
المعايش للناس والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يدرك أن هناك حالة الإحباط والعجز وكثير من الأسئلة الحائرة تعتمل في الصدور.
ويدرك أن حالة من الشعور بالتقصير تخيم على الجميع؛ فلا أحد يستطيع أن يقدم شيئا ذا بال يمكن أن يساهم في وقف نزيف الدماء.
ما يجري من صمت عجيب على الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو في قطاع غزة، وعجز عجيب عن إدخال قطعة خبز أو حبة دواء أو قطرة محروقات للجوعى والمشردين، وصمت العجيب على عربدة العدو في لبنان وفي سوريا، حتى تلك التصريحات الرسمية القوية لم يعد أحد يسمعها. يزيد من حالة الشعور بالعجز التام الذي يرافقه حالة من الغضب والاحتقان المكبوت.
يدرك المراقب أن الشعور بالعجز والتقصير عن تقديم العون والمساعدة لأهل غزة بلغ مستوى لم يبلغه منذ بداية العدوان البربري على غزة.
لم يعد الناس يرون في المسيرات والصراخ في مواقع التواصل ولا حتى في فتات المال الذي يقدمونه ما يقنعهم بأنهم يؤدون واجبهم تجاه المذبحة الرهيبة التي ترتكب بحق إخوانهم وأشقائهم على مرأى ومسمع منهم على يد شرذمة قليلة.
زاد من هذا مشهد العجز والخور الرسمي العربي، خاصة أن دولهم التي تتغنى بسيادتها تحيط بالمعذبين المحاصرين كإحاطة السوار بالمعصم لكنهم غثاء كغثاء السيل!!
يشعر الناس بعجز دولهم وأنظمتهم خصوصا بعد مجيء الرئيس الأمريكي الأهوج دونالد ترامب!!
يشعر الناس وكأنهم أمام مشهد بلطجي أزعر ضخم يمسك بخناق طفل ويضربه، وهو يشتم بكل الألفاظ النابية أولئك المتجمعين حوله، ويهددهم إن كان فيهم رجل فليتقدم وينقذ الطفل!! وكلهم رغم كثرتهم الكاثرة لا حول لهم ولا قوة!! ولا يتجرأ أحد منهم على الاقتراب لمساعدة الطفل المسكين الذي يلفظ أنفاسه بين ذلك المجرم، لا بل وصل الخور بهم أن يمنعوا من يتجرأ على التقدم لمساعدة الطفل وفكه من بين يدي ذلك البلطجي!!
على أن هذا الشعور بالتقصير الذي يُترجمه الناس عجزا وقعودا خطير جدا، وهو ينعكس سلبا على أوضاع إخواننا المستفرد بهم في غزة، بل يضيف معاناة على معاناتهم. بل كأننا نساهم في الجريمة المرتكبة ضدهم!!
هذا الشعور بالتقصير لا بد أن يتحول إلى طاقة إيجابية إبداعية، ودافعا قويا لمزيد من العمل والتفاعل والتحرك، ومزيد من الإصرار على تقديم كل ما يمكن تقديمه بكافة لأهلنا في غزة لإيقاف شلال هذا الدم وكف يد هذا العدو عنهم أولا، ولإغاثتهم ثانيا وإعمار بلدهم ثالثا.
0 تعليق