«فرونترز»
يتسم القلق من الرياضيات بمشاعر التوتر والخوف عند التعامل مع الأرقام أو إجراء العمليات الحسابية، وهو شكل شائع من القلق الأكاديمي الذي يؤثر في نسبة كبيرة من الطلاب حول العالم.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يعاني 40% من الطلاب مشاعر التوتر أو العجز أو القلق في المواقف اليومية المتعلقة بالرياضيات، مثل حل المسائل أو إكمال واجباتها.
لا تؤثر هذه المشكلة المتفشية في الصحة النفسية للطلاب فحسب، بل لها أيضاً آثار عميقة في أدائهم الأكاديمي. تشير الأبحاث إلى وجود علاقة وثيقة بين قلق الرياضيات وانخفاض التحصيل الدراسي في المادة. غالباً ما يواجه الطلاب الذين يعانون مستويات عالية من قلق الرياضيات صعوبة في التركيز وفهم المفاهيم الرياضية والأداء الجيد بالتقييمات.
علاوة على ذلك، تمتد الآثار السلبية لقلق الرياضيات إلى ما هو أبعد من حدود الفصل الدراسي، إذ تؤثر في مواقف الطلاب تجاه الرياضيات وطموحاتهم المهنية على المدى الطويل. فالأفراد الذين يُصابون بخوف من الرياضيات في مرحلة مبكرة قد يُثنيهم عن السعي وراء وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ما يحد من فرصهم المستقبلية وإمكانية نجاحهم.
يمكن أن يُضعف قلق الرياضيات الأداء الإدراكي بشكل كبير، ما يؤثر في قدرة الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات والاستدلال المنطقي. عند مواجهة مهام رياضية، قد يُظهر الأفراد الذين يعانون القلق أعراض زيادة العبء المعرفي، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء وزيادة الأخطاء.
علاوة على ذلك، فإن الخوف من ارتكاب الأخطاء أو التعرض للتقييم السلبي قد يُفاقم قلق الرياضيات، ما يُؤدي إلى دوامة من الشك الذاتي وسلوك التجنب. هذا التجنب قد يُعيق التقدم الأكاديمي للطلاب ويمنعهم من الانخراط الكامل في المفاهيم والتحديات الرياضية.
إدراكاً للتأثير السلبي لقلق الرياضيات في الأداء الأكاديمي للطلاب، يُطبق المعلمون وصانعو السياسات بشكل متزايد استراتيجيات لمعالجة هذه المشكلة بشكل استباقي. فمن خلال تهيئة بيئة تعليمية داعمة وتعزيز موقف إيجابي تجاه الرياضيات، يمكن للمدارس مساعدة الطلاب على بناء الثقة والمرونة في مواجهة التحديات الرياضية.
0 تعليق