أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحج هو فريضة إسلامية عظيمة تأتي ضمن الأركان الخمسة للإسلام، ويؤديها المسلمون بهدف تطبيق هذه العبادة والتقرب إلى الله عز وجل.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "الحج هو في الحقيقة مجموعة من المناسك الإسلامية التي يذهب فيها المسلمون إلى مكة المكرمة، لأداء الطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار في مزدلفة، والنحر، والحلق، وغيرها من الشعائر التي جمع فيها الحج كل أصناف العبادة وألوان التقرب إلى الله".
وأضاف: "والحكمة العميقة في هذه العبادة هي التزكية، وهي أن نسير على نفس النهج الذي سار عليه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، ونلتزم بتطبيق هذه الشعائر كما علمنا إياها، ليكون ذلك سببا في تزكية النفس والروح."
وتابع، مُتأملًا في قوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهو يدعو ربه: "رَبَّنَا إِنِّيۤ أَسْكَنْتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَٰةَ فَجْعَلْ أَفْئِدَةًۭ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓۛ إِلَيْهِمْ" (إبراهيم: 37)، مشيرًا إلى أن المقصود في الآية ليس المكان فقط، بل هو المكين، أي المكان الذي يحتضن الأرواح ويهوي إليه القلوب، والمكان هو مكة المكرمة، لكن المعنى العميق هو أن القلوب تهوى إلى هذا المكان الطاهر، لأننا نذهب إليه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنؤدي المناسك التي أدَّاها.
وأوضح: "الحج ليس مجرد عبادة جسدية، بل هو شعيرة عظيمة تهدف إلى تحريك القلوب وتوجيهها نحو الله عز وجل، نحن نذهب إلى مكة والطواف حول الكعبة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طاف، والسعي بين الصفا والمروة حيث سار الحبيب، والوقوف بعرفة حيث وقف الرسول صلى الله عليه وسلم".
كما أشاد بالجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات السعودية في الآونة الأخيرة، لإحياء آثار النبي صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة، مضيفا: "عندما تذهب أيها الحاج إلى تلك الأماكن الطاهرة، سترى آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستشعر ببركة الأماكن التي وقف فيها ورفع يديه ودعا".
وفيما يتعلق بمسألة تقبيل الحجر الأسود، أضاف الدكتور محمد وسام: "عندما تقبل الحجر الأسود، لا تقتصر الفائدة على مجرد تقبيله، بل يكون الهدف الأسمى هو أن تضع قدمك في المكان الذي وضع فيه رسول الله قدمه، وأن تنوي الطاعة له كما قال صلى الله عليه وسلم: 'خذوا عني مناسككم'".
وأكد أن الحج هو عبادة تطهيرية، تهدف إلى تقوية الإيمان وتزكية الروح، قائلاً: "عندما نذهب إلى مكة، نذهب لأداء هذه الشعيرة المباركة ونتقرب إلى الله عز وجل، لأننا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما بلغه عن الله، لنعلن كلمة التوحيد ونؤكد أننا نعبد الله على ملة سيدنا إبراهيم ودين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وتابع: "الحج هو معلم من معالم الوحدة والتقوى، ولهذا نحن نذهب إلى هناك لنعيش معاني العبادة الحقيقية ونعمل على إصلاح نفوسنا وتهذيبها، لنعود منها كما جاء في الحديث الشريف: 'من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه'".
0 تعليق