توفيق السباعي
ضمن الجولة الرابعة من موسم الفورمولا1 لهذا العام، وتزامناً مع احتفالات الذكرى السنويّة الخامسة والسبعين لانطلاق هذه البطولة العالميّة؛ تستضيف حلبة البحرين الدوليّة «موطن رياضة السيّارات في الشرق الأوسط» سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا وان 2025، والّذي بدأ فعليّاً يوم أمس الخميس 10 أبريل ويستمرّ حتّى 13 أبريل. حيث تشهد هذه النسخة زخماً غير مسبوق؛ إذ تجمع بين حماس سباقات السيّارات وبهجة الاحتفالات الكرنفاليّة، وتعكس في الوقت ذاته التزام البحرين بتطوير منظومة رياضيّة عالميّة مستدامة تخدم حاضر البحرين ومستقبلها، عبر تقديم تجربة متكاملة تشمل الإثارة الرياضيّة، والجذب السياحيّ، والمردود الاقتصاديّ، والتمكين المجتمعيّ. حيث تأتي هذه الفعاليّة العالميّة الكبيرة تجسيداً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه ورعاه، وثمرة الجهود المتواصلة والمتابعة الحثيثة لصاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، لتأكيد مكانة مملكة البحرين على خارطة الرياضة العالميّة وتحقيق المزيد من التميّز على كافّة الأصعدة.
فمنذ اليوم الأوّل، بدا جليّاً المستوى التنظيميّ المبهر الّذي عكس احترافيّة فريق البحرين وتكامله في إدارة وتنظيم هذه الفعاليّة. فقد برزت التدابير الأمنيّة المحكمة والجهود التنظيميّة بشكل لافت من خلال الإجراءات والجاهزيّة العالية لحفظ الأمن والنظام وتوفير تجربة سلسلة واستثنائيّة للزوّار؛ كالتنظيم المتقن في المنافذ ومطار البحرين الدوليّ وتوسيع الطاقة الاستيعابيّة لمواقف السيّارات، وتركيب شاشات إلكترونيّة حديثة لإرشاد الجماهير على امتداد الطرق الرئيسة، وتوسيع بوّابات الدخول للحدّ من الانتظار، إضافةً إلى إنشاء جسور جديدة لعبور المشاة، ومحطّات مخصّصة لسيّارات الأجرة.
لقد أصبحت حلبة البحرين الدوليّة أيقونة معماريّة ورمزاً للتنظيم الدقيق والابتكار المتواصل، حيث تشهد هذا العام، إلى جانب سباق الفورمولا1، سباقات دوليّة مهمّة مثل الجولة الثانية من بطولتي «فورمولا2»، و»فورمولا3»، بالإضافة إلى الجولة الخامسة من بطولة تحدّي كأس بورش كاريرا الشرق الأوسط؛ ممّا يضيف تجربة سباق متكاملة وزخماً وتنوّعاً إلى الحدث العالميّ. كما تنظّم الحلبة، إلى جانب هذه السباقات، عدداً من الفعاليّات الترفيهيّة والأنشطة الموسيقيّة والفنّيّة والعروض الحيّة، إضافة إلى عروض كرنفاليّة وعائليّة وألعاب للأطفال، بما في ذلك العجلة الدوّارة العملاقة وعروض شخصيّة «سونيك»، ممّا يجعل من هذا الحدث مهرجاناً متكاملاً لجميع أفراد الأسرة.
كذلك يمثّل سباق البحرين لـ»الفورمولا1»، أداة قويّة في دعم التنمية وتحقيق عوائد اقتصاديّة مباشرة وغير مباشرة، من خلال انتعاش قطاعات الفنادق والمطاعم والنقل والتذاكر، والمساهمة في تشغيل مئات الوظائف المؤقّتة والدائمة، وخلق فرص واعدة أمام الكوادر البحرينيّة الشابّة لإثبات قدراتها في مجالات التنظيم والخدمات والضيافة. ولا يمكن تجاهل الأثر الإعلاميّ والترويجيّ لهذا الحدث، فمن خلال التغطية الإعلاميّة الّتي تصل إلى مئات الملايين من المشاهدين في العالم؛ تنقل الشاشات الصورة المشرقة لمملكة البحرين، بلد التعايش والحداثة والضيافة، بما يعزّز من مكانتها السياحيّة، ويجعل منها وجهة مفضّلة لعشّاق الرياضة والمغامرة والثقافة. كما يأتي البُعد الإنسانيّ ليضيف مشهداً آخر يزخر بقيم العطاء المجتمعيّ؛ إذ أطلقت حلبة البحرين الدوليّة مزاداً خيريّاً بالشراكة مع المؤسّسة الملكيّة للأعمال الإنسانيّة وعدد من فرق الفورمولا، يضمّ تذكارات وتجارب حصريّة ستعود عوائدها لأعمال خيريّة وإنسانيّة داخل المملكة، حيث تستمرّ هذه المبادرة حتّى يوم ختام السباق في 13 أبريل، ما يعبّر عن التزام البحرين الدائم بخدمة المجتمع وتعزيز العمل الخيريّ.
هذا الحدث الكبير، الّذي يشكّل مفخرة وطنيّة حقيقيّة، يؤكّد مرّة أخرى قدرة البحرين على إبهار العالم وتنظيم الفعاليّات العالميّة الكبرى بكلّ احترافيّة وإبداع، وذلك بفضل رؤية قيادتها الحكيمة، وتضافر جهود فريق البحرين بكلّ مؤسّساته وقطاعاته، الّذي يواصل كتابة قصّة نجاح جديدة تضاف إلى سجلّ المملكة الزاخر بالإنجازات، وعنوان آخر يؤكّد أنّ نبض الصحراء حقّاً لا يتوقّف.
0 تعليق