أبريل 8, 2025 5:23 م

علي سعادة
تبدو لنا هذه العبارة وكأنها الأكثر إلحاحا في وقتنا الحالي، أن يدق أحدهم بقبضته ناقوسا يشعل نار الثأر والانتقام الكبير من قتلة الأطفال والنساء في فلسطين وفي الوطن العربي، أن تبدأ أكبر عملية تأديب لعصابة من القتلة تحتل فلسطين ومساحات واسعة من الوطن العربي وتهدد في التوسع الاستعماري لتشمل دولا عربية أخرى.
أن يقف أحد ما في وجه الرجل البرتقالي تاجر العقارات الذي أثبتت الأحداث بأنه لم يعقد في حياته صفقة ناجحة واحدة، وبأنه بنرجسيته وعنجهيته وغروره وضع العالم في حالة فوضى، وسمح لمجرم الحرب الفار من وجه العدالة، الشيطان الرجيم، بنيامين نتيناهو بأن يواصل جرائمه ووحشيته وفاشيته في فلسطين بدعم غير مسبوق بالسلاح والمال.
نعم نحن بحاجة لمن يصرخ بكل نخوة وشهامة ومروءة في وجه قوى الظلم والظلام : “الجواب ما تراه لا ما تسمعه” وهي العبارة التي قالها أحد خلفاء بني العباس، وهو هارون الرشيد الذي شوه المستشرقون والمبشرون وأذنابهم، من يطلق عليهم مؤرخون ومفكرون، تاريخ هارون الرشيد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما بحسب الروايات التاريخية.
تقول الرواية التاريخية المؤكد بأن هارون الرشيد وصله خطاب طويل من ملك الروم، نقفور، ضم عبارات التهديد والوعيد، والسب والشتم لهارون الرشيد والمسلمين، ويقول فيه أيضا أني سأفعل وسأُدمر وسأقود جيشا هائلا وسأكتسح أراضيكم. ولن يقف أمام وجهي أحد حتى أصل إلى الكعبة وأهدمها.
فلما قرأ هارون الرشيد هذا الخطاب التفت لكاتبه وقال له اكتب خلف الخطاب، حتى أنه لا يريد أن يرسل له خطابا في ورقة جديدة محتقرا له: “من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم .. إن الجواب ما ترى لا ما تسمع”.
ولم يكتف هارون الرشيد ببيان سخيف وسمج ومكرر ومكتوب بلغة محايدة وباردة كما تفعل الجامعة العربية التي مقرها حاليا ثلاجة الموتى، ومحنطة في قبو رطب وعفن، بل أنه سير في يومه ذاك جيشا جرارا يسد قرص الشمس، وانطلق من موطن الخلافة العباسية في بغداد إلى بلاد الروم، فأدب نقفور ومن وراءه. وجعله يدفع الجزية ضعف ما كانت تدفعه الملكة قبله.
حين يكون العدو متغطرسا ووحشيا وقذرا ووقحا وبلا قيمة حضارية أو إنسانية ينبغي أن يخاطب بهذه الطريقة وليس بالبكاء والتوسل إلى المجتمع الدولي.
وقديما قالت العرب “الهمة نصف المروءة”، أمة بلا همة، النتيجة ما تراه من تخاذل وضعف وإهانة يومية تتلقها، خير أمة اخرجت للناس، من قبل الأصدقاء قبل الأعداء.
0 تعليق