أبريل 6, 2025 3:35 م
كاتب المقال : علي سعادة

يسأل الكثيرون لماذا لم نعد نسمع أو نقرا أو نشاهد عمليات للمقاومة ضد جيش الاحتلال في قطاع غزة بعد استئناف العدو الحرب في الثامن عشر من الشهر الماضي، وارتكاب جرائم حرب استهدف من خلالها بشكل خاص الأطفال .
ورغم أن قرار الرد يعود لقيادة وفصائل المقاومة، لكن يبدو أن ثمة مؤشرات تؤكد أن المقاومة لا تسعى للانجرار وراء رد قد يكشف ما تبقى لها من أوراق عسكرية أو عملياتية، رد يسعى الاحتلال من خلاله إلى تحديد طريقته في الهجوم ومعرفة قدرة المقاومة أو ما تبقى لديها من قدرات عسكرية.
لا حد ينكر أن موازين القوة العسكرية لصالح العدو، خصوصا مع الحصار الكامل لقطاع غزة ومنع إدخال أية معدات أو مساعدات للقطاع، وبالتالي ندرة في المواد الخام والمواد التي تدخل في التصنيع الحربي الذي تقوم به المقاومة بجهود ذاتية خالصة دون أن تعتمد على أية جهة أخرى.
بينما يتلقى الاحتلال سيلا جارفا من الأسلحة والعتاد والأموال من مختلف دول العالم.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري فإن توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة لا يعد تحولا نوعيا في موازين المعركة، بل يأتي ضمن محاولات مكررة لم تحقق أهدافها في السابق، متوقعا أن تفشل مجددا.
وعلى سبيل المثال فقد اقتحم جيش الاحتلال مناطق كالشجاعية وبيت لاهيا أكثر من 5 مرات خلال الشهور الماضية، دون أن يتمكن من تحقيق اختراق فعلي أو استعادة أي من الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
إن غياب المعارك البرية التقليدية يعكس حقيقة ميدانية وهي أن جيش الاحتلال عاجز عن خوض اشتباكات واسعة داخل مناطق مكتظة ومعقدة.
وما زالت المقاومة تحتفظ بعناصر القوة، وخاصة في أسلوب القتال الذي تختاره وتوقيت المعركة الذي تراه مناسبا، ويعيق تموضع قوات الاحتلال حاليا شن عمليات مؤثرة للمقاومة مثل الكمائن قصيرة المدى باستخدام مضادات دروع لا تتجاوز 130 مترا.
ويتوقع خبراء من بينهم الدويري نفسه أن المقاومة تنتظر اللحظة المناسبة لتدفع الاحتلال إلى دخول المناطق المبنية، حيث تجهز لمعركة “صفرية” تخوضها بشروطها وليس وفقا لتكتيكات الجيش الإسرائيلي.
0 تعليق