«الاستثمار»، هذا المصطلح السحري كان تقليدياً ورتيباً ومحدوداً في مجالات ضيقة لا تضيف الشيء الكبير لاقتصادنا، لكنه مع الرؤية انطلق كالمارد الذي لا يعرف الحدود ولا يعترف بالمستحيل، وأصبح صندوقنا السيادي «صندوق الاستثمارات العامة» حاضراً بقوة في كل المجالات وفي كل قارات العالم. ماذا لو قال لنا أحد قبل سنوات، إن الاستثمار في الرياضة مثلاً استثمار مهم وله جدوى اقتصادية، غالباً سوف يُنظر إلى هذه الفكرة باعتبارها متجاوزة وغير عملية وربما غير منطقية، ولكن الحاضر أثبت عكس ذلك، وعلى سبيل المثال عندما اشترى صندوق الاستثمارات العامة أحد الأندية الرياضية الإنجليزية بمبلغ لا يتجاوز 305 ملايين جنيه إسترليني، وبحسن الإدارة أصبحت القيمة السوقية للنادي تتجاوز الآن مليار جنيه.
أقول هذا الكلام بمناسبة انعقاد النسخة الأولى من منتدى الاستثمار الرياضي في الرياض، وتصريح سمو نائب وزير السياحة الأميرة هيفاء آل سعود بأن ١٤ مليون سائح حضروا الفعاليات الرياضية العام الماضي وأنفقوا ٢٢ مليار ريال. ليس هذا فحسب، بل تفيدنا أيضاً أنه بعد الإعلان عن استضافة المملكة لمونديال 2034 قفزت طلبات التراخيص السياحية بنسبة ٣٩٠ ٪ خلال العام الماضي، وهنا يتضح المردود المباشر وغير المباشر للاستثمار الرياضي على الاقتصاد الوطني، لا سيما بعد الإعلان عن إنشاء صندوق رياضي سعودي للاستثمار في الأصول الرياضية الأوروبية.
الأفكار الخلاقة والرؤى المبدعة تذهب بنا إلى المستقبل سريعاً، وتخلق روافد عديدة لاقتصادنا، وهذا ما تفعله رؤية 2030.
أخبار ذات صلة
0 تعليق