أبريل 10, 2025 2:04 م
كاتب المقال : رأفت مرة

(*) كاتب فلسطيني
أسوأ ما كان يتوقعه نتنياهو او يتخيله في احلامه حصل دفعة واحدة في لقائه الرئيس الامريكي دونالد ترمب الاثنين الماضي في واشنطن.
جميع طموحات نتنياهو تحجمت لأنها تضاربت مع المصالح الامريكي، وهذه مفارقة ليست سهلة.
بعد عملية طوفان الاقصى المباركة نفذ نتنياهو عدوانا إرهابيا على غزة ثم لبنان ثم سوريا، ثم إيران واليمن.
ووضع نتنياهو اهدافا كبيرة أهمها: تغيير الشرق الأوسط واعادة بنائه، والقضاء على المقاومة، وإخراج الأسرى.
وجهز نتنياهو جيشه لتنفيذ عدوان واسع على إيران يحطم مختلف القدرات العسكرية والنووية الإيرانية.
مع فوز ترمب بالرئاسة، اعتبر نتنياهو ان مشروعه الكبير تجاه الشرق الاوسط بات قيد التحقق.
وسع نتنياهو عدوانه على سوريا، واستمر في احتلال مواقع في لبنان، وخرج من اتفاق وقف النار في غزة، واقترب من تنفيذ العدوان على إيران بانتظار اشارة من واشنطن.
وفجأة، استدعى ترمب نتنياهو للقاء به في واشنطن، تضاربت الآراء حول توقعات جدول اعمال الزيارة.
بعد انتهاء اللقاء بينهما الذي دام نصف ساعة، فجر ترمب أمام الصحفيين بحضور نتنياهو قنبلة من العيار الثقيل، ثلاثية الأبعا :
1..ستبدأ واشنطن حوارا مباشرا مع طهران يوم السبت 12 نيسان / أبريل في سلطنة عمان، وهو ما يناقض مخطط نتنياهو تجاه تدمير القدرات النووية والعسكرية والاقتصادية الايرانية، ويعطي مشروعية لاستمرار النظام الايراني، ويؤدي لتقارب أمريكي ايراني حول قضايا متعددة منها الاقتصادي والنفط.
وهذا يعني غض نظر أمريكياً عن ملفات كثيرة مرتبطة بالنفوذ الايراني اذا ما نجحت طهران في منح ترمب ما يريده، وهو ما سيحصل.
لقد انهارت التقديرات الامنية الإسرائيلية الاستراتيجية التي تعتبر البرنامج النووي الايراني خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني ينبغي تدميره عسكريا .
2..ترمب طلب من نتنياهو حل مشاكله في سوريا مباشرة مع اردوغان، وهذا يعني ان تراعي “إسرائيل” مصالح تركيا في سوريا، وان تتوقف عن استهداف الاتراك، وهو ما يتناقض مع جوهر الموقف الإسرائيلي المعارض للمتغيرات في سوريا، ووصول احمد الشرع المقرب من تركيا لرئاسة سوريا، وتغيير الجيش والاجهزة الامنية من خلال دمج القوى الاسلامية في الدولة والمؤسسات.
3..الحرب في غزة يجب أن تنتهي، وهذا يناقض رغبة نتنياهو في إطالة الحرب، والتخلي عن الأسرى الصهاينة، وهو ما قد يسبب له ازمة داخلية تضاف إلى أزماته المختلفة.
إن خيبة الأمل بدت على نتنياهو، وهو وفريقه اصيبوا بالصدمة، وجاء ذلك في توقيت إسرائيلي داخلي صعب، حيث تتعمق الخلافات ويواجه نتنياهو تحديات كبيرة ومحاكمات وتحقيقات في ملفات فساد.
لقد ظهر التباين الكبير في المصالح الامريكية والاسرائيلية، وهذا يعني ان سياسة نتنياهو سوف تصطدم بحائط جديد، وسوف يضطر لتجميد مخططاته، الأمر الذي يؤدي لانكشافه الداخلي، وربما اضطراب علاقته بحلفائه؛ فالشرق الأوسط أصبح خارج رؤية نتنياهو وهو يصاغ وفق معادلة ترمب التي تزعج نتنياهو جدا، لكنه مضطر لابتلاع الموسى.
0 تعليق