loading ad...
كان فال كيلمر قد صرّح ذات مرة بأنه "كاد يُطرد من جميع أفلامه تقريباً". ولحسن حظنا، لم يحدث ذلك. فرغم أنه ربما سبّب الإزعاج لأكثر من مخرج، إلا أنهم جميعاً أدركوا أن العناء كان يستحق في نهاية المطاف.اضافة اعلان
فكيلمر، خريج مدرسة "جوليارد" المرموقة، كان ممثلاً أصيلاً حارب دوماً الابتذال في التمثيل، سواء من خلال أفلامه الكوميدية الخفيفة مثل Top Secret! أو أعماله الأكثر جدية وتأثيراً مثل Tombstone.
وقد توفي كيلمر، يوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 65 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً فنياً فريداً من نوعه.
فيما يلي بعض من أبرز أدواره وأكثرها تميزاً:
"توب سيكرت!" (1984)
كان من الممكن أن ينضم كيلمر إلى طاقم فيلم "ذا أوتسايدرز" لفرانسيس فورد كوبولا، والذي جمع العديد من الوجوه الشابة الواعدة حينها، لولا التزاماته المسرحية في ذلك الوقت.
لكن أول دور بطولة بارز له جاء في الفيلم الكوميدي المجنون Top Secret!، من إخراج جيم أبراهامز وديفيد زوكر وجيري زوكر، والذي يمزج بين إثارة الجاسوسية وجنون أفلام إلفيس بريسلي.
لعب كيلمر دور "نيك ريفرز"، نجم موسيقى الروك في الخمسينيات، الذي يجد نفسه بشكل غير مقصود متورطاً في المقاومة أثناء تواجده في ألمانيا الشرقية.
الفيلم يتّسم بسخافة عالية، وقد عانى من مقارنة دائمة بفيلم Airplane! الذي سبقه ونال إعجاب الجمهور بشكل أكبر.
لكن أداء كيلمر، وهو يغني ويرقص على أنغام "توتي فروتي"، كان ببساطة مذهلاً.
قال في فيلمه الوثائقي "Val": "لقد تعاملتُ مع الشخصية بالطريقة الوحيدة التي أعرفها: أن أُعطيها كل ما لدي."
على الرغم من أنه قضى شهورًا في تعلم العزف على الغيتار، قال الأخوان زوكر إنهما اعتقدا أن المشهد كان أكثر طرافة عندما تظاهر بالعزف فقط.
ويقول خبير الأفلام والمُقدِّم جيمس كينغ إن فال كيلمر سيظل في الذاكرة بفضل "هدوئه الجليدي كوجه سينمائي بارز."
"ريل جينيوس" (1985)
في هذه الكوميديا النموذجية من ثمانينات القرن الماضي، من إخراج مارثا كوليدج، يلعب كيلمر دور عبقري تقني precocious يُدعى كريس، كل ما يريده هو الاستمتاع بالحياة، الحفلات، وملاحقة الفتيات.
لكن حين يكتشف أن الجيش يخطط لاستخدام اختراعه كسلاح، يتعاون مع زملائه لإفساد المخطط.
قد لا تكون الشخصية من أعمق الأدوار التي قدمها، لكنها تركت أثرًا كبيرًا لدى الجمهور.
“توب غَن" (1986)
من المعروف أن كيلمر لم يكن يرغب بالمشاركة في "Top Gun". فقد اعتبره فيلمًا ساذجًا يُمجّد الحروب، وهو أمر كان يمقته.
كما أن شخصية "آيسمان" لم تكن عميقة على الورق.
ولكن بسبب التزامه التعاقدي مع الاستوديو، لم يكن أمامه خيار، فقرر أن يبتكر لنفسه عمقًا وخلفية مؤلمة للشخصية (فقد قرر أن والده تجاهله طوال حياته) ليرسم ملامح هذا الطيّار المتفاخر المهووس بالكمال، والخصم لتوم كروز في دور "مافريك".
ومع ذلك، فقد قدّر رؤية وحماس المخرج توني سكوت.
عاد كيلمر لتجسيد شخصية "آيسمان" في فيلم Top Gun: Maverick، في مشهد ختامي مؤثر وواقعي لشخصية عسكرية عظيمة، لكنها باتت منهكة وفخورة في آنٍ واحد.
"ذا دورز" (1991)
قال كيلمر في الفيلم الوثائقي Val: "عدم أداء دور جيم (موريسون) لم يكن خياراً مطروحاً".
فقد كان بالفعل يصوّر لنفسه أشرطة تجريبية ليقدّمها لمخرجين يحلم بالعمل معهم مثل ستانلي كوبريك ومارتن سكورسيزي، وطبّق نفس الفكرة مع أوليفر ستون ومنتجي الفيلم، حيث غنّى أغاني فرقة The Doors بصوته.
وقد نجحت هذه المحاولة؛ إذ أمضى عاماً كاملاً "يعيش" شخصية جيم موريسون، مقلّداً حتى حركاته وسرواله الجلدي.
ورغم أن الفيلم تلقى مراجعات متباينة، فإن أداء كيلمر كالمغني المدمر لذاته، والذي جسّد انحلال الستينيات بأسلوبه الفوضوي، نال إشادة واسعة.
وكتب أوين جليبِرمان في مراجعته بمجلة Entertainment Weekly حينها أن كيلمر "التقط، بدرجة مذهلة، الكاريزما الغامضة الشبيهة بالنمر، التي جعلت من موريسون أكثر المؤدين إثارة منذ أيام إلفيس الأولى".
"تومبستون" (1993)
على عكس شخصية "آيسمان"، رأى كيلمر أن "دوك هوليداي" في فيلم الغرب الأمريكي Tombstone شخصية مكتوبة بعناية.
في الفيلم الذي أخرجه جورج ب. كوسماتوس، يظهر هوليداي وهو يحتضر بسبب مرض السل، ويلتقي بصديقه القديم "وايت إيرب" (كيرت راسل) في مواجهة كلاسيكية بين رجال القانون والخارجين عن القانون.
كيلمر وصف الفيلم بأنه "قصة حب بين رجلين"، أما في مشهد وفاته، فقد طلب من قسم الديكور ملء السرير بالثلج ليشعر ببرودة مماثلة لما يعانيه هوليداي، قائلاً لإيرب: "عِش حياتك".
"باتمان إلى الأبد" (1995)
على غير عادته، وافق كيلمر على أداء دور "بروس واين" دون أن يقرأ السيناريو. فـ"باتمان" كان أيقونة طفولته، كما هو الحال مع كثير من الرجال الأميركيين.
لكن التجربة شكّلت تحدياً مختلفاً؛ فبدلة "الرجل الوطواط" كانت عائقاً أمام الأداء الحقيقي.
وقال كيلمر في Val: "أي إثارة طفولية شعرت بها في البداية، سحقها واقع بدلة باتمان. كان الأمر محبطاً حتى أدركت أن دوري في الفيلم يقتصر على الصمت والوقوف في المكان المحدد".
فهل كان كيلمر أفضل باتمان؟ ربما ليس الأهم. لكن فيلم Batman Forever لجويل شوماخر أصبح بدوره من النسخ الأيقونية لشخصية الرجل الوطواط، ببدلته المطاطية المثيرة للجدل وكل تفاصيله.
"هيت" (1995)
رغم أن فيلم Heat للمخرج مايكل مان يُعرف كمواجهة سينمائية بين العملاقين آل باتشينو وروبرت دي نيرو، إلا أن فال كيلمر قدّم أداءً داعماً يُعد من الأفضل في مسيرته، مجسداً شخصية "كريس" مساعد دي نيرو المخلص، الذي يتعلم فن اللامبالاة والعزلة.
ويُعد مشهده الشهير وهو يقول: "بالنسبة لي، الشمس تشرق وتغرب معها يا رجل"، من أكثر لحظاته التي لا تُنسى.
ووصف كيلمر العمل مع هذا الطاقم وتحت إدارة مان بأنه "فرح خالص"، كما صرّح في فيلمه الوثائقي Val.
"كيس كيس بانغ بانغ" (2005)
في هذا الفيلم الكوميدي السوداوي من تأليف وإخراج شين بلاك، غالباً ما يُشار إلى الدور بأنه نقطة تحول في مسيرة روبرت داوني جونيور، لكن أداء فال كيلمر كمحقق خاص يُدعى "غي بيري" (Gay Perry) كان أساسياً في نجاح الفيلم.
روجر إيبرت وصف أداءه بأنه "محاكاة ساخرة للمحاكاة الساخرة للشخصيات المثلية"، في إشارة إلى الطريقة الساخرة الذكية التي قدّم بها كيلمر الشخصية.
أفلام بارزة أخرى لفال كيلمر:
1988: الصفصاف — 1988
قلب الرعد — 1992
ذا آيلاند أوف دكتور مورو — 1996
ذا ساينت — 1997
ذا برنس أوف إيجِبت — 1998
آت فيرست سايت — 1999
ريد بلانت — 2000
بلاد العجائب — 2003
سبارتن — 2004
فِلون — 2008
باد ليوتِنَنت: بورت أوف كول نيو أورلينز — 2009
فال — 2021
توب غَن: مافريك — 2022 (ظهور مؤثر بشخصية "آيسمان")
0 تعليق