في خطوة جديدة تعكس تصعيدًا في استراتيجية إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة، أعلنت تل أبيب عن إنشاء ما يُعرف بـ "محور موراغ"، وهو ممر بري يمتد من الشرق إلى الغرب جنوب القطاع بهدف فصل مدينة رفح عن باقي المناطق. تأتي هذه الخطوة في وقت تحذر فيه الجهات الإنسانية من تداعيات كارثية على أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في الجنوب.
محور موراغ: الممر الذي يعيد رسم خريطة غزة
بحسب خرائط نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، يمتد "محور موراغ" من شاطئ البحر غربًا وصولًا إلى معبر "صوفا" الواقع على الحدود بين غزة وإسرائيل. هذا الممر يمتد على طول 12 كيلومترًا، وقد نشر الجيش الإسرائيلي قواته على طول هذا المحور، مما يثير القلق بشأن التبعات الإنسانية التي قد تنجم عن هذا التقسيم.
محور موراغ: ممر فيلادلفيا ثاني
في تصريح له، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الممر الجديد بـ "ممر فيلادلفيا ثاني"، في إشارة إلى الشريط الحدودي بين غزة ومصر الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ مايو الماضي. وأضاف نتنياهو أن الهدف من إنشاء هذا المحور هو الضغط على حركة حماس وعزل مدينة رفح عن باقي مناطق غزة.
عودة إلى خريطة التقسيم: تقسيم غزة إلى ثلاث مناطق
هذا التطور يأتي بعد تأكيد إسرائيل على سيطرتها على "ممر نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن وسط القطاع وجنوبه. وبهذا الشكل، يصبح قطاع غزة مقسّمًا فعليًا إلى ثلاث مناطق تفصلها ممرات عسكرية إسرائيلية، مما يعزز القلق من تآكل الوحدة الجغرافية للقطاع.
الجذور التاريخية لـ "محور موراغ"
رغم أن الحديث عن هذا المحور قد عاد إلى الواجهة مؤخرًا، إلا أن جذوره تعود إلى فترة ما بعد احتلال غزة عام 1967، حينما أنشأ الجيش الإسرائيلي محورًا وهميًا في المنطقة لأغراض عسكرية. في عام 1972، تم تأسيس مستوطنة "موراغ" في المنطقة، قبل أن يتم إخلاؤها ضمن خطة الانسحاب الأحادي من غزة عام 2005.
أهمية محور موراغ في التقسيم
وفقًا لتقارير صحفية، يحمل "محور موراغ" أهمية استراتيجية كبيرة، إذ سيقتطع حوالي 74 كيلومترًا مربعًا من أراضي قطاع غزة، ما يعادل 20% من المساحة الإجمالية للقطاع. يفصل هذا المحور محافظة رفح عن باقي المحافظات، مما يعرقل حركة التنقل بين الجنوب والشمال، خاصة أن رفح تحتوي على معابر حيوية مثل معبر رفح مع مصر ومعبر كرم أبو سالم.
تهديد للأمن الغذائي في غزة
يمثل استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في هذا المحور تهديدًا للأمن الغذائي لسكان القطاع، حيث تعد مدينة رفح من المناطق الزراعية الأساسية في غزة. فقدان السيطرة الفلسطينية على هذه الأراضي سيحرم السكان من مصدر غذائي رئيسي في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة بسبب الحرب والحصار.
تمهيد لتقسيم دائم لقطاع غزة
تحذر منظمات حقوقية وإنسانية من أن إنشاء هذه الممرات العسكرية قد يؤدي إلى تقسيم دائم لقطاع غزة، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا لوحدة الأراضي الفلسطينية. في ظل غياب أي حلول سياسية واضحة، يخشى الفلسطينيون من أن تتحول هذه الممرات إلى واقع دائم، مما يزيد من معاناة سكان القطاع المحاصرين منذ أكثر من 17 عامًا.
0 تعليق