أوزان أبنائنا زادت يا دكتور

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
قبل أيام ودعنا شهر رمضان الفضيل، واستقبلنا عيد الفطر المبارك بكل بهجة وسرور، وخلال هذه الأيام وردني بعض الرسائل التي يقول فيها بعض الآباء الأعزاء، يا دكتور لاحظنا زيادة في أوزان أبنائنا لدرجة أن مقاسات ملابس العيد التي تم شراؤها تغيرت بشكل ملحوظ، فماذا نفعل حتى يعودوا إلى الوزن المثالي؟

في الواقع قد يكون هناك بالفعل أطفال قد اكتسبوا زيادة بعض الكيلوجرامات من الوزن خلال شهر رمضان، والأسباب متعددة ومختلفة منها اختلاف نوعية الأطعمة التي تتميز بالدهون المشبعة والسعرات الحرارية العالية، زيادة استهلاك المقليات، عدم الحركة نهائيا وجلوسهم طوال الوقت في مكان محدد برفقة الأجهزة، عدم ممارسة أي نشاط رياضي، الخلود إلى النوم بعد الأكل مباشرة دون إعطاء الجسم وقته لعملية الهضم، استهلاك أطعمة الوجبات السريعة بكثرة طوال الفترة الممتدة من صلاة المغرب إلى الفجر، فكل هذه العوامل مؤثرة على الجسم وهيئته الخارجية، إذ لا يستبعد ظهور بعض الملامح غير المناسبة على الأطفال اليافعين مثل الكرش، تراجع في مستوى الحركة واللياقة البدنية، صعوبة في الصعود والنزول، وغير ذلك من الأمور التي تحدث نتيجة زيادة الوزن.

ويظل السؤال هنا: كيف يمكن معالجة أمر الأبناء عند ملاحظة زيادة في أوزانهم؟

يجب أولا عدم التساهل بوضع الأبناء الذين اكتسبوا زيادة في الوزن، والسبب أنه في حال ترك هذه الزيادة فإنها مع مرور الوقت ستصبح مشكلة كبيرة، ولا سيما أنه مع تعدد وسائل الرفاهية والأجهزة الالكترونية قلت حركة معظم الأطفال وزادت معاناتهم مع أوزان أجسادهم، ويكمن الحل هنا في ضرورة تخصيص نصف ساعة للطفل يوميا حتى يمارس أي رياضة فيها حركة لكل أعضاء جسمه، وبجانب ذلك مراعاة نظامه الغذائي بمعنى تناول الطعام الصحي الذي يفيده بعيدا عن الأطعمة ذات الدهون والسعرات الحرارية العالية كالوجبات السريعة، وعدم تناول المشروبات الغازية نهائيا لكونها تسهم في زيادة الوزن وتحتوي على كميات كبيرة وهائلة من السكر والكافيين، ضرورة إدخال الفواكه والخضراوات في نظامه الغذائي وليكن على هيئة سلطات.

ومن المشاكل التي تحدث حتما عند تجاهل معالجة زيادة الوزن عند الأبناء هي الوصول إلى مرحلة السمنة - لا قدر الله - وما يترتب عليها من مضاعفات لا تحمد عقباها، فمن أهم الأمراض التي قد تسببها السمنة عند الأطفال متلازمة الأيض، إذ يعد فرط أنسولين الدم، ومقاومة الأنسولين، والإجهاد التأكسدي، من العوامل الأساسية التي تسبب الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي  أو المتلازمة الأيضية، وهي ترفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطراب شحوم الدم، وعدم تحمل الجلوكوز، والسمنة في منطقة البطن التي تبدو ظاهرة عند الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة، وأيضا من الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة داء السكري من النوع الثاني، فالسمنة لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بعدم تحمل الجلوكوز ومرض السكري من النوع الثاني بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي، وتشمل عوامل الخطورة لمرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال ومتلازمة التمثيل الغذائي التاريخ العائلي المباشر لمرض السكري من النوع الثاني، ظهور علامات مقاومة الأنسولين مثل ارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، والشواك الأسود في الرقبة وهو اضطراب يصيب الجلد، إذ تظهر بقع باللون الغامق في عدة أماكن في الجسم منها تحت الإبطين وفي الفخذين وفي الجزء الخلفي من الرقبة وتكون سميكة الملمس.

ولا تتوقف أضرار السمنة إلى حد المرض ومضاعفاته، فهناك جانب مهم أيضا وهو الجانب النفسي، فالأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة يصابون بضعف الثقة بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية، وصعوبات التعلم، والتنمر، والمزاج المتقلب، وبجانب كل ما سبق قد لا يجدون أدنى اهتمام وترحيب من الأطفال الآخرين في حال الألعاب الجماعية ككرة القدم.

الخلاصة: يجب عدم تجاهل معالجة الزيادة  في أوزان الأبناء اليافعين والمراهقين التي اكتسبوها خلال رمضان، فهذه الزيادة قد تشكل طريقا في حال إهمالها مع مرور الوقت نحو السمنة التي يترتب عليها مضاعفات عديدة، فمن أهم الأمراض المزمنة التي قد تسببها السمنة عند الأطفال متلازمة الأيض والسكري من النوع الثاني، بجانب المشاكل النفسية المرتبطة بالسمنة، ويكمن الحل في اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة النشاط البدني الذي يحبونه لنصف ساعة يوميا، الحد من استخدام الالكترونيات، والنوم الصحي والمبكر لتعزيز مراحل النمو بطريقة صحية وآمنة، وعيدكم مبارك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق