئيسي 0.44%، ليغلق عند 3915.17 نقطة.
وحده مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي الذي خالف النهج، وارتفع بنسبة 0.16% في اليوم الأخير، و0.91% للأسبوع، إلى 7982 نقطة، وذلك مع إعلان رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إجراء انتخابات وطنية في 3 مايو.