مارس 29, 2025 5:32 م
كاتب المقال : حازم عياد

حازم عيّاد
قالت مصادر مصرية لصحيفة “العربي الجديد”: إن الكرة الآن في ملعب الحكومة الإسرائيلية والجانب الأميركي، وذلك بعد أن كشفت المصادر المصرية موافقة حركة حماس على إطلاق سراح الجندي الأميركي عيدان ألكسندر و4 أسرى آخرين جثامين وأحياء.
الجهود المصرية والقطرية تكثفت قبيل عيد الفطر على أمل التوصل لاتفاق يحقق الهدوء و يجسر الفجوة بين وقف إطلاق النار ومفاوضات المرحلة الثانية ، فالذهاب للمرحلة الثانية من الاتفاق شرط أساسي تتمسك به حركة حماس والوسطاء العرب وعلى راسهم مصر باعتبارها مقدمة لتنفيذ خطة الإعمار العربية التي قدمتها في قمة الجامعة العربية مطلع الشهر الحالي اذار/ مارس.
نتنياهو الذي تحرر من عقدة إقرار الموازنة العامة في الحكومة لازال يراوغ بين الحرب والمفاوضات رافضا إحداث اختراق حقيقي يوصل لوقف دائم لإطلاق النار ، علما أنه يدرك أكثر من أي وقت مضى أن وقف اطلاق النار وتمديد الاتفاق يعد السلاح الوحيد النتبقي بين يديه للمراوغة والهروب من كرة الثلج المتدحرجة في الشارع بسبب اقالته لرئيس الشاباك رونين بار والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف.
التصعيد في قطاع غزة والاعلان عن توسعة التحركات البرية يهدد ببلوغ الاحتجاجات كتلتها الحرجة لتقود عصيان مدني واسع يؤكد ما تم التحذير منه مرارا وتكرارا باندلاع حرب اهلية تتخذ طابع التعطيل لمؤسسات الكيان الامنية والسياسية والاقتصادية ، الامر الذي يفسر امكانية ابداء مرونه في التعامل مع الوسطاء اذ اعلن اليوم السبت نية حكومة الاحتلال مناقشة الحكومة ارسال وفد مفاوض الى الدوحة والقاهرة لتفيكك المعارضة الداخلية التي انضم اليها جنود الاحتياط مؤخرا.
اتساع نطاق المعارضة والاحتجاجات يقلق نتنياهو الذي يخشى ان تجتمع المتناقضات بانضمام جنود الاحتياط الرافضين العودة للحرب و الحريديم ( طلاب المدارس الدينية) المناهضين للخدمة العسكرية، الى جانب عائلات الاسرى و نقابات العمال (الهستدروت) و المعارضين لاصلاحاته القضائية والامنية التي شملت اقالة كبار الموظفيين و المسوليين من مؤسسات الكيان الامنية والقضائية لمنهضتهم لليمين الديني الذي تحالف نتنياهو معه عضويا.
نتنياهو بحاجة لتفكيك المعارضة في الشارع ، والظاهر ان الحرب لم تعد الوسيلة المثلى للقيام بذلك في هذه المرحلة ، الامر الذي سيدفع نتنياهو للبحث في امكانية الذهاب صفقة جزئية او مفاوضات طويلة مع الوسطاء كمحاولة للتحكم بمعدلات ومستويات الضغط الداخلي الذي يتهدد نتنياهو وحكومته باضطراب يمكن ان يصل الى حد العصيان المدني، وهو الشكل البدائي للحرب الاهلية التي بات الحديث عنها متداول على لسان النخبة الامنية والسياسية والاكاديمية داخل الكيان.
حاجة نتنياهو الى صفقة توقف اطلاق نار تبدو ملحة لتخفض التوتر في علاقاته بدول اوروبا وعواصم الاقليم وعلى راسها القاهرة، خصوصا ان تعطيل نتيناهو لمسار المفاوضات يفاقم من ازمة العلاقة مع اوروبا و الاقليم ، وفي الان ذاته يفتح الباب لمناقشة شرعيته في ضوء مطالب الجنائية الدولية بضرورة اعتقاله ومثولة للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة .
ختاما .. يستطبع نتنياهو ان يحتفي بتمرير الموازنة العامة ولكنه لايستطيع ان يمنع من تشكل كتله حرجة معارضة لحكومته تقود عصيان مدني في الشارع وتقود الى حراك اقليمي اووربي اوسع لعزل نتنياهو ومحاصرته، الا عبر صفقة لوقف اطلاق النار في قطاع غزة ، امر لازال نتيناهو يظن ان بالامكان تجنبه ولو مؤقتا بسبب رهانه على الضغوط التي تتعرض لها المقاومة وحركة حماس مؤخرا،وهو رهان تتراجع فرص نجاحة يوما بعد الاخر في ظل صمود المقاومة وتصاعد المعارضة الداخلية والعزلة الدولية التي فاقمها دعوته تهجير الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية.
0 تعليق