أفادت دراسة جديدة نُشرت في دورية "نيكوتين أند توباكو"، التابعة لجامعة أكسفورد، بأن حظر التدخين في المساكن العامة الذي فرضته الحكومة الأميركية عام 2018، أدى إلى انخفاض ملحوظ في حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعد التدخين، إلى جانب التعرض للتدخين السلبي، من أبرز أسباب الوفيات التي يمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث تودي بحياة 480 ألف شخص سنوياً.
وعلى الرغم من انخفاض نسبة المدخنين السلبيين من 87.5% عام 1988 إلى 25.2% عام 2014، لا يزال 58 مليون غير مدخن في الولايات المتحدة يتعرضون للتدخين السلبي، خاصة في المنازل.
ومنذ مطلع الألفية، بدأت الحكومات المحلية والولائية في فرض حظر على التدخين في الأماكن العامة. وأظهرت دراسات سابقة أن هذه السياسات ساهمت في خفض ضغط الدم الانقباضي، وقللت من حالات الاستشفاء المرتبطة بأمراض القلب.
وفي يوليو 2018، أصدرت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية قراراً يمنع التدخين داخل جميع مباني الإسكان العام، والذي يشمل أكثر من مليوني شخص في الولايات المتحدة.
وتعد هيئة إسكان مدينة نيويورك أكبر مؤسسة إسكان عام في البلاد، حيث تضم أكثر من 400 ألف مقيم.
انخفاض معدل النوبات القلبية
وحلل الباحثون تأثير سياسة منع التدخين على حالات الاستشفاء، بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية بين البالغين فوق سن الخمسين، وذلك بمقارنة بيانات قاطني الإسكان العام في نيويورك، مع مجموعة مقارنة من سكان المدينة غير الخاضعين لهذا الحظر.
وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في معدل النوبات القلبية من 1.7% إلى 1.1%، وانخفاضاً في معدل السكتات الدماغية من 1.9% إلى 1.3%، مع استمرار الاتجاه التنازلي في حالات الاستشفاء خلال 54 شهراً بعد تطبيق الحظر، مما يؤكد فعالية هذه السياسة في تحسين الصحة العامة.
وتُظهر هذه الدراسة أن حظر التدخين في المساكن العامة ليس فقط سياسة فعالة لتحسين جودة الهواء الداخلي، بل أيضاً وسيلة مهمة للحد من الأمراض القلبية الوعائية.
ويقول الباحثون إن النتائج يُمكن أن تشكل دافعاً لاعتماد سياسات مماثلة في دول أخرى لتعزيز الصحة العامة.
0 تعليق