حكم المعربدين

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

أسرة التحرير

 

في الأسابيع الأخيرة يعربد في الضفة عنف مستوطنين – متطرف حتى بالنسبة للوضع القائم في المناطق بشكل عام. الضحايا الأخيرون هم سكان قرية دوما. فمساء يوم الثلاثاء اجتاحها عشرات المستوطنين وأحرقوا مركبات ومباني. كان توقيت الاعتداء رمزيا: في بداية شهر نيسان (أبريل) قبل سنة اجتاح مستوطنون دوما وقرية المغير المجاورة، أحرقوا ممتلكات عديدة، رشقوا حجارة وأطلقوا النار على السكان. كان هذا بعد قتل الفتى بنيامين احيمئير. في المغير قتل بالنار أحد السكان. أحد لم يقدم إلى المحاكمة في حينه على مشاركته في اعمال الشغب. في الاحداث تعرض للاعتداء أيضا مصور "يديعوت احرونوت" شاؤول غولان، وعلى الاعتداء عليه أيضا لم تقدم لائحة اتهام حتى اليوم.اضافة اعلان
منذ أقيمت حكومة اليمين المتطرف يتلقى مشاركو الاعتداءات رسالة واضحة: واصلوا. والرسالة تنقلها الشرطة والجيش اللذين لا يعتقلان المشاغبين في الزمن الحقيقي. من جنود يشاركون في طرد جماعات الرعاة في ارجاء الضفة الغربية ومن وزير الدفاع، إسرائيل كاتس الذي أوقف توزيع أوامر الاعتقال الإدارية، لكن فقط لليهود، وهكذا اخصى قليلا عمل الإحباط الذي كان. إلى جانب هذا يقف وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الذي تجند لصالح سجناء أمنيين يهود وأضعف اكثر فأكثر شرطة لواء شاي.
في اثناء ولاية رئيس الأركان هرتسي هليفي أصبح رد فعل الجيش واهيا أكثر فأكثر: فقد وزع الجيش سلاحا على المستوطنين، جند وسلح أيضا المتطرفين من بينهم، سمح لهم التنكيل بجيرانهم ولم يعالج مشاركة جنود في احداث عنف. وكانت النتيجة حل لجام مطلق.
الحدث في دوما هو استمرار لما حصل قبل اقل من أسبوع من ذلك في جنبا: اعتداء مستوطنين تدحرج إلى حملة ثأر لجنود بسكان القرية. يحتمل ان يكون رد فعل رئيس الأركان ايال زمير، الذي سافر إلى المكان للتحقيق في الحدث، يدل على تغيير في الميل. وبالفعل العقوبات التي فرضت على بعض من المشاركين من بين الجنود - توبيخات لقائد اللواء، قائد الكتيبة ولقائد السرية، تنحية ضابط وإرسال مقاتلين إلى السجن – حتى لو لم تكن تتناسب وخطورة الحالة تؤشر إلى اتجاه إيجابي. غير ان على رئيس الأركان ان يتناول أيضا المشاكل العميقة: معالجة كتائب الدفاع اللوائية المارقة. أخذ الأسلحة التي وزعت على عجل وعدم التوقف عند عقوبات في المستوى القيادي بل العمل على أن تُفتح تحقيقات شرطة عسكرية بسرعة وبنجاعة.
فوق كل شيء تقف المشكلة الأساسية: حكومة المعربدين، التي تروج للاحتلال، السلب و"الابرتهايد". حكومة التفوق اليهودي التي تعطي ريح إسناد للعربدة ضد الفلسطينيين التي تصم صورة إسرائيل وتبعد كل إمكانية لمستقبل مشترك في هذه المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق