الأرتكاريا المزمنة هي حالة جلدية تتميز بظهور طفح جلدي أحمر مصحوب بحكة شديدة، قد تستمر لأكثر من ستة أسابيع، وتتكرر على فترات طويلة، وهي من المشكلات الصحية التي قد تكون محبطة للمريض بسبب صعوبة تحديد السبب الرئيسي لها، إذ قد تنتج عن عوامل مناعية، تفاعلات حساسية، أو اضطرابات داخلية في الجسم.
التفاعلات المناعية الذاتية
تعد اضطرابات الجهاز المناعي أحد الأسباب الرئيسية للأرتكاريا المزمنة، حيث يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ خلايا الجسم، مما يؤدي إلى إطلاق مادة الهيستامين، وهي المادة المسؤولة عن ظهور الطفح الجلدي والتورم، وتُعرف هذه الحالة باسم الأرتكاريا المناعية الذاتية، حيث يكون الجهاز المناعي مفرط النشاط ويتفاعل بشكل غير طبيعي مع الخلايا السليمة.
التحسس من بعض الأطعمة والمشروبات
على الرغم من أن الحساسية الغذائية عادةً ما تسبب أرتكاريا حادة، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من حساسية خفية تجاه مكونات معينة مثل المواد الحافظة، الملونات الصناعية، أو بعض البروتينات الغذائية، مما يؤدي إلى نوبات متكررة من الأرتكاريا المزمنة، وقد يكون من الصعب اكتشاف هذا النوع من التحسس دون اتباع حمية استبعادية دقيقة.
العدوى الفيروسية أو البكتيرية
قد تؤدي بعض الالتهابات المزمنة، مثل التهابات الجهاز الهضمي الناتجة عن البكتيريا الحلزونية "هيليكوباكتر بيلوري"، أو الفيروسات مثل التهاب الكبد الفيروسي، إلى تحفيز الأرتكاريا، حيث تؤثر هذه العدوى على الجهاز المناعي مسببة تفاعلًا التهابيًا يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي.
الاضطرابات الهرمونية
يمكن أن تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في تفاقم الأرتكاريا المزمنة، حيث يعاني بعض الأشخاص من زيادة الأعراض خلال فترات التغيرات الهرمونية، مثل فترة الحمل أو انقطاع الطمث، كما قد تتفاقم الحالة بسبب اضطرابات الغدة الدرقية، خاصة في حالات خمول أو فرط نشاط الغدة، حيث تترافق هذه الاضطرابات مع استجابة مناعية غير طبيعية تؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي.
التعرض المستمر للتوتر والضغط النفسي
يساهم الإجهاد النفسي المزمن في زيادة حدة الأرتكاريا، حيث يؤدي التوتر إلى تحفيز إفراز بعض الهرمونات مثل الكورتيزول، مما يسبب اضطرابًا في الجهاز المناعي، ويجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات الجلدية، كما أن الأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن أو اضطرابات النوم يكونون أكثر عرضة لنوبات الأرتكاريا المتكررة.
تناول بعض الأدوية
يمكن أن تسبب بعض الأدوية أرتكاريا مزمنة كنتيجة لرد فعل تحسسي أو بسبب تأثيرها على الجهاز المناعي، ومن بين هذه الأدوية المسكنات مثل الأسبرين والإيبوبروفين، أدوية ضغط الدم مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وبعض المضادات الحيوية، حيث قد تتفاعل هذه الأدوية مع مستقبلات الهيستامين في الجسم وتؤدي إلى الطفح الجلدي المستمر.
الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية
ترتبط الأرتكاريا المزمنة في بعض الأحيان بأمراض أخرى مثل الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض السكري من النوع الأول، حيث تؤدي هذه الأمراض إلى تحفيز الاستجابة المناعية للجسم، مما يؤدي إلى زيادة إفراز المواد المسببة للحساسية والالتهابات الجلدية.
التعرض لعوامل بيئية معينة
قد يكون التعرض المستمر لبعض المحفزات البيئية مثل الحرارة الشديدة، البرودة المفاجئة، التعرض للماء لفترات طويلة، أو الاحتكاك بالملابس الضيقة، سببًا في تفاقم الأرتكاريا المزمنة، حيث تتفاعل البشرة مع هذه العوامل بشكل مبالغ فيه مما يؤدي إلى تكرار الأعراض.
0 تعليق